السر الذي أصبح معروفا للجميع عن مكان إلقاء أوباما خطابه

الاستعدادات مستمرة في جامعة القاهرة

TT

الكلام الرسمي هو أنه لم يتخذ قرار حتى الآن بخصوص المكان الذي سيلقي منه الرئيس باراك أوباما خطابه إلى العالم الإسلامي لدى زيارته إلى القاهرة يوم الخميس المقبل. ومن المفترض حتى الآن أن يكون هذا المكان سريا. وبالطبع، هناك بعض القضايا الأمنية المتعلقة بالرئيس الأميركي عندما يأتي لزيارة مدينة فوضوية تعج بالزحام وتطل على نهر النيل، وفي الوقت ذاته، هناك بعض الأفراد الذين يضمرون قدرا كبيرا من العداء للولايات المتحدة. ومع ذلك، فالمكان ليس سرا. يقول رمضان عبد العال، مدير متجر صغير لبيع القمصان الرجالية بشارع 26 يوليو لدى خروجه إلى الشارع لتدخين سيجارة: «سيتحدث من جامعة القاهرة، لقد قرأت هذا في الجريدة». جدير بالذكر أن صحيفة «المصري اليوم» نشرت خط سير الرحلة الرئاسية، وأعلنت على صدر صفحتها الأولى أن الرئيس الأميركي سيلقي خطابه من جامعة القاهرة. ومع ذلك، ما زالت هناك احتمالية لأن يكون المقال خطأ، وألا يتحدث الرئيس من جامعة القاهرة.

وفي هذا الصدد، أوضحت الناطقة باسم السفارة الأميركية أنه «لم يتم تأكيد جدول الأعمال كله حتى الآن». وتعتبر جامعة القاهرة معلما مميزا، وتتميز ببوابتها الكبيرة، وتوجد بمحافظة الجيزة، وهي جزء من القاهرة الكبرى. كما أنها مؤسسة تعليمية ذات أهمية كبرى ساعدت في يوم من الأيام على الارتقاء بمصر الحديثة لتستقر في قلب التعليم العربي. وقد تكون سمعتها تراجعت هذه الأيام، إلا أن حوائطها يفوح منها رائحة الدهان الجديد. كما تم تهذيب الحدائق بها وتنظيف الطرقات داخلها، ويجري تلميع أرضياتها حتى أصبحت براقة على نحو غير مألوف. فلم كل هذا التنظيف؟ تقول جليلة مختار، والتي تعمل لدى قسم العلاقات العامة بالجامعة لدى وقوفها داخل مبنى المؤتمرات يوم الأربعاء: «إننا فخورون باستضافة رئيس الولايات المتحدة». إذا هي جامعة القاهرة. تضم الجامعة 200 ألف طالب، إلا أنها ستغلق أبوابها مع وصول الرئيس إلى المدينة، وسيتم منح الجامعة إجازة خلال يوم الخطاب، وسيحضر اللقاء 15 طالبا فقط من كليات الجامعة الـ18. وهذا ما تقوله الصحيفة على الأقل. وقالت الناطقة باسم السفارة: «لم يعلن البيت الأبيض عن جدول الأعمال حتى الآن، إذ إنه لم يكتمل بعد، وما زلنا نعكف على العمل فيه». وفيما يلي أخبار الجامعة:

أفاد سامي عبد العزيز، الناطق باسم الجامعة أن الرئيس أوباما سيلقي خطابه من قاعة الاستقبال الكبرى. وقد أشار الرئيس أوباما إلى أنه اختار جامعة القاهرة لتوجيه خطابه إلى العالم الإسلامي، وليس العربي فقط. ولكن في الوقت الذي يعرب فيه المسؤولون بالجامعة والحكومة ذاتها عن سعادتهم بزيارة الرئيس الأميركي، يبدو الأفراد ممن هم خارج الحرم الجامعي وفي نواحي المدينة متشككين في أن يطرأ تغير كبير في العلاقات بين العالم الغربي والإسلامي. تقول دينا، إحدى طالبات الجامعة والتي لم ترغب سوى في ذكر اسمها الأول: «ليتكم تتركوننا نركز في امتحاناتنا، أنا لا أتوقع أي جديد. إن الأميركيين لا يحبوننا ولا نحن أيضا. هم يعتقدون أننا إرهابيون، ونحن لا نحبهم بسبب ما يفعلونه في العراق».

ومن المعروف أن معظم رؤساء الدول القادمين إلى مصر، يتم استقبالهم بمنتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر، إذ إنه أسهل كثيرا في تأمينه عن أي شارع آخر يقع في قلب مدينة يقطنها 18 مليون نسمة. إلا أن إجماع الرأي هنا وفي واشنطن على أن الرئيس بحاجة إلى أن يكون في القاهرة إذا كان يرغب في أن يكون لخطابه صدى في الشارع، فالجمهور لا يزال صعب المراس حيال هذا الأمر.

وتقول أميرة عباس، البالغة من العمر 18 عاما، والتي أنهت لتوها امتحان في مادة علم الاجتماع: «إنهم ينظفون أشياء لم تنظف من قبل. لا أفهم لماذا يزورنا، وما الذي يجب عليه قوله للعالم الإسلامي؟ فهو ما زال جديدا، ويرغب في تحسين صورة الولايات المتحدة لدى العالم الإسلامي». وخارج أبواب الجامعة، يقول بائعون يمتهنون بيع المقتنيات في أكشاك صغيرة إن لديهم اهتمامات براغماتية وليست دولية. وهذا هو الطبع الغالب في بلد يكافح نصف سكانه للعيش بدخل أقل من دولارين في اليوم. وتقول سامية عبد الحافظ، 52 عاما، والتي تبيع ابنتها ذات التسعة أعوام أكياس المناديل الورقية لطلاب الجامعة في الشارع: «أحاول الحصول على شهادة ميلاد للحصول على وظيفة، فكلما تقدمت للحصول على وظيفة يطالبونني بشهادة ميلاد، فربما يساعد أوباما في تمرير أوراق العمل خاصتي».

* ساهم سامر العتروش في إعداد التقرير

* خدمة «نيويورك تايمز»