وزير سابق يطالب باللغة العربية.. ومدير جامعة يرد: أنت من سبق أن طالب بالإنجليزية

الرشيد يقلل من أهمية اختراع كشف لحم الخنزير في اللحوم الأخرى.. ومتبنيه يرد: شركة يهودية تقدمت لشرائه

الأمير سعود بن ثنيان والى يمينه د. عبد الله العثمان والى يساره د. محمد الرشيدخلال إحدى جلسات منتدى الشراكة المجتمعية (تصوير: خالد الخميس)
TT

ما أن شرع الدكتور فهد العسكر، نائب رئيس اللجنة التحضيرية لمنتدى الشراكة المجتمعية في مجال البحث العلمي، بالوقوف خلف المايكروفون في الجلسة الخامسة والأخيرة لفعاليات المنتدى، لدعوة الحضور لحفل العشاء، حتى تحول الحديث من المجال البحثي إلى إلزامية تطبيق «اللغة العربية» في الجامعات.

وكانت الجلسة الختامية التي ترأسها الدكتور محمد الرشيد وزير التربية والتعليم الأسبق، قد شهدت استعراضا لأبرز إنجازات الجامعات السعودية في مجال الشراكة البحثية، وتجربة شركة «سابك» في دعم هذا التوجه.

وفوجئ الحضور والبسمة على شفاههم بتعليقات الوزير الرشيد، وتأكيداته بأن سر تفوق المجتمعات مثل كوريا الجنوبية واليابان هو في تمسكها بلغتها، وأنه يريد أن تكون الجامعات السعودية متمسكة باللغة العربية في خططها المستقبلية.

وأشار الرشيد إلى كتاباته المستمرة عن هذا الموضوع وأنه يرى أن التعليم باللغة العربية مهم جدا في تطور التعليم السعودي، إلى جانب انتقاده لمدير جامعة الشارقة السابق الدكتور إسماعيل البشري، الذي كان قد عرض براءات اختراع قام بها طلاب الجامعة من خلال كليات الشريعة والهندسة والطب تمثل في جهاز لكشف مدى وجود لحم الخنزير في اللحوم الأخرى، ومدى معرفة اللحم المذبوح من غيره، وأن المجتمع لا تهمه مثل هذه الاختراعات.

وجاء أول الردود على الرشيد من قبل الدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود الذي أكد أن الوزير الرشيد إبان توليه الوزارة كان هو من طالب بتدريس اللغة الإنجليزية في الصفوف الأولى للتعليم العام، موضحا أن الجامعات وتحديدا جامعة الملك سعود وضعت السنة التحضيرية في الجامعة بهدف جعل اللغة الإنجليزية مهارة وليست لغة رئيسية للخريج.

كما رد الدكتور البشري بخصوص براءة اختراع جامعة الشارقة، بأن شركة يهودية تقدمت لشراء حقوق الاختراع بعد أن تبينت أهميته وفائدته، لكن الجامعة وبتوجيه من رئيس إمارة الشارقة رفضت ذلك، وأنه لو لم يكن مهما هذا البحث لما تقدمت له شركات أجنبية للحصول عليه.

وما أن توالت الردود واحدا تلو الآخر على الوزير الرشيد حتى ختم الجلسة مسلما المايكروفون للدكتور فهد العسكر لاختتام المنتدى.

وخلال الجلسة الأخيرة استعرض الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع ورئيس مجلس إدارة شركة سابك، تجربتهم مع دعم البحوث العلمية والكراسي البحثية، مشيدا بالتوجه الحديث نحو هذه الشراكة من قبل الجامعات السعودية.

واستعرض الدكتور عبد الله العثمان تجربتهم وطموحاتهم المستقبلية في جامعة الملك سعود، وكرر قائلا «إذا لم تدخل جامعة الملك سعود في عام 2009 تصنيف شنغهاي الدولي فإن الجامعة تكذب على المجتمع»، موضحا أن طموحاتهم أن تصل الجامعة في عام 2020 إلى أن يكون مستواها مثل أي جامعة أميركية، وفي عام 2040 أن لا تكون كذلك بل أن تصل إلى الريادة والتنافس على الصفوف الأولى.

وفيما يتعلق بكراسي البحث الموجهة للمجتمع أوضح العثمان أن الجامعة لديها «كراسي» في هذا المجال مثل: كرسي السمنة، وكرسي العيون، وكرسي أمراض الربو وغيرها، وهي من الكراسي التي تستهدف خدمة المجتمع.

وتطرق مدير جامعة الملك سعود إلى خططهم المستقبلية بأن يكون التعليم في الجامعة من أجل العمل وليس من أجل التعليم فقط، وأن الخريج يستطيع أن يجد عملا بمجرد تخرجه، مشيرا في الوقت نفسه إلى المبتعثين في الخارج حاليا والذين يصلون إلى نحو 70 ألف مبتعث والذين سيعودون إلى البلاد بلغات وتعليم مختلف وأن هذا يعتبر منافسا للجامعات السعودية. وسمى العثمان المبتعثين في الخارج بأنهم ينتسبون إلى جامعة الملك عبد الله للابتعاث على اعتبار أنهم مبتعثون ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث.