«الوسطية» و«التجديد» يسيطران على جلسات اليوم الثالث لمؤتمر وزراء الأوقاف

آل الشيخ: إنشاء مركز متكامل لمسائل الحوار وبرامج الأمن الفكري

TT

كشف الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في السعودية، رئيس المجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية، عن إنشاء مركز معلومات متكامل لمسائل الحوار وللبرامج العملية للأمن الفكري في المساجد والدعاة. وقال خلال لقاء صحافي على هامش المؤتمر الثامن لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية المنعقد في جدة، إن السعودية قدمت ورقة عمل لإيضاح خطة الوزارة تجاه الأوقاف، وخطة إصدار كشاف وقفي لجميع ممتلكات الأوقاف وكيفية إدارتها، والعمل بها، وأوجه الصرف وفقا لشروط الواقفين.

وأشار آل الشيخ إلى أن أحد المعلقين من رؤساء الوفود على الورقة، أكد أهمية الطرح، وقال: «لو كانت هذه الورقة لدينا منذ مدة في العالم الإسلامي وبهذه الأفكار، لما ضاع الكثير من الأوقاف»، وأضاف أن هذا يشير إلى التفاعل الإيجابي من قِبل رؤساء الوفود وأعضائها مع البرامج العملية التي ركز عليها هذا المؤتمر، وزاد: «أيضا، نوقشت التحديات التي تواجه الدعوة الإسلامية في داخل العالم وفي خارجه، وكان هناك الكثير من الأفكار المحددة في درء التحديات عن الدعوة في الداخل والخارج».

وبالعودة إلى جلسات المؤتمر، كشفت ورقة عمل قُدمت في الجلسة السادسة بعنوان «التجديد في الفكر الإسلامي والخطاب الديني بين الثوابت والمتغيرات»، ألقاها الدكتور سالم عبد الجليل من جمهورية مصر العربية أمس، عن أهم وسائل تجديد الفكر الإسلامي، والتي تتمثل في تدريس مادة مناهج البحث العلمي في المدارس والجامعات الإسلامية، والتركيز على نشر البحوث التي تتناول التراث وإخراجه بشكل يتلاءم مع المستجدات العلمية الحديثة، وربط بحوث الدراسات الحديثة بمشكلات العصر. وطلب طرح الحلول القابلة للتنفيذ مثل مشكلات الأمية والفقر والمرض والتخلف والهزيمة النفسية.

وأشارت ورقة العمل إلى أن الخوف من مصادمة الرأي العام هو أهم معوقات التجديد، وقال مقدم الورقة: «زعم البعض أن باب الاجتهاد قد أُغلق وأن عصر الإجماع قد ولى».

ورأت ورقة العمل أن الخطاب الديني ينبغي أيضا تجديده عن طريق حسن طرح القضايا العقدية، بما يؤدي إلى إيجابية الاعتقاد في المجتمع الإسلامي، كما لا يجوز الإسراف في الخطاب الديني، واعتماد منهج القرآن في الإقناع بقضايا الاعتقاد وقضايا التشريع.

وأكدت الجلسة أن التجديد في الخطاب الديني الموجه إلى الغرب لا بد أن يكون عن طريق إعداد كوادر علمية خاصة تدرس لغة البلد التي سترسل إليها وعاداتها وتقاليدها وواقعها، واستقطاب أكبر عدد من أهل هذه الديار للدراسة في المؤسسات الدينية في بلاد العالم الإسلامي، وحسن طرح الإسلام في تلك الديار.وشهدت الجلسة عددا من المداخلات التي ركزت على أهمية تجديد الخطاب وتوجيهه بشكل يتلاءم مع روح العصر والرقي بالخطاب الديني بما يصل بالفكر المسلم إلى المكانة التي يستحقها.

كما كشفت الجلسة السابعة التي ألقاها الدكتور عامر الفلاح وكيل وزارة الأوقاف بالكويت عن مشروع برنامج «الوسطية منهج وحياة»، عن أن الوسطية هي أصل الدين ولبّه وحقيقته، مستشهدا بمنهاج الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في التعامل مع الآخرين في عملية نشر الدين والتعامل مع غير المسلمين.

وكشفت ورقة العمل أن لتحقيق الوسطية عدة أساليب، أهمها تهذيب الخطاب الديني وتنقيته من الشوائب والتعامل مع الآخرين بإنسانية تكفل لهم حقوقهم، وكذلك التعامل مع الدين بلا إسراف ولا تفريط, وبينت الورقة جهود بعض الدول وتجاربها لتطبيق مبدأ الوسطية في تجارب بنّاءة أساهمت في إنشاء جيل وسطي يعطي انطباعا مشرقا عن المسلم المحب لغيره، وتطرقت ورقة العمل إلى أساليب تطبيق الوسطية، ممثلة في أهمية الحوار وقبول الآخر واحترامه، الذي يُعتبر أدعى إلى أن يصل هذا الرأي إلى الآخر ويسهم في التعايش مع المجتمع بعيدا عن عزلة التشديد أو التفريط.