هيئة المساحة: النشاط الزلزالي في العيص يتجه إلى الانحسار

3 درجات أعلى هزة أرضية سجلت يوم الأربعاء الماضي في حرة الشاقة

TT

لا تزال السلطات المختصة تراقب الوضع في مركز العيص وقراها، وقد أكدت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، أن النشاط الزلزالي في حرة الشاقة في انخفاض مستمر من حيث العدد والقوة.

وأشارت الهيئة أمس إلى أن محطات الشبكة الوطنية التابعة لها لم تسجل أي هزات أرضية خلال يوم أمس الخميس، مبينة أن يوم الأربعاء سجل هزة أرضية خفيفة لم تتعد الثلاث درجات على مقياس ريختر، بالإضافة إلى عدد قليل من الهزات ضعيفة بلغت قوة أقصاها 2.6 درجة على مقياس ريختر.

وأكدت الهيئة عدم رصد أي أبخرة بركانية، مع استمرار القياسات الحرارية في معدلها الطبيعي، وما زالت قياسات قيم غاز الرادون بالمياه الجوفية في نفس المستوى المرتفع دون تغيير، ولم يلاحظ وجود أي اتساع في الشقوق الأرضية المصاحبة للنشاط الزلزالي في حرة الشاقة.

من جهة أخرى، تنظم الجمعية الجغرافية السعودية بالتعاون مع قسم الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة طيبة بالمدينة المنورة يوم الثلاثاء القادم حلقة نقاش بعنوان «زلازل محافظة العيص بالمدينة المنورة.. دروس وعبر» بجامعة طيبة بالمدينة المنورة.

وستناقش الحلقة أسباب حدوث الزلازل والبراكين في السعودية ومسيرة الزلازل والبراكين في الجزيرة العربية مع التركيز على منطقة المدينة المنورة والاحتياطات التي اتخذتها الإدارات الحكومية لمواجهة أي احتمالات لحشود زلزالية أو ثوران البركان في محافظة العيص.

وأوضح العقيد زهير سبية قائد قوات الدفاع المدني بمهمة العيص لـ«الشرق الأوسط» أنه يوجد في مخيم الإيواء بالفقعلى نحو 40 شخصا من المواطنين، و12 من العمالة الوافدة، مشيرا إلى دراسة تجرى حول مستقبل منطقة العيص والقرى التابعة لها. من جهتهم ينتظر أهالي المنطقة العودة إلى ديارهم بعد زوال الخطر في أي لحظة، رغم الجهود التي بذلتها السلطات المختصة لتوفير سبل العيش والسكن المريح.

وأشار طفلان من السكان تجري استضافتهم في إحدى فلل الهيئة الملكية الراقية في مدينة ينبع، إلى أنهم قد ملوا البعاد عن الديار ـ بحسب وصفهم.

وأبدى بندر الجهني البالغ من العمر 12 سنة، وأخوه نايف ذو السبع سنوات رغبتهم الملحة للعودة إلى منزلهم في منطقة القراصة التابعة لمركز العيص، والى دراستهم.

وقال بندر الجهني إنه قد مل من العيش في الفيلا التي آوى لها مع عائلته إثر الهزات الأرضية التي ضربت المنطقة. وقال «أنا ووالدي وأخي نايف نريد أن نرجع إلى بيتنا في القراصة، أما أمي واخواتي فإنهم أحبوا العيش في الفيلا»، وقال «لن أرجع أكمل دراستي إلا في مدرسة القراصة، مع أصدقائي القدامى وعيال القرية».

أما أخوه الأصغر، فقال «لا أحب أن أصادق أي أحد في المجمع السكني، ولا أريد أن ألعب مع أي شخص غير أخي بندر» وأضاف «أريد العودة إلى البيت واللعب مع أصدقائي الذين فرقتهم الزلازل»، وببراءة الأطفال قال «أنا لا أخاف من الزلازل، لأني رجال، وأقول دائما لأبي رجعنا إلى بيتنا لكنه يقول الدفاع المدني رافض يرجعنا إلى بيتنا، يخافون علينا من الزلازل». ويظل هاجس العودة مخيما على أهالي العيص والقرى المجاورة بعد انحسار خطر الزلازل، ليمارسوا حياتهم الطبيعية، في تأكيدات هيئة المساحة الجيولوجية بأن العيص في طريقها إلى وضع الاستقرار الطبيعي بعد انخفاض النشاط الزلزالي بشكل كبير.

وكانت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة قد أقامت خمس محطات اتوماتيكية متقدمة للإنذار المبكر قرب البؤر الزلزالية في حرة الشاقة، بالإضافة إلى فرق مسح بمجسات محمولة، ومراقبة ورصد عن طريق الأقمار الصناعية.