وزير الثقافة المصري: دعوتي لحرق الكتب الإسرائيلية «زلة لسان»

تصريحاته الجديدة أثارت جدلا في الأوساط السياسية

TT

اعتبرت أوساط سياسية مصرية قول وزير الثقافة المصري، فاروق حسني، إن دعوته لحرق الكتب الإسرائيلية، كانت «زلة لسان»، «اعتذارا من الوزير»، لكي يتجنب معارضة إسرائيل له في مساعيه للفوز بموقع مدير عام اليونسكو، وقال سياسيون إن تراجع الوزير عن تصريحاته التي أدلى بها في البرلمان المصري العام الماضي «صفقة معدة سلفا» للفوز بالمنصب. وعبر الوزير، في رسالة نشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية، أمس، عن «أسفه كونها (تصريحاته) تسببت في جرح مشاعر البعض في العالم»، وذلك بعد نحو أسبوع من نشر الصحيفة نفسها مقالا موقعا من مجموعة من المفكرين العالميين اتهموا فيه «حسني» بمعاداة السامية لوصفه الثقافة الإسرائيلية بأنها «غير إنسانية وعدوانية وتحترف سرقة ما لا ينتمي إليها للادعاء بأنه يخصها».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أمس، جدد «حسني» تأكيده بأن تصريحه العام الماضي بشأن حرق الكتب الإسرائيلية «ما هو إلا قول مجازي»، و«ليس له مضمون حقيقي»، وأوضح أن ما سبق أن صدر منه في البرلمان حول قيامه بحرق الكتب الإسرائيلية في حال وجودها بالمكتبات المصرية، جاء ردا على أحد نواب المجلس (من الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين)، كان ينتقد ترويج وزارة الثقافة لمثل هذه الكتب خلال استجواب في مايو (أيار) من العام الفائت. وتابع الوزير المصري قائلا: «هذا القول كان تعبيرا مجازيا دون أن يكون له معنى حقيقي، وصدر مني في لحظة غضب، دون أن يكون له معنى حقيقي، كما تخيل البعض».

ووجه «حسنى»، الذي ينافس ستة مرشحين آخرين على موقع اليونسكو، ما وصفه بـ«رسالة إلى العالم»، نشرها أمس في جريدة «لوموند» أيضا، بعنوان «لماذا أنا مرشح»، أشار فيها إلى اللغط والجدل الكبيرين اللذين أثيرا حول عبارة «حرق الكتب (الإسرائيلية)»، وقال إنها زلة لسان غير مقصودة وعبر عن «أسفه كونها تسببت في جرح مشاعر البعض في العالم». ومن منافسي الوزير المصري على منصب مدير عام اليونسكو، نائب وزير الخارجية الروسي، أليكسندر ياكوفينكو، ومرشحون من لتوانيا وبلغاريا وتنزانيا والجزائر وبنين.

وفي رد فعل على أنباء رسالة الوزير لصحيفة «لوموند»، أشار النائب الإخواني السابق محمد حشمت، إلى أن هذا الاعتذار أمر متوقع من مسؤول يعشق المناصب، وأضاف أن الأمر يبدو وكأنه صفقة معدة سلفا، إذ تُسقط إسرائيل اعتراضها على تولي حسني هذا المنصب مقابل اعتذار الوزير المصري علانية عن هذه التصريحات. وأدان الدكتور رفعت السعيد، عضو مجلس الشورى، رئيس حزب التجمع المعارض، تصريح الوزير، ووصف اعتذاره الحالي بأنه «اعتذار انتخابي» مشيرا إلى أن إحراق الكتب عمل مرفوض، وقد أدان العالم كله النازية لإقدامها على هذا، وأشار إلى دعوة الدين الإسلامي لتعلم لغات الآخرين والبحث عن الحكمة. وأكد حشمت، أن موقف الإخوان يرتكز على تأييد ترشح مصري لمنصب دولي شريطة أن يتمتع بالكفاءة، كمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية على سبيل المثال، ولكن تغيير الوزير موقفه بزاوية بلغت مائة وثمانين درجة إنما يعبر عن عشقه المبالغ فيه للمناصب.

وقال النائب اليساري السابق البدري فرغلي «لا يمكن أن نقبل بهذا الخنوع طمعا في رفع راية مصرية فوق اليونسكو، فمصر زاخرة بقممها التي لا تقبل بأن تبدل مواقفها طمعا في منصب».