تقرير: ثلث المسلمين في أوروبا يعانون من التمييز وجرائم ذات دوافع عنصرية

العديد منهم لا يتقدم بشكاوى لانعدام ثقتهم في السلطات

TT

قال تقرير لمنظمة أوروبية لحقوق الإنسان «منظمة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية»، إن ثلث المسلمين في بلدان الاتحاد عانوا من التمييز ضدهم في السنة الماضية 2008، علما أن العديد منهم لا يتقدم بشكاوى لانعدام ثقتهم في السلطات، وتعرض 11 في المائة من المشتكين إلى جرائم ذات دوافع عنصرية، حسب التقرير، الذي يضيف أن حيازة الأشخاص المعنيين جنسية البلد المضيف، ومدة إقامتهم فيه عامل مهم لتعرضهم لتلك الأحداث، كما تقول المنظمة إن المسلمين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاما، كانوا أكثر تعرضا للتمييز، بينما لم يلحظ فرق يذكر بين ما يتعرض له الذكور أو الإناث من تمييز، ودعت المنظمة في تقريرها الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد، لمواجهة هذه الظاهرة بتوعية الأشخاص المعنيين، بطرق التقدم بشكاوى. ويقول التقرير، وهو جزء من دراسة أوسع حول تجارب المهاجرين والأقليات في 14 بلدا أوروبيا، إن معظم أحداث التمييز ضد المسلمين وقعت في أماكن العمل، وقال مدير المنظمة مورتن كجيروم «إن عدد تلك الأحداث في مكان العمل مقلق للغاية، لأن العمل جزء أساسي من عملية الاندماج في المجتمع». وجاء في التقرير أن 79 في المائة من المسلمين، الذين تعرضوا للتمييز لم يتقدموا بشكاوى، مما يعني أن آلاف حالات التمييز والجرائم العنصرية، لم يسمع عنها قط. وقال 59 في المائة من المسلمين المستطلعة آراؤهم، إنهم لا يؤمنون بأن التقدم بشكوى سيغير شيئا من وضعهم، بينما قال 38 في المائة إنهم يتعرضون للتمييز «طوال الوقت»، مما يجعلهم لا يبذلون أي مجهود للاشتكاء. وتقدم الدراسة أدلة، على أن ضحايا العنصرية في الاتحاد الأوروبي يجهلون حقوقهم، فلم يعرف إلا 41 في المائة من المستطلعة آراؤهم، أن هناك قوانين تمنع التمييز ضد الناس على أساس اللون أو العرق عند التقدم لشغل وظيفة، كما أن 80 في المائة منهم لم يعرفوا أي جهة يقصدون، لتلقي النصح والإرشاد في حال تعرضهم للتمييز العنصري. مما خلصت إليه المنظمة أيضا حسب بياناتها أن اللباس الديني، مثل الحجاب الإسلامي، لا يؤثر في احتمال التعرض للتمييز، كما يعتقد الكثيرون، هذه النتائج جاءت من خلال دراسة لحالات التمييز والجرائم العنصرية التي استهدفت المهاجرين والأقليات العرقية، شارك فيها حوالي 28500 شخص عام 2008. ثم عمدت إلى فصل الذين عرفوا عن أنفسهم بأنهم مسلمون لوضع استنتاجاتها. وجاء في بيان أن «النتائج تشير إلى أن ما يتعرض له المسلمون من تمييز ليس أكثر مما تتعرض له أقليات أخرى مشاركة». وأضاف أنهم «يعتبرون أن دينهم ليس سبب التمييز الذي يتعرضون اليه. وتشير النتائج أيضا إلى أن الأزياء التقليدية أو الدينية لا ترفع من احتمال تعرضهم للتمييز». وأفادت الدراسة «أن مسلما من أصل ثلاثة كمعدل (34% من الرجال، و26% من النساء) قالوا إنهم تعرضوا للتمييز في الأشهر الـ12 الأخيرة». واعتبر 10% منهم أن هذا التمييز سببه دينهم، مقابل 32% يعتقدون أنه أصلهم العرقي، فيما اعتبر الباقون أن السببين واردان، بلا تحديد أيهما، أو جمعهما معا. وتشمل العينة المشاركة 14 دولة من الاتحاد الأوروبي هي النمسا، بلجيكا، بلغاريا، الدنمارك، ألمانيا، فنلندا، فرنسا، إيطاليا، لوكسمبورغ، مالطا، سلوفينيا، إسبانيا، السويد، وهولندا.