«بي إن بي باريبا»: الخليج تخطى المرحلة الأولى من الأزمة بشكل جيد

أكد أنه ما زال منجما استثماريا والأضمن في الإقراض من مناطق أخرى

TT

قال مسؤولون في بنك «بي إن بي باريبا» البنك الأكبر في منطقة اليورو، إن منطقة الخليج تخطت المرحلة الأولى من الأزمة المالية العالمية بشكل جيد. جاء ذلك في أثناء اجتماع رؤساء الوحدات الاستثمارية بعناصر من وسائل الإعلام في المنطقة والعالم كانت «الشرق الأوسط» أحدهم، في المكتب الرئيسي للمصرف بوسط العاصمة الفرنسية باريس. ووصف المصرف توسعه في الاقتصادات الناشئة في عام 2008 بأن أسس أكثر من 1950 فرعا في 30 دولة، ليخدم 4.7 مليون عميل بـ2900 نقطة صرف نقدي، حققت 534 مليون يورو أرباحا من تلك الاقتصادات قبل احتساب الضرائب. وتحدث جون كريستوف ديوران المدير الإقليمي لمنطقة الخليج، مستطردا في بداية حديثه أن الهيكل الذي اتخذته دول الخليج عبر الأزمة المالية وبعدها أثبت أن دول المنطقة تخطت الأزمة بشكل جيد، ولم تكن هناك خسائر فادحة يصعب معالجتها. وأشار إلى السعودية تحديدا، واصفا معالجتها لأصعب أوقات الأزمة بحكمة أخرجتها دون تكبد أعباء تُذكر، وتمكنها من تجميع مبالغ طائلة من السيولة، وقدرتها على دعم قطاعات كثيرة منها القطاع المالي، بالإضافة إلى الاستمرار في المشروعات الجديدة.

وقال ديوران: «نحن جميعا متفائلون تجاه دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن بعض القطاعات سيطالها قدر من الضرر، ولكن مدى العمق هو عنصر الاختلاف». وأجاب ديوران على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول الاستثمارات في الشرق الأوسط في خضم الأزمة، وإذا كان التمويل بنفس الكميات والكميات التي كان عليها من قبل، فأكد أن الاستثمارات ما زلت قوية، مستندا إلى صندوق استثماري قيمته 300 مليون يورو تم إطلاقه نهاية العام الماضي للاستثمار في المنطقة. وأكد أن صندوق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال وحده الشركة الاستثمارية «إنفستمنت بارتنرز» تم إنشاؤه بغرض الاستثمار لا للاستفادة من الشركات المتأثرة بالأزمة، حتى بعد أن كانت قيم الأصول المستهدفة في المنطقة مرتفعة قبل عام.

وتطرق إلى المصرفية الإسلامية ومستقبلها من خلال البنك الفرنسي المتوسع، ليؤكد أن وحدة المصرفية الإسلامية في توسع دائم وتخدم العديد من القطاعات، تسمى «بي إن بي باريبا نجمة»، وهي ذراع استثمارية مخصصة للمصرفية الإسلامية بمسؤولية عالمية، تم إنشاء الوحدة في سبتمبر (أيلول) عام 2003، ليكون مركزها البحرين.

وتركز وحدة المصرفية الإسلامية على المؤسسات والبنوك الاستثمارية، بالإضافة إلى إدارة الأصول.

وأضاف أنها بقدر ما هي وحدة ناجحة فإنها إلى الآن ما زالت استثمارية أكثر منها تجزئة، وتوقع أن الخطوة الأولى للتوسع ستكون عبر لوبيات المصرفية الإسلامية مثل ماليزيا.

وعاد للتعليق على حجم التمويل الحالي في المنطقة، قال: «لسنا (رويال بنك أوف سكوتلاند)»، مفيدا أنه يوجد جداول للعمل، وأن منطقة الخليج رغم السيولة التي تحتويها في الفترة الحالية سيكون بعض الجفاف المشهود لحجم التمويل في الإنشاءات العقارية خصوصا في دبي. وتحدث كريستوف ماريوت المدير الإقليمي للهيكلة المالية لدول مجلس التعاون الخليجي، موضحا أن المنطقة تميزت بمواصفات إيجابية، كانت إحداها الاستعداد بميكنة حمتها من الأزمة المالية بشكل مختلف عن بقية القطاعات المالية في العالم، لذا فالمصرف مستمر في الاستثمار في المنطقة لسنوات طويلة مقبلة، والاستراتيجية لن تتغير. وأوضح ماريوت أن المعاملات التي تتم من خلال البنك كلها تندرج تحت اتفاقية «بازل 2»، مشيرا إلى أن المنطقة ما زالت مفضلة في الإقراض عن مناطق عديدة أخرى. وتوقع أن القطاعات المالية تشهد بعض التحسن حاليا تظهر في أسعار النفط، ولكنها ليست في طريقها إلى المعافاة التامة، متوقعا أن فصل الصيف قد يكون العقبة الأخيرة قبل رجوع السيولة التي يفتقر إليها إلى القطاع حاليا، تحديدا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) وسبتمبر (أيلول) المقبلين. وتطرق إلى وكالات التقييم الائتماني، مفيدا أنه طبقا لتحاليل على مر فترات من الزمن يؤخذ القرار على دخول سوق معينة وبدء العمل على الاستثمارات هناك.

وأضاف أن الأردن على سبيل المثال تواجه بعض العقبات من خلال التقييم، ولبنان أيضا، بينما موريتانيا وفقا لتقارير وكالات التقييم التي يسعى البنك إلى التوجه للاستثمار بها، تسجيلاتها التاريخية أفضل في الوقت الحالي، مضيفا أن لبنان ليست من الدول التي تصنف تحت الخليج.

وقال ماريوت إن دبي في الوقت الحالي ليست أيضا من المناطق التي نحاول الاستثمار بها، تحاشيا للوضع، ولكن في المستقبل قد نرى التحرك نحوها، ثم لبنان هي الأخرى. ومن ناحية أخرى وصف أنه من الطبيعي أن ترى دول الخليج انخفاضا في احتياطي الأجنبي، ليس في السعودية فقط، وإنما بنوك مركزية أخرى سترى مثل هذا الانخفاض، فأسعار النفط في انخفاض كبير في الولايات المتحدة، مما يؤثر على كميات العملة الأجنبية في تلك البنوك المركزية.

وأضاف أن تأتي النقطة الأخرى الأكثر أهمية أن «أديا» و«ساما» على سبيل المثال يستخدمون العملة الأجنبية في استثمارات خارجية، مما يؤثر على معدلات العملة هناك. ووصف الخليج بأنه يتحلى ببعض المزايا الجمالية، منها أخذه المقاييس الصحيحة لعدم الإعلان عن إفلاس أي من البنوك في المنطقة، مفيدا أن أسواق «السندات وتمويل المشروعات هي الأفضل» إلى الآن.

واختتم ماريوت قائلا: «اعتقد أن الخليج والعالم سيشهدان بعض التحديات في الفترة القادمة، وتحديدا في دبي والكويت وعمان، على خلاف السعودية وأبوظبي وقطر الذين يتمتعون بسيولة ضخمة إلى حد كبير بمصارفهم المركزية، التي ستعمل على أداة لاستكمال الأعمال، إذا استخدمت بشكل إيجابي.