حركة تبديلات دبلوماسية فرنسية واسعة في الشرق الأوسط

شملت السفراء في بغداد ودمشق وعمان وتل أبيب وتونس والقنصل العام في القدس

TT

أقر مجلس الوزراء الفرنسي، في جلسته، أمس، حركة مناقلات واسعة لسفرائه في منطقة الشرق الأوسط، طالت السفارات الفرنسية في بغداد ودمشق وعمان وتل أبيب وتونس بالإضافة إلى القنصلية الفرنسية العامة في القدس.

وبموجب هذا التعديل، وهو الأوسع في المنطقة منذ وصول الرئيس نيكولا ساركوزي إلى قصر الإليزيه، فإن بوريس بوالون، مساعد مستشار ساركوزي الدبلوماسي المولج ملفات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عين سفيرا «فوق العادة» في بغداد ليحل مكان ميشال جيرو. وعين كريستوف بيغو، مستشار وزير الخارجية برنار كوشنير لشؤون الشرق الأوسط، سفيرا في إسرائيل، بينما عين الناطق المساعد باسم الخارجية الفرنسية فريدريك ديزانيو قنصلا عاما في القدس، وهو منصب له أهميته من وجهة النظر الفرنسية. وسبق لـ ديزانيو أن عمل ناطقا مساعدا باسم الرئاسة الفرنسية قبل أن يعين قنصلا عاما في لوس أنجليس.

وطال التغيير أيضا إريك شوفاليه، الناطق باسم الخارجية ومستشار كوشنير الخاص، الذي عين سفيرا في دمشق مكان السفير الحالي ميشال كيلو. وجاء شوفاليه إلى الدبلوماسية عن طريق العمل الإنساني، وسبق له كطبيب، أن تعاون مع كوشنير منذ سنوات وفي عدة مهمات عبر العالم. وعينت كورين بروزيه سفيرة في عمان، أما السفير الرابع الجديد فهو بيار مينا، الذي عين في تونس. ويتكلم كل من بوالون وبيغو وديزانيو العربية بطلاقة.

والترقية الأبرز بين كل هذه التعيينات تتناول بوالون البالغ من العمر 39 عاما. وبوالون هو أصغر سفير فرنسي في تاريخ الجمهورية الخامسة. وقبل أن يلتحق بـ ساركوزي في قصر الإليزيه، كان مستشاره الدبلوماسي في وزارة الداخلية. وهو معروف بجديته وقدرته على العمل، ولكن أيضا بصراحته. وستكون مهمة السفير الجديد في بغداد «ترجمة» التوجهات الجديدة للسياسة الفرنسية إزاء العراق بعد زيارة ساركوزي إلى بغداد في شهر مارس (آذار) الماضي وزيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى باريس قبل أسابيع. وتريد باريس توثيق علاقاتها مع بغداد في كل المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، ولكن أيضا في ميدان التعاون الدفاعي والعسكري. ووقع الجانبان عقدا يحصل العراق بموجبه على 24 طوافة فرنسية. وثمة بحث يتناول السلاحين الجوي والبحري والتدريب والتأهيل.

وتشبه مهمة شوفاليه في دمشق مهمة بوالون في بغداد، من حيث المسار الجديد للسياسة الفرنسية إزاء دمشق. وتريد باريس التسريع في تطوير علاقاتها مع سورية. وبحسب المصادر الفرنسية والعربية في باريس، فإن السلطات السورية تعول على باريس لتطبيع علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، بينما تعول باريس على دمشق في عدد من الملفات الحساسة مثل حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله، وربما أيضا إيران.

أما مهمة بيغو في إسرائيل فلن تكون الأسهل رغم «الصداقة» التي تربط ساركوزي ونتنياهو، الذي أجل الزيارة التي كان من المفترض أن يقوم بها إلى فرنسا يوم الثالث من يونيو (حزيران). وتدعم فرنسا بقوة حل الدولتين ووقف الاستيطان والتوصل إلى حل مع نهاية العام الجاري وتنظيم مؤتمر دولي للسلام في أسرع وقت، وكلها مواقف تتناقض مع طرح نتنياهو.