رغم هزيمتها.. سوزان بويل الفائز الأكبر في نهائيات برنامج «مواهب بريطانية»

ستسجل ألبوما غنائيا في صفقة قد تصل إلى 8 ملايين جنيه استرليني

تمت مشاهدة التسجيل المصور لمشاركتها أكثر من مائة مليون مرة على «يوتيوب» لتصير الحدث على مختلف وسائل الإعلام، بدءا من الولايات المتحدة، مرورا بالصين واليابان ووصولا إلى استراليا
TT

حلت الاسكتلندية سوزان بويل، التي انتقلت في سن الثامنة والأربعين من الظل إلى الشهرة العالمية، بفضل «صوتها الملائكي»، في المرتبة الثانية، ليلة أول من أمس (السبت)، في نهائيات برنامج «بريتانز غات تالنت» (مواهب بريطانيا) التلفزيوني، في حين حلت في المرتبة الأولى فرقة من الراقصين «دايفرسيتي».

وجاء فوز مجموعة «التنوع دايفرسيتي» المؤلفة من عشرة أشخاص، تتراوح أعمارهم بين سن 12 إلى 25 عاما، بمثابة المفاجأة للجميع، حيث كانت ترجح جميع التوقعات كفة القروية الاسكتلندية، ويشار إلى أن الفرقة الراقصة، المكونة من مجموعة من الشباب من منطقة أسيكس وشرق لندن، تشكلت عام 2007، وفازت في السنة ذاتها بمسابقة المملكة المتحدة للرقص.

وشعرت سوزان بويل، التي كانت تعتبر الأوفر حظا للفوز بهذا البرنامج التلفزيوني، بخيبة أمل شديدة جراء هذه النتيجة، لكنها ما لبثت أن تمالكت نفسها وقالت إن «الأفضل قد فاز». ورد الثنائي «ديك آند انت» مقدما البرنامج عليها، قائلين إن كلماتك هذه تبين كرمك تجاه الآخرين.

وتمنت حظا سعيدا لفرقة «دايفرسيتي» المؤلفة من عشرة شبان، التي فازت بتصويت الجمهور في هذا البرنامج، الذي يحظى بشعبية واسعة.

رغم خروجها خالية الوفاض من برنامج للهواة، هيمنت سوزان بويل، على عناوين الصحف البريطانية، التي عزت هزيمتها إلى تلفظ المغنية الناشئة بألفاظ نابية، وتقديرات بجني المغنية الاسكتلندية 8 ملايين جنيه استرليني بعد ظهورها في البرنامج.

وقالت صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد» إن موجة الغضب التي اعترت بويل، قبيل أقل من أسبوع أثرت في آراء ملايين المشاهدين، الذين صوتوا لصالح المجموعة الراقصة «ديفرسيتي» وقالت صحيفة «ذا ميل أون صنداي» البريطانية إن عددا من أطباء النفس قاموا بتهدئة بويل قبيل بدء البرنامج السبت. وجاء عنوان صحيفة «ذي ميل أون صنداي» «الأمة في حالة صدمة بعد إطاحة دايفرسيتي بسوزان بويل».

ومن جانبها قالت «صنداي ميرور» إن مكتشف النجوم، سايمون كاول، يعتزم «قهر الولايات المتحدة ببويل»، حيث يتوقع أن تسجل المغنية الاسكتلندية ألبوما غنائيا، في صفقة قد تصل إلى 8 ملايين جنيه استرليني.

وأشاد سايمون كاول، أشرس قضاة البرنامج وأصعبهم استرضاءً، ببويل قائلا: «امتلكت الجرأة للعودة هنا الليلة لمواجهة خصومك والنيل منهم.. ولقد فعلتها».

وكانت بويل قد بلغت الأسبوع الماضي المرحلة النهائية في مسابقة «لبريطانيا مواهب»، بعد أداء ساحر خلبت به لب المشاركين والقضاة. وكانت سوزان غنت بصوتها الساحر أغنيتها المفضلة «آي دريمد أدريم» في النهائيات التي وصفتها بأنها «أهم أمسية في حياتي».

وظهرت على المسرح مرتدية فستانا طويلا براقا رمادي اللون مائلا إلى الأزرق وغنت الأغنية، وهي من ضمن المسرحية الغنائية «لي ميزيرابل» (البؤساء) التي سبق أن غنتها في أبريل (نيسان) خلال تصفيات المسابقة التي تشهد رواجا كبيرا. وكان أداؤها الرائع صعق حينها أعضاء لجنة التحكيم.

