مصر: مبارك استعاد مع نتنياهو ما قام به ترومان عندما شطب كلمة «اليهودية» من قرار الاعتراف بإسرائيل

قالت إن قضية خلية حزب الله في يد القضاء

TT

أكدت مصر أمس معارضتها بشدة لما يسمى بـ«يهودية الدولة» في إسرائيل واعتبرتها «دعوة غير مقبولة»، موضحة أن ذلك «يعقّد موقفا معقدا أصلا».

وقال السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية في تصريحات له أمس «إن الرئيس حسني مبارك عبّر عن ذلك خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في شرم الشيخ».

وأشار عواد إلى أن الرئيس مبارك تساءل خلال اللقاء المشار إليه: «وماذا عن عرب 48؟ وماذا عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين؟»، باعتباره أحد الموضوعات المطروحة في مفاوضات الحل النهائي؟

وأضاف عواد أن الرئيس مبارك استعاد ما قام به الرئيس الأميركي الأسبق هاري ترومان عام 48 لدى توقيعه على قرار اعتراف بلاده بدولة إسرائيل، حيث شطب بقلمه الذي وقّع به القرار كلمة «اليهودية».

وأوضح أنه كان مطروحا على ترومان أن تعترف الولايات المتحدة بيهودية دولة إسرائيل، لكن الرئيس الأميركي آنذاك كان بعيد النظر ومدركا لعواقب هذه الكلمة.

وأكد السفير عواد مجددا اعتراض مصر على الدعوة إلى يهودية الدولة الإسرائيلية، وأنه يمكن النظر إلى دولة إسرائيل على أنها تحظى بأغلبية يهودية، ولكن خلط الدين بالسياسة والسياسة بالدين حتى في ما يتصل بالقوانين التي تعتمدها الدولة أو في ما يتصل باسم الدولة، فهذا يفتح الباب أمام تبعات كثيرة تزيد من تعقيد الموقف.

وردا على سؤال حول ادعاء حزب الله بأن بعض الدول العربية تحاول التأثير في نتائج الانتخابات اللبنانية، في إشارة إلى الإعلان عن خلية حزب الله في مصر، أشار السفير سليمان عواد إلى تأكيد الرئيس مبارك أن خلية حزب الله في مصر هي في يد القضاء المصري منذ اليوم الأول، وأنها قضية لها تبعات قانونية تخضع للقضاء المصري بكل ما هو معروف عنه من حيدة واستقلالية.

أضاف عواد: «أما التدخل في الانتخابات اللبنانية فليس هذا على أجندة مصر وليس من سياسات مصر ولا من سياسات الرئيس مبارك».

وأعرب السفير عواد عن أمله للشقيقة لبنان في انتخابات حرة نزيهة تأتي بمن يختاره شعب لبنان، لأن مصر ستظل دائما في موقع الشقيقة الكبرى التي تهتم دائما بأمن واستقرار وسلام لبنان ووفاق أبنائه وقواه السياسية كافة.

وردّا على مطالبة إسرائيل بوضع الملف النووي الإيراني كأولوية أولى في مهام الإدارة الأميركية مع محاولة تهميش قضية الصراع العربي الإسرائيلي، قال عواد: «إن مصر لا تخلط الأوراق»، مشيرا إلى أن الرئيس مبارك كان واضحا جدا في لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، في تأكيده أن مصر تعارض سياسات إيران في توسيع نفوذها في المنطقة، وبسط هيمنتها على منطقة الخليج والشرق الأوسط من خلال ميليشيات وفصائل معروفة.

وأضاف: «أما في ما يتعلق بملف إيران النووي، وهو الشغل الشاغل لإسرائيل والولايات المتحدة والمجتمع الدولي، فنحن مع حق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية إلى أن يثبت العكس».

وأعرب عن أمله في أن يؤدي الحوار بين إيران ومجموعة «5+1» إلى استجلاء الموقف وأن ننأى بالشرق الأوسط عن مخاطر انتشار السلاح النووي سواء من جانب إيران أو من جانب إسرائيل أو أي طرف آخر.

وقال عواد: «أما في ما يتصل بمحاولات الإعلام الإسرائيلي للإيحاء بأن إيران تمثل خطرا مشتركا، فإن الأولوية لمصر والرئيس مبارك هي القضية الفلسطينية، وستظل هذه الأولوية سابقة لأي أولوية أخرى مهما تعددت المخاطر والتهديدات التي تحدق بمنطقة الشرق الأوسط».

وقال السفير سليمان عواد إن الإيحاء بأننا نواجه مع إسرائيل كعرب خطرا مشتركا أو أننا في خندق واحد، فإن هذا الكلام مرفوض، فنحن على خلاف مع إيران لأسباب مختلفة تماما ونأمل أن تلعب إيران دورا بنّاء يسهم في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ويبتعد بالمنطقة عن حافة الهاوية.