السودان: اشتباكات بين الرزيقات والمسيرية توقع 130 قتيلا

3 آلاف مسلح يهاجمون قوة للشرطة

السويسري جاكوب كلينبر رئيس لجنة الصليب الأحمر الدولية لدى تقديمه أمس التقرير السنوي للجنة عن عام 2008 (إ ب أ)
TT

وقعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين قبيلتي الرزيقات والمسيرية، في جنوب كردفان، أسفرت عن مقتل أكثر من 130 شخصا من الطرفين، منهم 100 من المسيرية، ونحو 30 من الرزيقات، طبقا لأقوال أعيان من القبيلتين. فيما قالت الشرطة في الخرطوم إن عددا من قواتها قتلوا وأصيب آخرون، عندما تدخلت قوة من الشرطة أمس لفض الاشتباك. وطار أمس إلى موقع الاشتباكات كل من وزير الداخلية السوداني، وواليي ولايتي جنور كردفان وجنوب دارفور لوقف الاشتباكات.

وحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ«الشرق الأوسط» أن اجتماعات عقدها المسؤولون مع قيادات القبيلتين في منطقة «ابو جابرة» أدت إلى تهدئة الأوضاع، وشهدت العاصمة الخرطوم أمس تحركات واسعة لأبناء القبيلتين بغرض إيجاد فرص لعقد مؤتمر للصلح بين الطرفين. وكان الطرفان عقدا قبل أشهر مؤتمرا للصلح في مدينة الأبيض كبرى مدن كردفان، ولكن بعض بنود المؤتمر واجهت صعوبات في التنفيذ.

وقال بيان صادر من الشرطة إن قواتها تعرضت إلى إطلاق النار من مليشيات تتبع لقبيلة «الرزيقات» في منطقة «شقادي»، وذكر أن قوات القبيلة التي هاجمت قوات الشرطة يبلغ عددها نحو 3 آلاف مسلح على ظهور الخيول، وترافقها نحو 35 سيارة، وأكد أن الصدام وقع أثناء قيام قوات الشرطة بفض الاشتباك بين المسيرية والرزيقات.

وقال محمد عبد الله عضو البرلمان عن «كتلة سلام دارفور» إن معارك دارت أمس منذ الصباح الباكر في جنوب كردفان في منطقة «شقادي» وخلفت أكثر من 20 قتيلا، وذكر أن حجم القوى والأسلحة والذخيرة والتنظيم والترتيب يشير إلى أن المعركة مبيتة وليست معركة قبلية وحذر من محاولة نقل صراع دارفور إلى كردفان.

وقال إن الهجوم نفذته مجموعة مسلحة استهدفت قوة أرسلها والي جنوب كردفان وتم تدميرها بالكامل واعتبره تمردا جديدا على الحكومة وطالبها بالتصدي للأمر حفاظا على أرواح المواطنين هناك، واتهم جهات قال إن لها خصومة في المنطقة، وأضاف: «فعلا تشهد المنطقة صراعا بين المسيرية والزريقات لكن ما تم يتعدى هذا الصراع ويشي باستغلاله من جهات داخلية وإقليمية وخارجية لإحداث فوضى في المنطقة». وقال إنه تقدم بمسألة مستعجلة لوزيري الدفاع والداخلية حول الأحداث وتعرض قوة تتبع للاحتياطي المركزي لإطلاق نار مكثف من جانب قبيلة الرزيقات بمنطقة شقادي بولاية جنوب كردفان، الأمر الذي أدى لقتل وجرح عدد من قوات الاحتياطي المركزي وبعض المواطنين.

ومن جهة أخرى، دعت قطر كلا من الحكومة السودانية ومتمردي دارفور أمس إلى تقديم تنازلات لإنهاء سنوات من الصراع وضمان تدفق المساعدات الإنسانية وذلك مع بدء اجتماع في الدوحة لبحث جهود السلام.

ويشارك مبعوثون إلى السودان من مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي في محادثات الوساطة التي ترعاها قطر التي تعزز دورها كوسيط سلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أحمد آل محمود قوله إن على الجانبين إنهاء الهجمات وتقديم تنازلات لكي يمكن التوصل إلى اتفاق سلام دائم.

وقال جبريل باسولي وسيط الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إن المبعوثين يحاولون وضع خطة تتضمن جدولا زمنيا للتوصل إلى اتفاق سلام ووقفا كاملا للعمليات الحربية وتقاسم الثروة والأرض.