إيران: استطلاعات رأي تظهر تقدم موسوي على أحمدي نجاد 4% في 10 مدن كبيرة

معركة «الفيس بوك» تشتعل بين المرشحين للرئاسة: يمكنني جمع مليون شخص لا يحبون نجاد

كروبي خلال إحدى حملاته الانتخابية أمس (أ.ب)
TT

وسط اشتداد سخونة الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة يوم 12 يونيو (حزيران) المقبل، أكد محسن رضائي، الرئيس السابق للحرس الثوري والمحسوب ضمنا على معسكر المحافظين في إيران، أنه إذا انتخب رئيسا لإيران «سيفتح باب الحوار مع أميركا» حول البرنامج النووي لإيران وقضايا أخرى. ويأتي ذلك فيما نقل تلفزيون «برس.تي.في» الإيراني، عن استطلاعات للرأي، تقدم المرشح الإصلاحي في الانتخابات مير حسين موسوي في نحو 10 مدن على المرشحين الآخرين، ومن بينهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وقال محسن ضائي في تصريحات له على هامش حملته الانتخابية «على البلدين، أميركا وإيران، أن يجلسا معا وأن يناقشا القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل مكافحة تهريب المخدرات، قبل توسيع نطاق القضايا لتشمل الإرهاب ومنع الانتشار النووي». وعلى خلاف أحمدي نجاد والكثير من المحافظين في إيران، رأى رضائي أن انتخاب باراك أوباما نتيجة «لتغيير كبير في السياسة الأميركية.. وأن أميركا لن تنظر في مغامرات لغزو دول أخرى». إلى ذلك قال تلفزيون «برس.تي.في» الإيراني، أمس، إن مرشح الإصلاحيين مير حسين موسوي يتقدم على منافسيه في 10 مدن إيرانية كبيرة. وقالت «برس.تي.في» أن استطلاع الرأي أوضح أن موسوي يتقدم على الرئيس الإيراني بنحو 4%، موضحة أن 38% من الإيرانيين، الذين جرى استطلاع رأيهم، أيدوا انتخاب موسوي مقابل 34% أيدوا أحمدي نجاد. وليست هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها تقدم موسوي، ففي استطلاع الأسبوع الماضي، قال التلفزيون الإيراني الرسمي إن موسوي تقدم أحمدي نجاد، إذ وصل نسبة المؤيدين له 47% مقابل 43% لأحمدي نجاد. وإن كان الإصلاحيون الإيرانيون يشكون من القيود المفروضة على وصولهم إلى وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة، إلا أنهم يعوضون عن ذلك باستخدام الإنترنت لتعبئة مناصريهم قبل الانتخابات الرئاسية المصيرية. وتقول رسالة إلكترونية، يتم ترويجها منذ عدة أيام «إذا كنتم لا تريدون المشاركة في الانتخابات، فكروا فقط في اليوم الذي سيليها حين يردكم إعلان إعادة انتخاب أحمدي نجاد». وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، المحافظ المتشدد المرشح لولاية ثانية من أربع سنوات، افتتح مدونة إلكترونية بعد انتخابه عام 2005. وقال زورباح شهرستاني، أحد أشهر أصحاب المدونات الإيرانيين متحدثا لوكالة الصحافة الفرنسية «في الماضي كان هناك ربما مدونتان أو ثلاث فقط تتعاطى السياسة، من أصل مائة مدونة. أما اليوم، فمن أصل المدونات المائة التي أتابعها بانتظام، هناك ربما خمسون تتحدث عن الشؤون السياسية والانتخابات». وتابع «بعضها يدعم (المرشح المحافظ المعتدل مير حسين) موسوي، لكنها بمعظمها تكتفي بالتشديد على ضرورة المشاركة في الانتخابات».

