باحث سعودي ينتج سماداً عضوياً صناعياً من نفايات الرياض

في دراسة دعمتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية

TT

تمكن باحث سعودي من إنتاج سماد عالي الجودة (كمبوست) من نفايات 6 أحياء في العاصمة الرياض، حيث أجرى خلال الدراسة التي دعمتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، توصيفاً للنفايات البلدية الصلبة، لتحديد مصادر التولد المختلفة ومعدلات التولد والتركيب النوعي لهذه النفايات.

وشملت الأحياء التي اختارها الباحث سليمان المطيري من جامعة الملك سعود، أحياء: المحمدية، المعذر الشمالي، العقيق، حطين، عرقة، وحي أم الحمام، حيث جمع خمسة أطنان من كل حي من الأحياء الستة، وأجرى فرزاً نوعياً للنفايات البلدية الصلبة، لمعرفة محتوياتها المختلفة، والنسب المئوية لكل مكون من المكونات.

وأظهرت نتائج الدراسة، أن كمية النفايات البلدية الصلبة المتولدة في الرياض، بلغت نحو 12 ألف طن يومياً، فيما كانت معدلات التولد في المتوسط 2.4 كجم للفرد في اليوم الواحد، وهو ما يعتبر معدلاً عالياً، إذا تمت مقارنته بالمعدلات العالمية التي تبلغ من 0.5 ـ 1.2 كجم للفرد في اليوم الواحد.

وبلغت نسبة المواد القابلة للتدوير، وإعادة تصنيعها إلى منتجات جديدة نحو 40 في المائة في الأحياء الشعبية، بينما ارتفعت هذه النسبة في الأحياء المتوسطة والراقية إلى 56 في المائة، و54 في المائة على الترتيب.

وارتفعت نسبة المكون العضوي (بقايا الطعام) في الأحياء المتوسطة والراقية مقارنةً بالأحياء الشعبية، وهو ما يتفق مع النتائج العالمية، التي تشير إلى زيادة نسبة المواد القابلة للتدوير كلما ارتفع المستوى الثقافي والاقتصادي لسكان المدن المختلفة.

وأخذ الباحث المكون العضوي للنفايات بعد الفرز، لإجراء عملية تكمير لهذا المكون، وتحويله إلى سماد عضوي صناعي (كمبوست)، وعمل الباحث ثلاث معاملات مختلفة، الأولى المكون العضوي من دون إضافات، والثانية إضافة منشط كيماوي للمكون العضوي، والثالثة فكانت إضافة منشط عضوي (الحمأة) للمكون العضوي.

واستغرقت عملية التكمير التي تُعد عملية حيوية، الغرض منها تحويل المخلفات عديمة القيمة الاقتصادية، إلى منتج ذي قيمة اقتصادية، ويمكن استخدامها في الأغراض الزراعية المختلفة.

وتتبع الباحث درجات الحرارة على فترات مختلفة داخل مجموعات المكون العضوي، وقام بتقدير الرطوبة، والكربون العضوي، والنيتروجين، والفوسفور، والبوتاسيوم، والعناصر الصغرى، والعناصر الثقيلة، والـ PH، والـ EC، كما تتبع الأعداد الكلية للميكروبات، وأعداد البكتيريا المحللة للسليلوز هوائياً، وأعداد البكتيريا المحبة للحرارة العالية، وكذلك أعداد بكتيريا مجموعة القولون.

وفي نهاية التجربة، قيّم الباحث، الكمبوست الناتج من الـ PH، والـ EC، ونسبة المادة العضوية، والنيتروجين، والعناصر الغذائية الكبرى والصغرى، لتحديد القيمة الغذائية لهذا السماد، للاستعانة به عند تطبيق نظم الزراعة العضوية.

وبينت الدراسة احتواء النفايات البلدية الصلبة في الرياض على نسبة 50 في المائة من المواد القابلة للتدوير، بينما بلغت نسبة المكون العضوي (بقايا الطعام) قرابة 48 في المائة، وذلك بعد فرز 30 طناً منها، وهذا يبين انخفاض هذه النسبة عن التقرير الذي أعدته الأمانة العامة لمدينة الرياض عام 1425هـ، حيث بلغت نسبة المكون العضوي في ذلك التقرير نحو 50 في المائة.

كما أوضحت الدراسة ارتفاع القيمة الغذائية للعناصر المختلفة الكبرى والصغرى في السماد، مما يؤكد جودة السماد عند استخدامه في تسميد المحاصيل، كما بينت انخفاض تركيز بعض المعادن الثقيلة كالرصاص والكادميوم في السماد مقارنة بالحدود المسموح بها في الوكالة الأميركية لحماية البيئة، وفي وزارة الزراعة الإسبانية، مما يؤكد صلاحية السماد كمخصب عضوي أو كبيئة لنمو الشتلات النباتية المختلفة. وأوصى الباحث بضرورة الاستفادة من المنجزات العلمية والتقنيات الحديثة في مجالات العلوم الإحيائية والزراعية بوضعها في النطاق التطبيقي أو ما يسمى في وقتنا الحالي بـ(الزراعة العلمية)، كما طالب باتباع نظم الإدارة السليمة والمتكاملة للنفايات البلدية الصلبة باعتبارها إحدى المشكلات البيئية الكبرى؛ وذلك بإعادة تدويرها.

وطالب الباحث بالاستفادة من النفايات البلدية الصلبة، لأن الكميات المتولدة منها في السعودية تبلغ نحو 12 مليون طن سنوياً، في حين تقدر احتياجات المملكة من الأسمدة العضوية بما لا يقل عن 110 ملايين طن سنوياً، لا يتوفر منها إلا قدر ضئيل لا يتجاوز 10 في المائة من الاحتياجات الكلية، بالإضافة إلى أنه لا يتناسب مع ما تحتاجه المملكة من هذه النوعية من الأسمدة.

واقترح تشجيع القطاع الخاص كمستثمر رئيس في إعادة تدوير هذه النفايات، وتحديداً الكراتين والورق والبلاستيك التي تمثل نسبة كبيرة من النفايات القابلة للتدوير، حيث تبلغ نسبتها في النفايات نحو 50 في المائة.