الرئيس الصومالي: غالبية الأسلحة في أيادي المتمردين مصدرها إريتريا

اتهم أسمرة بالعمل على «تدمير إثيوبيا»

TT

اتهم الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد أمس للمرة الأولى اريتريا مباشرة بتسليح وتمويل المتمردين الصوماليين الذين يشنون منذ السابع من مايو (أيار) الحالي هجوما واسعا بهدف الإطاحة به.

وقال الرئيس الصومالي خلال مؤتمر صحافي في مقر الرئاسة الصومالية: «نعلم بشكل مؤكد أن غالبية الأسلحة التي في أيدي المتمردين مصدرها اريتريا. نعلم أن ضباطا اريتريين يأتون إلى هنا ويحملون أموالا. اريتريا ضالعة هنا بشدة». وكان الاتحاد الأفريقي دعا الجمعة الماضية مجلس الأمن الدولي إلى فرض عقوبات على حكومة أسمرة، منددا بدعمها للمتمردين الإسلاميين الصوماليين. ودعا الاتحاد أيضا إلى فرض حظر بحري وجوي على الصومال للحيلولة دون إيصال الإمدادات إلى المتمردين من جانب اريتريا التي لا حدود لها مع الصومال.

وفي السابع من مايو (أيار)، شن المتمردون الصوماليون بقيادة الزعيم الإسلامي المتشدد شيخ حسن طاهر عويس هجوما في مقديشو في محاولة للإطاحة بالرئيس أحمد، الذي انتخب بداية العام. وقالت الحكومة إن المواجهات أسفرت عن أكثر من مائتي قتيل، معظمهم مدنيون. وقتل أول من أمس سبعة مدنيين بهجوم بقذائف الهاون استهدف المقر الرئاسي من دون أن يطاوله، وقتل أيضا اثنان من الحراس الحكوميين للمقر. ونقلت وكالة «أسوشييتد بريس» عن الناطق العسكري الصومالي فرحان كاسوي قوله إن المتمردين استهدفوا المقر الرسمي لكن أصابوا منطقة سكانية قريبة منه. وصرح أحمد بأن «الشيخ عويس قال إنهم (الاريتريون) يدعمونه»، مضيفا: «هدف اريتريا إبقاء شرق أفريقيا في حال اضطراب. من اللحظة التي تقع فيها حرب وتوترات بين إثيوبيا واريتريا، فإن اريتريا تحتاج إلى مكان يتم فيه تدريب مجموعات المعارضة الإثيوبية. إنهم يستهدفون تدمير إثيوبيا ويريدون زعزعة استقرارها انطلاقا من الصومال».

وخاضت إثيوبيا واريتريا نزاعا حول الحدود بين عامي 1998 و2000 أسفر عن نحو 80 ألف قتيل. ومذاك، لا يزال التوتر شديدا بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وردا على سؤال عن احتمال تدخل إثيوبيا مجددا في الصومال، قال أحمد: «الأمر غير وارد، نريد أن تبقى بلادنا مستقلة. لن نقبل بأي تدخل. إذا أراد أحد (بلد) أن يساعدنا، علينا أن نتأكد أولا من نياته».

وكان شهود أفادوا لوكالة الصحافة الفرنسية أن قوات إثيوبية دخلت الصومال مجددا في 19 مايو (أيار) الحالي، وذلك بعد أربعة أشهر من انسحاب كامل من هذا البلد. لكن إثيوبيا نفت هذا الأمر، مؤكدة أنها لن تتدخل في الصومال «من جانب واحد» لدعم الحكومة المحلية.

وأكد الرئيس الصومالي أن «وزيرنا للأمن القومي توجه إلى أديس أبابا وبحث هذه القضية مع الإثيوبيين»، مضيفا: «لقد توافقوا على أن القوات الإثيوبية ستبقى في الجانب الآخر من الحدود».

ومع نهاية عام 2006، تمكنت القوات الإثيوبية من إلحاق هزيمة بالإسلاميين الذين كانوا يسيطرون منذ ستة أشهر على القسم الأكبر من وسط البلاد وجنوبها بما في ذلك مقديشو. وانسحبت القوات الإثيوبية من الصومال في بداية 2009.

وكان الرئيس الصومالي صرح الاثنين الماضي بأن بلاده «اجتاحها» جهاديون أجانب. وفي 12 مايو، أقر المتمردون الإسلاميون بوجود مقاتلين أجانب إلى جانبهم. وعلق أحمد الأربعاء: «نعتقد أن معظمهم يأتون من باكستان وأفغانستان والعراق».

ومن جهته، قال رئيس الوزراء الصومالي عبد الرشيد شرماركي: «وفق معلوماتنا، هناك اليوم في مقديشو ما بين 300 و400 مقاتل أجنبي من جنسيات مختلفة».