كوريا الشمالية تطلق صاروخين قريبَي المدى غداة تجربتها النووية.. وواشنطن تحذرها

أوباما يطمْئن كوريا الجنوبية ويجدد التزامه الدفاع عنها.. وروسيا تتوقع قرارا صارما من مجلس الأمن

TT

بعد يوم على إجرائها تجربة نووية أثارت قلق المجتمع الدولي، أطلقت كوريا الشمالية أمس صاروخين قريبَي المدى، ما دفع بالولايات المتحدة إلى إصدار تحذير للدولة الشيوعية بأنها «ستدفع ثمن» أفعالها إذا واصلت إجراء تجارب نووية وصاروخية بشكل ينتهك القانون الدولي.

ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن مصدر حكومي في سول قوله إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخين أحدهما أرض جو والثاني أرض بحر قبالة ساحلها الشرقي، وبلغ مدى الصاروخين نحو 130 كيلومترا. وكانت كوريا الشمالية أجرت أول من أمس ثاني تجاربها النووية كما أطلقت ثلاثة صواريخ قصيرة المدى أرض جو من قاعدة صواريخ ساحلية بشرق البلاد.

ولاقت التجربة النووية التي أجرتها بيونغ يانغ، وهي الثانية بعد تجربتها الأولى عام 2006، إدانة دولية واسعة شملت القوى الإقليمية والرئيس الأميركي باراك أوباما الذي وصف برنامج الأسلحة الذرية لبيونغ يانغ بأنه خطر على الأمن الدولي. وعادت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس وحذرت كوريا الشمالية أمس من أنها «ستدفع ثمن» أفعالها إذا واصلت إجراء تجارب نووية وصاروخية بشكل ينتهك القانون الدولي. وقالت رايس لشبكة «سي إن إن» إنه إن أرادت كوريا الشمالية «مواصلة إجراء تجارب واستفزاز المجموعة الدولية، فسترى أنها ستدفع الثمن، لأن المجموعة الدولية واضحة: هذا أمر غير مقبول».

وانتقدت كوريا الشمالية أمس كوريا الجنوبية واليابان لإدانتهما أحدث تجربة نووية قامت بها بيونغ يانغ، وقالت إن ذلك قد يمنعها من الانضمام إلى إجماع في الرأي على بدء مفاوضات عالمية بشأن الحد من الأسلحة النووية. وقال الدبلوماسي الكوري الشمالي ميونغ هون لمؤتمر نزع السلاح: «لا يمكن لهذا الوفد استبعاد احتمال أن تؤثر هذه التصريحات سلبيا على الأمور الإيجابية في عاصمة بلادي تجاه مسوَّدة القرار».

وأدان وزراء خارجية من آسيا وأوروبا كوريا الشمالية، ووصفوا تجربتها النووية بأنها خرق واضح لقرارات الأمم المتحدة، وحثوا بيونغ يانغ على العودة إلى الطاولة في المحادثات السداسية. وحث وزراء من أكثر من 40 دولة في بيان، بيونغ يانغ إلى العودة على الفور إلى المباحثات السداسية.

ودعا كذلك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كوريا الشمالية للعودة إلى المباحثات مع جيرانها والولايات المتحدة، وقال في مؤتمر صحافي في هلسنكي أمس: «الخيار الوحيد المتاح أمام كوريا الشمالية هو أن تبقى عضوا مسؤولا في المجتمع الدولي وأن تعود إلى طاولة المباحثات». وأثارت التجارب الكورية الشمالية غضب الشطر الجنوبي الذي ما زال يتملكه الحزن على وفاة رئيسه السابق روه مو هيون في حادث انتحار. وفي خطوة من المؤكد أن تزيد من التوترات في المنطقة قالت كوريا الجنوبية أنها ستنضم إلى مبادرة تقودها أميركا لملاحقة السفن التي يُشتبه أنها تحمل أسلحة دمار شامل وهو تحرك حذرت كوريا الشمالية من أنها ستعتبره بمثابة إعلان حرب.

وفي إبراز للمخاوف من المدى الذي يمكن أن تذهب إليه كوريا الشمالية في تصعيد الموقف، كرر أوباما تعهد أميركا بالدفاع عن كوريا الجنوبية. ويتمركز في شبه الجزيرة الكورية المقسمة شديدة التسلح نحو مليونَي جندي وجها لوجه. وأكد الرئيس الأميركي للرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك «الالتزام التام» لواشنطن بالدفاع عن كوريا الجنوبية. وقال البيت الأبيض في بيانٍ إن الرئيسين «اتفقا في محادثة هاتفية أيضا على العمل معا بشكل وثيق سعيا إلى إصدار قرار قوي من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يتضمن إجراءات ملموسة للحد من أنشطة كوريا الشمالية النووية الصاروخية».

ويفرض المجتمع الدولي على كوريا الشمالية عقوبات منذ سنوات وتعتمد على المساعدات لإطعام شعبها وتعداده 23 مليون نسمة. ويرى محللون أن كوريا الشمالية تريد أن تعزز التجارب من موقفها في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة. وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع أول من أمس أحدث تجربة نووية أجرتها كوريا الشمالية قائلا إنها «انتهاك صارخ» لقرار صدر في عام 2006 بعد التجربة النووية الأولى التي أجرتها بيونغ يانغ. وصدر البيان بعد اجتماع مغلق لمجلس الأمن استمر أقل من ساعة. ويعمل مجلس الأمن على استصدار قرار جديد لكن محللين يرون أن الصين جارة كوريا الشمالية العملاقة لن تؤيد على الأرجح أي موقف صارم ضد بيونغ يانغ. والمخاوف المباشرة لدى الصين هي حدوث تصدع خطير داخل الدولة الشيوعية مما قد يدفع سيلا من اللاجئين إلى حدودها.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية قوله أمس إن روسيا تتوقع أن يصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا مشددا ضد كوريا الشمالية «لأن سمعة المجلس على المحك».