أهالي العيص ينتظرون صافرة العودة إلى منازلهم بعد انخفاض الهزات

فيما لم تسجل المؤشرات أكثر من 3 درجات منذ يومين

الشوارع في العيص وقد خلت من السكان وعامل ينتظر العودة إلى العيص («الشرق الاوسط»)
TT

ينتظر أهالي مركز العيص بفارغ الصبر صدور تعليمات الجهات المختصة للعودة مرة أخرى إلى منازلهم، الغائبين عنها منذ أكثر من 10 ايام، بعد أن سجلت أجهزة رصد الزلازل انخفاضا ملحوظا في الهزات من حيث العدد والقوة خلال اليومين الماضيين.

وأكدت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، أمس أن النشاط الزلزالي في حرة الشاقة انخفض بشكل ملحوظ من حيث العدد والقوة، مشيرة إلى أن محطات الشبكة الوطنية التابعة لها لم تسجل أي هزات أرضية أكبر من 3 درجات على مقياس ريختر، منذ الساعة الثانية عشرة ظهر يوم أول من أمس الثلاثاء، وحتى الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم أمس الأربعاء.

وأبانت الهيئة عدم رصد أي أبخرة بركانية، مع استمرار القياسات الحرارية في معدلها الطبيعي، وانخفاض ملحوظ في قيم غاز الرادون، مشيرة إلى أنها ما زالت تراقب النشاط الزلزالي وكافة المتغيرات المصاحبة لهذا النشاط، من حيث التغير في الأشكال الموجية للهزات الأرضية المسجلة يومياً وعلى مدار الساعة، والقياسات الحرارية، وتتابع باهتمام الانخفاض في تركيز غاز الرادون، ومدلولاته العلمية.

على الصعيد الميداني، يسجل التاريخ، أن مركز العيص والقرى التابعة له، لم تكن خالية يوما ما تماما من السكان، فلليوم العاشر على التوالي تظل المنطقة خالية من سكانها، ليس الآدميين فقط، بل حتى الحيوانات، أخلت أماكنها هربا من الأحداث الطبيعية التي مرت بالمنطقة خلال الأيام القليلة الماضية.

وتبدو المنطقة ببيوتها الخالية من البشر وطرقاتها الصامتة إلا من عصافير تطارد بعضها وسط سكون قاتل يحركه بين الفينة والأخرى صوت الرياح، حتى أصوات الأذان خبأت بسبب إغلاق المساجد.

ودأب سكان العيص من عمال وأهالي على المحاولة يوميا للعودة إلى قراهم لمزاولة انشطتهم الطبيعية، لم يملوا من الوقوف امام المداخل الثلاثة (مدخل طريق أملج، ومدخل طريق المدينة المنورة، ومدخل طريق ينبع البحر) بشكل يومي، لكنهم يصطدمون برجال الشرطة الذين لم تصدر لهم الاوامر بعد بالسماح لهم بالعودة إلى الديار.

سراج الهندي، وهو عامل في إحدى البقالات بمركز العيص ظل يقطع المسافة بين مدخل العيص ومخيم الإيواء في الفقعلي ـ نحو 60 كلم ـ تدفعه الرغبة في العودة إلى العمل، يقول «أريد أن أفتح بقالتي الصغيرة التي ابتعدت عنها لعشرة أيام».

ويندفع، أبو أحمد ـ وهو في عقده الخامس ـ نحو الوصول إلى بيته، ويتجادل مع الشرطي الواقف على المدخل، ويقول انه قد قرأ في الصحف أن المسؤولين أكدوا على أن الوضع مطمئن ولذلك ينبغي أن نعود إلى حياتنا الطبيعية.

ويبدو انه قد ازداد ثقافة جيولوجية بسبب الاحداث فقال «التقارير اكدت أن النشاط الزلزالي انخفض من حيث العدد والقوة».