ضبط أكثر من 2800 متسول وافد في جدة خلال عام 2008

مدير مكتب مكافحة التسول: بينهم 2053 امرأة و757 رجلا وطفلا

تحظى إشارات المرور والمراكز التجارية باهتمام المتسولين لممارسة نشاطهم عندها («الشرق الأوسط»)
TT

أظهرت دراسة بحثية أعدها مركز مكافحة التسول في منطقة جدة، أن عدد المتسولين الذين تم ضبطهم خلال العام الماضي من غير السعوديين بلغ 2810 أشخاص من الجنسين، مقابل 58 من المواطنين.

وأوضحت الإحصائية التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها أن عدد النساء المقبوض عليهن من السعوديات بلغ 51 امرأة، بينما بلغ عدد الذكور 7، فيما بلغ عدد النساء الأجنبيات المتسولات المقبوض عليهن 2053 امرأة، والذكور 757 رجلا وطفلا. وحددت الدراسة المسحية أن جنسيات المتسولين الأجانب تتراوح بين العربية والآسيوية، فيما جاءت الأغلبية من المتسولين الأفارقة ومعظمهم من مخالفي نظام الإقامة.

ويشير سعد الشهراني مدير مكتب مكافحة التسول بجدة إلى أن مكتب مكافحة التسول يقوم بإعداد خطط ميدانية للقبض على المتسولين وفقاً لخطط مدروسة بتوزيع فرق ميدانية مكونة من سائق ومراقب ورجل أمن، للبحث عن المتسولين بمختلف فئاتهم، سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً أو أطفالا،ً في جميع المواقع مثل الأسواق والمراكز والكورنيش والمساجد، وعند الإشارات المرورية والشوارع الرئيسية وغيرها.

وبين الشهراني أنه خلال المواسم التي يتم فيها تكاثر انتشار المتسولين تقوم لجنة مكونة من عدة جهات حكومية بتسيير فرق ميدانية مكثفة تشمل إدارة الجوازات وشرطة محافظة جدة.

وحول توعية المواطنين بكيفية التعامل مع هذه الشريحة، يوضح الشهراني بالقول «قامت وزارة الشؤون الاجتماعية بطباعة عشرات الآلاف من المطبوعات والمطويات والأشرطة التي تحتوي على الرأي الشرعي في التسول، وعرض لبعض الخدع والحيل التي يمارسها المتسولون، وقد تم توزيعها على المواطنين والمقيمين لتوعيتهم بآثار ظاهرة التسول». وحول الإجراءات التي تتخذ بحق هؤلاء المتسولين، يقول الشهراني «المتسولون الأجانب يحالون إلى مراكز الشرطة للتحقيق معهم، ثم تسليمهم لإدارة الوافدين بالجوازات، أما الأطفال فيحولون إلى دار الوافدين لإيداعهم بمراكز إيواء الأطفال التابعة لجمعية البر الخيرية وتوفير الرعاية الاجتماعية لهم».

واعتبر مدير مكتب مكافحة التسول بجدة، أن المواطن هو رجل المكافحة الأول، عندما يمتنع عن إعطاء المتسولين الأموال وتوجيهها إلى الجمعيات الخيرية والهيئات الإغاثية المعروفة والمسجلة بوزارة الشؤون الاجتماعية.

وقال «يجب التعاون والاتصال بمكاتبنا أو الشرطة أو دوريات الجوازات للإبلاغ عن هؤلاء المتسولين»، مطالباً المواطنين بعدم التدخل في أعمال مكافحة التسول.

ويذكر الشهراني بعض حالات التسول التي نلحظها في الفترة الأخيرة وهي وجود بعض الشباب الذين يرتدون ثيابا أنيقة وجديدة ويتسولون بطريقة خفية ويحمل في أيديهم أكياسا لأرقى وأفخم المحلات التجارية وبالذات في الشوارع الرئيسية التجارية، ويتظاهرون بأنهم يتسوقون بينما هم يمارسون التسول تخفياً حرصاً على عدم القبض عليهم.

وأوضح الشهراني أنه من خلال الواقع الميداني أتضح أن أهم أسباب انتشار ظاهرة التسول بجدة بشكل كبير أنها تعتبر بوابة الحرمين الشريفين للقادمين للحج والعمرة، بالإضافة إلى قلة وعي المواطن والمقيم بخطورة التعامل والتعاطف مع هذه الشريحة، مبيناً أن أصعب ما يواجه إدارة مكافحة التسول تدخل بعض المواطنين في التوسط لإطلاق سراح المتسولين مبررين ذلك بأنهم محتاجون وهم في حقيقة الأمر يمثلون عليهم بعض الحيل لخدعهم.