أميركا وإسرائيل تشكلان لجنتين.. الأولى لمعالجة إيران بشكل منفصل والثانية للسلام

إدارة أوباما توجه رسالة طمأنة لإسرائيل بقوة العلاقات.. حتى لو نشبت خلافات سياسية

TT

وجهت إدارة الرئيس الأميركي رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية تطمئنها فيها بأن الصداقة الأميركية الإسرائيلية ستبقى متينة كما هي، حتى لو نشبت بين الطرفين خلافات سياسية، وأن الرئيس باراك أوباما يعتبر نفسه صديقا لإسرائيل ولا يريد تفجير أزمات معها، وكل ما يسعى إليه هو تحقيق السلام الذي يضمن لإسرائيل ولسائر شعوب المنطقة الأمن والهدوء والحياة الطبيعية.

ونقل الرسالة وفد من أعضاء لجنة الشرق الأوسط المنبثقة عن لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ، بقيادة رئيس اللجنة، روبرت كيسي، الذي اجتمع، أمس، مع رئيس الدولة العبرية، شيمعون بيريس. وقال مصدر مقرب من بيريس إن الوفد طلب أن يعرف ما هي الأمور التي يعتقد الإسرائيليون أن على واشنطن فعلها في سبيل التقدم في مسيرة السلام وتعزيز العلاقات. وأن بيريس قال إن إسرائيل معنية بالسلام وتطلب استئناف المفاوضات فورا مع السلطة الفلسطينية من أجل هذا السلام، وتريد أيضا التفاوض مع سائر العرب حول مبادرة السلام العربية. واقترح بيريس أن تقبل الإدارة الأميركية الاقتراح الإسرائيلي لتسوية الخلافات بخصوص البناء الاستيطاني، بحيث تزيل جميع البؤر الاستيطانية في غضون شهور قليلة، وتجمد البناء في معظم المستعمرات الثابتة، مقابل السماح لها ببناء البيوت للمستوطنين في المستوطنات القائمة على حدود الخط الأخضر (حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967)، التي تطالب إسرائيل بأن تبقى في تخومها لدى التسوية النهائية مقابل أراض إسرائيلية تمنحها للدولة الفلسطينية العتيدة. من جهة ثانية اختتمت في لندن، أمس، الجولة الأولى من المحادثات الأميركية الإسرائيلية الهادفة إلى جسر الخلافات في القضية الإيرانية وقضية السلام في الشرق الأوسط. وقد اتفق فيها على تشكيل لجنتين مشتركتين، واحدة لمعالجة الموضوع الإيراني بشكل منفصل، والثانية لموضوع عملية السلام. وستجري اللجنتان أبحاثا مكثفة على مستوى المهنيين خلال الأسابيع المقبلة، تترافق مع أبحاث يجريها السياسيون من الطرفين. وفي الموضوع الإيراني، طلب الإسرائيليون أن تكون إسرائيل شريكة كاملة في المعلومات حول ما يجري في إيران وما تخطط له واشنطن والخطوات التي تقوم بها مع إيران في إطار الجهود الدبلوماسية وموضوع الخيار العسكري. وتطلب إسرائيل أن تبقي الولايات المتحدة الخيار العسكري ماثلا للعيان كتهديد واضح ومباشر، خصوصا بعدما قامت كوريا الشمالية بإجراء التجربة النووية، حيث ترى إسرائيل أن «تصرف الكوريين يؤكد أن سياسة الخيار الدبلوماسي، كخيار وحيد، قد فشلت، وقبل أن تسير إيران على طريق كوريا ينبغي أن تخاف». كما تطالب إسرائيل بأن توافق واشنطن على بروز الدور الإسرائيلي كشريك للولايات المتحدة في هذه المعركة. أما في الموضوع الفلسطيني، فإن إسرائيل تطلب أن لا تكون هناك علاقة بين معالجة الموضوع الإيراني والمفاوضات الفلسطينية. وتقترح حلا وسطا في الموضوع الاستيطاني كما طرحه بيريس. وتحاول تأجيل البت في موضوع الدولة الفلسطينية وإبقاءه مشروعا على الورق لا يجري أي بحث فيه طالما أن الفلسطينيين على هذه الحالة من «التمزق والعجز وفوضى السلاح والميليشيات وعدم النضوج لإقامة دولة ذات سيادة ونظام وقانون». وتريد بدلا من ذلك بناء مؤسسات الدولة والاقتصاد من تحت إلى فوق. وتؤيد إسرائيل التقدم في خطوات لقبول مبادرة السلام العربية، ولكن مع الاستعداد العربي للتراجع عن الموقف الحالي والموافقة على إجراء مفاوضات لتعديل بعض بنودها.