وفد من الكونغرس الأميركي لتشجيع اللبنانيين على التصويت

أنتم شعب ذكي من النخبة.. وعليكم أن تقرروا من هم حلفاؤكم.. ولبنان إما أن يكون إلى الطاولة أو على لائحة الطعام فيها

TT

لم تكن الصحف اللبنانية قد فرغت بعد من تداول أخبار زيارة نائب الرئيس الأميركي إلى لبنان الأسبوع الماضي، حتى وصل إلى لبنان وفد آخر من لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي من الحزب الديمقراطي ضم رئيس لجنة الشؤون الخارجية الفرعية للشرق الأوسط وجنوب آسيا في مجلس النواب الأميركي غاري اكرمان وشيلا جاكسون لي وكيث اليسون، من ضمن «زيارة لأصدقاء مختارين من المنطقة». وأشاد رئيس الوفد، أكرمان، بـ«الديمقراطية اللبنانية»، مشجعا اللبنانيين على ممارستها. وقال ردا على «المخاوف الإسرائيلية» من فوز حزب الله بهذه الانتخابات: «نحن مهتمون بالنتيجة، لا أستطيع أن أقول إني أشارك الإسرائيليين مخاوفهم، فهم يستطيعون التحدث عن أنفسهم، هناك قرارات يجب أن يتخذها اللبنانيون، ونحن مهتمون بنتائجها».

أما عضو الوفد، ممثلة تكساس شيلا جاكسون، وعضو لجنة الأمن القومي في الكونغرس فقد أوضحت أن توقيت الزيارة مهم جدا، مشيرة إلى أن لبنان مرشح للحصول على 229 مليون دولار من المساعدات من ضمن حزمة مساعدات ستفوق المليار دولار خلال سنوات. وقالت إن الولايات المتحدة تريد أن تتمظهر إرادة اللبنانيين في الانتخابات المقبلة، وأن تكون صورة لبنان ـ كما يجب أن تكون ـ صورة بلد يحب الديمقراطية، متمنية نيابة عن نفسها «الأفضل» لفريق «14 آذار» في هذه الانتخابات. ونفى أكرمان أن تكون الزيارة هي للتأثير على هذه الانتخابات، وقال: «بالتأكيد نحن مهتمون بالانتخابات، لكننا مهتمون أيضا بالديمقراطية اللبنانية، ونحن نريد أن نشجع على التصويت في هذه الانتخابات من أجل أن تمثل إرادة اللبنانيين الحقيقية. وعلى اللبنانيين أن يحددوا خياراتهم، وأين يريدون لبلادهم أن تكون، ومن هم حلفاء بلادهم، وفي أي عالم يريدون أن يكونوا، وبمن يريدون أن يكونوا مرتبطين. وهذه الخيارات لا يعود إلينا أن نمليها، وإذا فعلنا فإنها سوف ترتد علينا، ولسنا في هذا الوارد.

وردا على سؤال عن تأثير هذه النتائج على العلاقات الأميركية ـ اللبنانية والمساعدات التي تخصصها الإدارة الأميركية للبنان، قال أكرمان: «نحن لا نشتري الانتخابات. نود أن نرى مستقبلا مشرقا للبنانيين، وكمية المساعدات لا ترتبط بهذا، بل بالتقييم الذي تجريه إدارتنا. هذه الانتخابات سوف تنتج برلمانا وحكومة سوف تضع بيانا وزاريا يحدد اتجاه بلادكم، وهذا البيان سوف نقرأه، وسوف نرى الطريقة الفضلى لمساعدتكم». وردا على سؤال عما إذا كانت الإدارة الأميركية سوف تكرر تجربة مقاطعة «حماس» بعد فوزها بالانتخابات التشريعية الفلسطينية إذا فاز «حزب الله» وحلفاؤه في لبنان، قال: «بغض النظر عن فوز «حماس» بالانتخابات، فنحن لا نتعامل مباشرة معها، بل مع الحكومة الشرعية الفلسطينية، ونحن لا ندفع الأموال لفريق سياسي، بل لدولة. وقد قدمنا الكثير من المساعدات للسلطة الفلسطينية. نحن نريد أن نطلع على رؤية الناس في العديد من البلدان، ومن بينها لبنان. وفيما شدد عضو الوفد كيث اليسون على ضرورة أن ينتخب اللبنانيون بحرية، ومن دون تدخلات أجنبية من أي طرف كان، أبدى أكرمان صدمته الشديدة لكلام الرئيس الإيراني أحمدي نجاد عن استفادة بلاده من نتائج الانتخابات اللبنانية إذا فاز فريق «8 آذار».

وتوجه أكرمان إلى الشعب اللبناني بالقول: «أنتم شعب ذكي، ومن شعوب النخبة في العالم من دون أدنى شك، وهذه حقيقة تاريخية، وأنتم قادرون على اتخاذ قراراتكم، نحن لن نملي عليكم قراراتكم، بل نبحث عن صداقتكم». وأضاف: «يقال إنك إذا لم تكن جزءا من الحل فأنت جزء من المشكلة، لبنان هو جزء من الحل وديمقراطيته هي جزء من هذا الحل أيضا.. أي ثمن للحل يجب ألا يدفع من «جيب لبنان» وأن لبنان واللبنانيين يجب أن يكونوا جزءا من الحوار والنقاشات التي تدور، لأنه إذا لم يكن إلى الطاولة فهو على «لائحة الطعام» فيها. اللبنانيون يستطيعون أن يقرروا بأنفسهم، أما الذين يفكرون بإملاء انتخابات لبنان فهم مخطئون، وهذا ليس عمل أصدقاء، بل تعامل مع «حيوانات أليفة».. هذا ليس لبنان. اذهبوا إلى التصويت وكونوا لبنانيين».