إسلام آباد: 4 تفجيرات إرهابية تخلف عشرات القتلى والجرحى

طالبان باكستان تتبنى هجوم لاهور وإسلام آباد ترصد مكافآت مالية لاعتقال قادتها

باكستانيون يتابعون ملصقات رسمية نشرتها الصحف في العاصمة إسلام آباد ترصد مكافآت مالية للقبض على 21 من زعماء حركة طالبان باكستان، يتقدمهم مولانا فضل الله، زعيم الحركة الأصولية، مطلوبين أحياء أو أمواتا، في سوات، التي مزقها التمرد المسلح منذ عامين بهدف تطبيق الشريعة الإسلامية (أ.ف.ب)
TT

ازداد الوضع في باكستان تدهورا أمس عندما وقعت أربع هجمات إرهابية في مواقع مختلفة داخل مدن مختلفة من محافظة الحدود الشمالية الغربية. ولقي خمسة أشخاص على الأقل مصرعهم، بينهم طفلان، وأُصيب أكثر من 74 آخرين، نتيجة انفجارين وقعا داخل سوق مزدحم بمدينة «بيشاور» شمال غربي باكستان، حسبما أكد مسؤولون باكستانيون أمس. وقالت الشرطة إنه تم قتل إرهابيين اثنين في عملية البحث التي تلت والتي قامت بها الشرطة بعد الحصول على معلومات بخصوص وجود أشخاص مشتبه بهم في المنطقة المحيطة بالهجومين الإرهابيين. كما أبلغ رئيس قسم مكافحة المتفجرات في بيشاور، شفقت مالك، محطة تلفزيون محلية بأن الانفجارين وقعا في توقيت متزامن بفارق ضئيل بينهما، مشيراً إلى أن العبوتين الناسفتين وضعتا على دراجتين بخاريتين. وفي حادث منفصل، فجر انتحاري نفسه في مدينة ديرا إسماعيل خان.

وقال مسؤولو إنقاذ إن قنبلتين انفجرتا بشكل متلاحق أمس في مدينة بيشاور بشمال غربي باكستان مما أدى إلى مقتل خمسة وإصابة 30 شخصا. وجاء الانفجار بعد يوم واحد من هجوم انتحاري ببنادق وقنابل أسفر عن مقتل 24 وإصابة نحو 300 في لاهور أعلنت طالبان الباكستانية مسؤوليتها عنه. وصرح حكيم الله محسود أحد قادة الحركة من مكان لم يكشف عنه قائلا إنه يتحدث باسم زعيم الحركة بيعة الله محسود «نحن نعلم مسؤوليتنا عن هجوم لاهور الانتحاري. إنه ثأر لعملية سوات العسكرية».

إلى ذلك أعلنت حركة طالبان الباكستانية أمس مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري في لاهور شرق باكستان الذي أدى إلى مقتل 24 شخصا وتضرر العديد من المكاتب التابعة للاستخبارات الباكستانية وذلك انتقاما من العملية العسكرية التي يشنها الجيش الباكستاني ضد مسلحي طالبان.

ويعد الهجوم الذي جرى باستخدام الرشاشات والقنابل اليدوية والمتفجرات ثالث هجوم دموي يهز عاصمة باكستان الثقافية خلال ثلاثة اشهر. وأصيب في الهجوم كذلك نحو 300 شخص عندما انفجرت عربة محملة بما يقرب من 100 كلغم من المتفجرات مما أدى إلى تدمير مبنى للشرطة وإلحاق أضرار بالمقر المحلي لجهاز الاستخبارات الباكستاني. وضرب التفجير قلب المؤسسة الأمنية الباكستانية التي تشن هجوما واسعا على مسلحي طالبان في المناطق الشمالية الغربية منذ أكثر من شهر في عملية تدعمها الولايات المتحدة «للقضاء» على المتطرفين. وصرح حكيم الله محسود أحد قادة الحركة من مكان لم يكشف عنه قائلا إنه يتحدث باسم زعيم الحركة بيعة الله محسود «نحن نعلم مسؤوليتنا عن هجوم لاهور الانتحاري. إنه ثأر لعملية سوات العسكرية».