وخرجت هذه العانس العاطلة عن العمل، والأقرب إلى الدمامة، من الظل لتحقق شهرة كبيرة. وبسرعة فائقة جال أداء سوزان جميع أنحاء العالم بفضل موقع «يوتيوب». وتمت مشاهدة التسجيل المصور لمشاركتها أكثر من مائة مليون مرة، لتصير الحدث على مختلف وسائل الإعلام، بدءا من الولايات المتحدة، مرورا بالصين واليابان ووصولا إلى استراليا.

وأعلنت الممثلة الأميركية ديمي مور ومغني الروك جون بون جوفي أنهما من المعجبين بالنجمة الجديدة صاحبة الحاجبين السميكين والشعر الأشيب المبعثر.

وفيما أعلن السبت أنها على شفير الانهيار بسبب الضغط الإعلامي، بدت على المسرح بكامل تركيزها وسيطرت على مشاعرها.

وقال أحد أعضاء لجنة التحكيم «إنه أروع أداء شاهدته في برنامج بريتانز غات تالنت».

غير أنها لم تتمكن، على ما يبدو، من إقناع الجمهور الذي صوت عبر الهاتف.

وقبل النهائيات قلقت الصحف البريطانية بشأن صحة بويل، وقالت صحيفة شعبية إن الفريق المشرف على إنتاج البرنامج اضطر إلى إرسال فريق طبي ليحيط بها. ووجدت النجمة الجديدة، التي كانت تعيش وحيدة مع قطتها في شقة تابعة لمجمع سكني شعبي قرب أدنبرة في جنوب شرق اسكتلندا، على ما يبدو، صعوبة في التأقلم مع شهرتها المفاجئة والضغوط الإعلامية لتبدأ في إظهار بوادر اضطراب عصبي في الأيام الأخيرة الماضية.

وتلقت بغضب انتقاد أدائها في المرحلة نصف النهائية خلال الأسبوع وثار غضبها في ردهة الفندق حيث تقيم في لندن، واضطرت الشرطة إلى التدخل.

قال بيرس مورغان، أحد أعضاء لجنة التحكيم، الخميس، إن سوزان «تشعر بأنها أرنب بهرته مصابيح سيارة». وقال «لقد انهارت باكية أكثر من مرة في الأيام الأخيرة بل إنها أرادت ترك البرنامج نهائيا للفرار من هذا الاهتمام الكبير» لكنها عادت وتراجعت.

وأبدت الصحف البريطانية بشكل عام قلقا على صحتها وقالت إحداها إن إدارة إنتاج البرنامج أرسلت فريقا طبيا ليبقى إلى جانبها.

وقال بيرس مورغان قبل المنافسة، الجمعة، «أراهن على أنها ستقدم أفضل أداء في حياتها في نهائيات المسابقة» مؤكدا أنها «امرأة صلبة اضطرت إلى الكفاح منذ ولادتها ولن تستسلم الآن».

وتنافس في النهائيات عشرة مشتركين بينهم شاهين جعفر غولي، وهو بريطاني في الثانية عشرة من عمره من أصل إيراني، والثنائي الكوميدي الراقص ستافروس فلاتلي المكون من أب قبرصي يوناني وابنه.

وخلال البرنامج، السبت، وردا على سؤال طرحه أحد المقدمين حول ما إذا كانت تأسف لأنها غادرت بلدتها في اسكتلندا، قالت بويل «كان الأمر يستحق العناء». ومهما كانت نتيجة المسابقة توقعت وسائل الإعلام البريطانية أن توقع سوزان بويل عقدا كبيرا مع شركة إنتاج اسطوانات.

وشارك في النهائيات 10 أشخاص أو فرق، وحصل الفائز على مبلغ مائة ألف جنيه استرليني (114 ألف يورو) وفرصة المشاركة في حفلة تحضرها الملكة إليزابيث الثانية خلال الصيف.

وتابع 15 مليون بريطاني أداء سوزان بويل في المرحلة نصف النهائية خلال الأسبوع، وتوقعت محطة «إي.تي.في» التي تنتج البرنامج عددا مماثلا على الأقل، السبت.