وكانت إيران تعد 23 مليونا من رواد الإنترنت عام 2008 من أصل عدد سكاني قدره 71 مليون نسمة، بحسب إحصاءات الاتحاد الدولي للاتصالات. ولا يعرف عدد المدونات الإلكترونية فيها بالضبط. وفي إشارة إلى الأهمية التي اكتسبتها شبكة الإنترنت رغم الرقابة التي تفرضها عليها السلطات، لم يتردد النظام الإيراني في 23 مايو (أيار) في إغلاق موقع «فيس بوك» لمدة ثلاثة أيام بعدما كثرت عليه في الآونة الأخيرة صفحات الدعم لموسوي، ولم يأذنه مجددا سوى الثلاثاء الماضي الماضي. ويعتبر موسوي رئيس الوزراء السابق، المنافس الأكثر جدية لأحمدي نجاد وقد ارتفع عدد «أصدقائه» على إحدى صفحات «فيس بوك» من 5200 إلى أكثر من 7200 خلال أيام الحظر الثلاثة. وعند انسحاب الرئيس السابق الإصلاحي محمد خاتمي من السباق، قام موقعا «ياري» (تعاون) و«موج سيفوم» (الموجة الثالثة) اللذان أنشئا أساسا لدعم ترشيحه، بتجيير دعمهما لموسوي. وقال شهرستاني «إن أنصار موسوي على الإنترنت يفوقون عددا أنصار أحمدي نجاد بأربعة إلى خمسة أضعاف، غير أن هذا لا يعكس بالضرورة واقع المجتمع». ويصعب تقدير مدى تأثير الإنترنت، ولا سيما في غياب أي استطلاع للرأي حول هذه المسألة. وكتب سعيد صادق زاده في إحدى صفحات موسوي على موقع «فيس بوك» «لا تنسوا، أننا بحاجة إلى ما بين 30 و35 مليون ناخب حتى ننتصر، ما يعني مشاركة بمستوى 70% في الدورة الأولى». كذلك يوزع رواد الإنترنت عبر البريد الإلكتروني رسالة المخرج الإيراني الشهير محمد مخملباف التي يدعو فيها إلى التصويت لموسوي.

كذلك ينشط أحمدي نجاد على الإنترنت، وقد حصدت إحدى صفحاته على موقع «فيس بوك» حوالي ثمانية آلاف صديق، بينهم العديد من الأجانب. واستخدم أنصار الرئيس اسم موقع صحيفة «روز أونلاين» الإلكترونية القريبة من الإصلاحيين، والتي حظرت على الإيرانيين، فأطلقوه على موقع جديد أقاموه باسم «أونلاين روز». وفي مقابل هذا التأييد على الإنترنت، يواجه الرئيس عددا موازيا من المنتقدين والمعارضين له، وقد تمكنت صفحة «فيس بوك» بعنوان «يمكنني جمع مليون شخص لا يحبون أحمدي نجاد» من جمع 43457 شخصا حتى الساعة 00،14 تغ الثلاثاء. أما المرشحان الآخران، فحضورهما ضئيل جدا على الإنترنت.

ويملك الإصلاحي مهدي كروبي الرئيس السابق لمجلس الشورى موقعه الخاص على الإنترنت وصفحة على «فيس بوك» تجمع 900 «صديق». كذلك يملك محسن رضائي، المحافظ، موقعه الخاص على الإنترنت، لكنه لا يسجل نشاطا كبيرا.

وعلى صعيد آخر، وافق محمد علي عبادي رئيس المنظمة الإيرانية للتربية البدنية على طلب للمنتخب الأميركي لكرة القدم بشأن إقامة مباراة ودية مع نظيره الإيراني في وقت لاحق من العام الحالي على استاد «أزادي» بالعاصمة الإيرانية طهران. ونقلت صحيفة «سبورتس ديلي» الإيرانية، أمس، عن عبادي، الذي يشغل أيضا منصب نائب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، القول «نوافق على إقامة هذه المباراة الودية». وكان علي كفاشيان، رئيس الاتحاد الإيراني للعبة، قال قبل يومين إنه يتعين توضيح جميع التفاصيل المتعلقة بالمباراة ومناقشتها قبل الرد على الطلب الأميركي بسبب القضايا السياسية بين البلدين. واقترح المنتخب الأميركي في طلبه أن تقام المباراة في أكتوبر (تشرين الأول) أو نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الجاري. وقال كافاشيان إن الموعدين اللذين حددهما المنتخب الأميركي قد يتعارضان مع موعد مباراتي الدور الفاصل في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وإنه قد يتم تعديلهما. وحقق المنتخب الإيراني فوزا ثمينا 2/1 على نظيره الأميركي في كأس العالم 1998 بفرنسا، حيث تم الاحتفال بهذا الفوز في إيران حينها وكأنه أكثر من مجرد فوز رياضي. ولا توجد أي علاقات دبلوماسية بين البلدين منذ أكثر من ثلاثة عقود، وفشلت جميع الجهود التي بذلت أخيرا لإنهاء النزاع بين البلدين.