ويتزعم بيعة الله محسود حركة طالبان الباكستانية ويعتبر أكثر المطلوبين في باكستان، حيث خصصت الولايات المتحدة مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار لمن يساعد في القبض عليه. وقال حكيم الله محسود، القائد ونائب بيعة الله محسود، لوكالة الصحافة الفرنسية «إذا شنت الحكومة، وبإيعاز من أميركا عددا أكبر من العمليات ضدنا، فإننا سنستهدف عددا أكبر من المرافق الحكومية».

وأضاف «أنا أدعوكم يا مواطني باكستان للخروج من المدن لأننا سنشن عددا أكبر من هذه الهجمات الضخمة، وعمليات أخطر من هذه وسنستهدف المباني والأماكن الحكومية». ويقود بيعة الله محسود حركة طالبان الباكستانية من منطقة وزيرستان القبائلية على الحدود الأفغانية في الجبال الوعرة حيث يختبئ المتشددون الذين تصفهم واشنطن بأنهم يمثلون أكبر تهديد على الغرب. وأعلن المتحدث باسمه كذلك المسؤولية عن هجوم على أكاديمية للشرطة في 30 مارس (آذار) وهدد بشن مزيد من الهجمات في باكستان والولايات المتحدة ردا على الغارات الجوية الأميركية ضد مسلحي «القاعدة». وصعدت باكستان أمس قتالها ضد طالبان ووضعت مكافآت على رأس 21 من زعمائهم مطلوبين أحياء أو أمواتا في سوات التي مزقها تمرد طالبان المستمر منذ عامين بهدف تطبيق الشريعة الإسلامية.

ونشرت الحكومة أسماء هؤلاء وصورهم بمن فيهم مولانا فضل الله زعيم طالبان في سوات الذي وضعت على رأسه أعلى مكافأة بلغت خمسة ملايين روبية (62250 دولارا). ويخوض الجيش الباكستاني معركة ضد مسلحي طالبان في وادي سوات الشمالي الغربي قالت السلطات إنها أسفرت عن مقتل نحو 1200 متطرف وتشريد 2ـ4 ملايين شخص. ويقول محللون إن الكلفة الحقيقية للعملية يمكن أن تكون قد بدأت الآن، محذرين من أن طالبان يمكن أن تنفذ تهديداتها بالقيام بمزيد من أعمال العنف. وصرح محلل الدفاع طلعت مسعود لوكالة الصحافة الفرنسية بأن «المسلحين يريدون إضعاف الدولة وتثبيط معنويات البلاد والحصول على الدعاية عن طريق مهاجمة قوات الأمن». وأضاف أن المسلحين «اختاروا ولاية البنجاب بسبب أهميتها في البلاد. فالولاية هي مقر لصانعي السياسة في البلاد. كما أن معظم عناصر الجيش والموارد البشرية تأتي من هذه الولاية». وقال الخبير الأمني إكرام سيهغال «لا يمكن استبعاد احتمال وقوع مزيد من الهجمات لأن طالبان أصيبوا بأضرار كبيرة في وادي سوات». وقصفت المروحيات والمقاتلات مخابئ المسلحين في أجزاء من سوات في وقت مبكر من أمس في الوقت الذي قامت القوات البرية بإزالة الألغام في مدينة مينغورا عاصمة الولاية وأقامت حواجز الطرق، حسب ما صرح مسؤول أمني. وفي لاهور ومحيطها اعتقلت باكستان نحو عشرة مشتبه بعلاقتهم بالهجوم لاستجوابهم، حسب ما أفاد المسؤول. وعانت المدينة من هجمات مروعة خلال الأشهر الأخيرة ألقيت مسؤوليتها على متطرفي «القاعدة». وفي الثالث من مارس (آذار) نصب كمين لفريق سريلانكا للكريكت في لاهور مما أدى إلى مقتل ثمانية باكستانيين وقضى على آمال استضافة البلاد لبطولات رياضية دولية في المستقبل القريب.