باراك يحذر واشنطن: الضغوط الأميركية تزعزع الاستقرار الإسرائيلي

ميتشل يرد: لديكم حزب «كديما» تستطيعون ضمه إلى الحكومة وضمان الأكثرية

TT

استغل وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، المظاهرات الصاخبة التي نفذها نشطاء المستوطنين المتطرفين أمس وأول من أمس، وأغلقوا فيها القدس وأحرقوا حقولا للفلسطينيين ونفذوا اعتداءات دامية، ليحذر الإدارة الأميركية من زعزعة استقرار الحكم في تل أبيب.

وقال باراك لمرافقيه على الطائرة وهو متجه إلى واشنطن: «الضغوط الأميركية على إسرائيل تقوي المتطرفين في الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني، وتشعل الأرض في المنطقة، وتهدد بسقوط الحكومة والأمن الديمقراطي في إسرائيل».

وقالت مصادر سياسية إن باراك الذي كان سافر الليلة قبل الماضية إلى الولايات المتحدة بغرض البحث في الموضوع الإيراني والقضايا العسكرية والأمنية العليا بين الدولتين وفي الشرق الأوسط عموما، وجد نفسه مبعوثا لرئيس حكومته بنيامين نتنياهو، ليحسن أجواء العلاقات السياسية بين حكومته وإدارة أوباما. وقد أبدى باراك استعدادا للقيام بهذا الدور، فقال في تصريحات أراد لها أن تصل إلى آذان الرئيس الأميركي باراك أوباما وطاقم مساعديه، إن الخلافات الإسرائيلية الأميركية يجب أن تسوى بطريقة ودية للغاية ومن خلال رؤية الصورة الشاملة.

وأردف باراك: «ليس من المعقول أن تتم مطالبة الحكومة الإسرائيلية الحالية بعمل شيء لم تعمله الحكومة السابقة، وليس من المعقول أن تطالب إسرائيل بالإيفاء بالتزامات الحكومات السابقة، وهي تفي بها فعلا، بينما إدارة الرئيس أوباما لا تفي بالتزامات إدارة الرئيس جورج بوش». وذكر باراك أن إدارة بوش كانت قد تخلت عن مطلب تجميد البناء الاستيطاني بشكل كامل ووافقت لإسرائيل على أن تبني في المستوطنات المحيطة بالقدس وبقية المستوطنات الحدودية التي تطالب إسرائيل بإبقائها ضمن تخوم إسرائيل في إطار اتفاقيات السلام العتيدة. وقال: «هذه الحكومة ملتزمة بكل الاتفاقيات الموقعة من قبل وبكل التفاهمات الرسمية مع الولايات المتحدة»، وأكد باراك أن نتنياهو سوف يعيد إقامة لجنة خاصة لمتابعة البناء العشوائي في المستوطنات بغية منعه بتاتا، وأنه يرفض رفضا قاطعا إقامة مستوطنات جديدة، ويريد استئناف المفاوضات حول التسوية الدائمة مع السلطة الفلسطينية من دون تأخير. وقامت بسلسلة إجراءات لتسهيل حياة الفلسطينيين، واعتبر ذلك بمثابة «نوايا حسنة إسرائيلية تجاه الفلسطينيين».

ولكن جورج ميتشل، مبعوث الرئيس أوباما إلى الشرق الأوسط، رفض هذا التوجه وقال للوزير باراك إنه ونتنياهو وبقية الوزراء يجب أن يدركوا حقيقة الموقف في الإدارة الأميركية الجديدة، وإن قضية التوسع الاستيطاني غير مقبولة بالنسبة إلى أوباما وإدارته، لا في المستوطنات المعزولة ولا في المستوطنات الحدودية ولا حتى في القدس. وقال له إن القول إن تجميد الاستيطان يؤدي إلى عدم الاستقرار في الحكم في إسرائيل ليس مقبولا، لأنه يعني أن إسرائيل ليست دولة قانون. وقال له إن هناك حزبا يتمتع بأكبر عدد من النواب في الكنيست (يقصد حزب «كديما» برئاسة تسيبي لفني)، لا ينبغي أن يبقى في المعارضة، «فإذا دخل الائتلاف تصبح لديكم حكومة أكثرية ثابتة تعبر عن إرادة المجتمع الإسرائيلي».

وأوضح ميتشل أن على حكومة إسرائيل أن تساعد الولايات المتحدة في سعيها لتغيير نظرة العالم العربي نحو إسرائيل.

ومن جهة ثانية تكلم الرئيس أوباما نفسه في حديث إذاعي قال فيه إن بعض الإدارات الأميركية السابقة لم تتعامل مع إسرائيل بالصدق ولم تقُل لها الحقيقة في أن سياستها تلحق الضرر بمصالح إسرائيل والولايات المتحدة، وإن إدارته مصرة على التعامل معها بصدق تام. ونفى أوباما أن يكون قد تراجع عن الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل، بما في ذلك التصويت في الأمم المتحدة.

وكان اليمين المتطرف ونشطاء الاستيطان المتعصبون قد نفذوا عمليات اعتداء شرسة ضد الفلسطينيين في اليومين الأخيرين.