«أوبك» تبقي حصص الإنتاج على حالها وسط تفاؤل بتعاف اقتصادي عالمي

تحذيرات من الإفراط في التفاؤل إزاء الارتفاع الأخير لسعر البرميل

وزير النفط الأنغولي ورئيس «أوبك» خوسي ماريا بوتيلهو دو فاسكنسيلوس إلى جانب عبد الله البدري الأمين العام لـ«أوبك» أثناء مؤتمر صحافي عقب اجتماع «أوبك» في فيينا أمس. (رويترز)
TT

قررت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، إثر اجتماعها أمس، الإبقاء على سقف إنتاجها الحالي، الأدنى منذ 2003، على حاله. في الوقت الذي بدأ فيه الاقتصاد العالمي وأسعار النفط التعافي نسبيا. وأعلن وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، علي النعيمي، أن أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) قرروا خلال اجتماعهم في فيينا إبقاء سقف إنتاج النفط الحالي البالغ 24.84 مليون برميل في اليوم «على حاله». وصرح وزير الطاقة القطري عبد الله العطية أن الكارتل سيعود إلى الاجتماع مجددا في التاسع من سبتمبر (أيلول) في فيينا لبحث وضع السوق ولا سيما مستوى المخزونات في الدول الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، الذي يعتبره مرتفعا جدا. واتخذت «أوبك»، التي تأمل في أن يصل سعر البرميل إلى 75 دولارا ليتمكن المنتجون من الاستثمار في الاستكشاف والإنتاج، منحى براغماتيا بقرارها الإبقاء على حصص الإنتاج على حالها، فهي لا تريد أن تبدو مستعجلة خشية تقويض تحسن المؤشرات الاقتصادية. وبين سبتمبر (أيلول) وديسمبر (كانون الأول) قررت «أوبك»، التي توفر 40 في المائة من النفط العالمي، سحب 4.2 مليون برميل يوميا من السوق وذلك بهدف وقف انهيار أسعار النفط التي تدنت إلى 32.40 دولار للبرميل. وحددت سقف إنتاجها بـ 24.84 مليون برميل يوميا. وأشار النعيمي إلى بعض المؤشرات الإيجابية في الأسواق النفطية التي تشهد منذ أشهر تقلبات حادة. وقال النعيمي، الذي تعد بلاده أكبر منتج عالمي للنفط، أول من أمس، إن الارتفاع الأخير لأسعار النفط التي تحوم حول الستين دولارا، يشكل «مؤشر تفاؤل» على استعادة الاقتصاد العالمي عافيته. وأضاف أن الأسواق، التي لا تزال تعاني من عدم التوازن، آخذة في التوازن، وذلك خصوصا بفضل ارتفاع الطلب الآسيوي على الخام. كما رأى وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل، وهو الرئيس السابق لمنظمة «أوبك»، أن «الأسعار تستقر بل وترتفع. نحن نعتقد أن الوضع الاقتصادي سيتحسن وبالتالي الطلب سيرتفع» مضيفا «نحن نشهد تحسنا للاقتصاد الأميركي». وبعد تسجيلها رقما قياسيا من 147 دولارا للبرميل في يوليو (تموز) وتدهورا إلى 32.40 دولار في ديسمبر (كانون الأول)، فإن أسعار النفط الخام تجاوزت مجددا عتبة الستين دولارا للبرميل. أما سعر برميل سلة النفط الخام التي ينتجها الكارتل النفطي، فعادت أول من أمس الأربعاء للمرة الأولى منذ 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى ما فوق عتبة الستين دولارا للبرميل، لتسجل 60.75 دولار الثلاثاء. وأكد رئيس مؤسسة النفط الليبية شكري غانم من جهته لوكالة الصحافة الفرنسية إبقاء حصص الإنتاج على حالها. واعتبر شكري غانم، الذي توقع هو أيضا ارتفاع أسعار النفط، أمس قبل الاجتماع، أنه «بسبب وضع الاقتصاد العالمي فإنه يتعين علينا عدم تعقيد الأمور أكثر على الاقتصاد». وأضاف «إن السوق مزودة أكثر من اللازم، غير أننا نأمل أن يتحسن الاقتصاد قليلا. وفي الآن نفسه تتحرك الأسعار لأن المضاربين عادوا. إن السوق ترسل أشارات مختلفة». أما وزير الطاقة القطري عبد الله العطية فقد حرص على تحذير المنتجين من الإفراط في التفاؤل إزاء الارتفاع الأخير لسعر برميل النفط. وقال «علينا التباحث في وضع السوق. إن سعر النفط ليس مرتبطا الآن بالعرض والطلب. لا ينبغي أن نفرط في التفاؤل». وأضاف حول قرار الإبقاء على سقف الإنتاج الحالي «إنه أفضل قرار يمكننا اتخاذه». وقال الخبير الفرنسي بيار تيرزيان، أمس، في نشرة «بيتروستراتيجي» أن الارتفاع الحالي للأسعار «ناجم عن الأمل في انتعاش اقتصادي وليس عن عوامل نفطية أو عن أساسيات» السوق. ولجهة صقور «أوبك»، اعتبر وزير النفط الفنزويلي رافايل راميريز أن السوق تعاني من فائض مليون برميل يوميا، مضيفا أن هذا الوضع سيتحسن متى احترم أعضاء «أوبك» حصصهم الإنتاجية بشكل صارم. وقد ارتفع سعر برميل النفط في التبادلات، أمس، ثلاثة سنتات ليصل إلى 62.54 دولار في لندن. وفي نيويورك، تراجع سنتين ليصل إلى 63.43 دولار.