وزير خارجية المغرب يبحث في لندن التعاون الثنائي ومكافحة التطرف

الفاسي الفهري: ملتزمون بالدخول في «مفاوضات عميقة» بشأن الصحراء.. راميل: يجب الالتفات إلى الجانب الإنساني في القضية

وزير خارجية المغرب الطيب الفاسي الفهري يتحدث في مؤتمر صحافي مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط بيل راميل في لندن أمس (تصوير: حاتم عويضة)
TT

شدد وزير خارجية المغرب الطيب الفاسي الفهري أمس على أهمية العمل على إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، قائلا: «علينا أن نتحلى جميعا سويا بالشجاعة من أجل التوصل إلى حل للنزاع العربي ـ الإسرائيلي». وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في لندن أمس مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط بيل راميل: «هذا الحل يعتمد على الدولتين، دولة فلسطينية مستقلة قادرة على البقاء أمنيا وسياسيا واقتصاديا ومتماسكة جغرافيا عاصمتها القدس». ورأى الفاسي الفهري أن هناك مؤشرات إيجابية للسلام بسبب «التزام المملكة المتحدة ومبادرة الإدارة الأميركية الجديدة والاعتماد على المبادرة العربية» للسلام، لكنه لفت إلى أن «تجميد الاستيطان» عامل أساسي لتحقيق ذلك. من جهته، رحب وزير الدولة البريطاني بيل راميل بالفاسي الفهري في المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد جولتين من المحادثات بين الجانبين. وقال راميل: «إن علاقاتنا الثنائية تسير من قوية إلى أقوى»، مضيفا: «إننا نواجه تحديات مشتركة، وخصوصا تلك المتمثلة بالتهديد الإرهابي. إلا أن بلدينا ملتزمان بالتعاون الوثيق في مجال مكافحة الإرهاب، كما أن المملكة المتحدة حريصة على التعلم من خبرة المغرب في مكافحة التطرف». يذكر أن الفاسي الفهري يقوم بزيارة رسمية إلى بريطانيا تستمر يومين لمناقشة القضايا المشتركة بين البلدين ولحضور «منتدى الحوار الوزاري البريطاني ـ المغربي». والتقى الوزير المغربي بنظيره البريطاني ديفيد ميليباند أمس، حيث ناقش الوزيران مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما فيها التعاون حول مكافحة الإرهاب والتطرف. يذكر أن هذه الجولة هي الرابعة من منتدى الحوار الوزاري البريطاني ـ المغربي بعد أن كانت الجولة الأولى من منتدى الحوار قد عقدت في الرباط في شهر يونيو (حزيران) 2006.

وفي ما يخص العلاقات المغربية ـ الإيرانية واحتمال إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بناء على الأجواء الجديدة المنبثقة من دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما للحوار مع إيران، قال الوزير المغربي: «ما حدث بين إيران والمغرب مسألة ثنائية مائة بالمائة». وأضاف: «لا يمكن للمغرب أن يقبل ببعض وجهات النظر في إيران»، في إشارة إلى التصريحات الإيرانية حول البحرين واعتبارها جزءا من إيران. وبينما لم يبد الفاسي الفهري مؤشرات على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قال أمس: «نحن نؤيد الحوار ونأمل أن نتوصل إلى حل، فكل المنطقة بحاجة إلى المزيد من الاستقرار، ونحن نؤيد طريقة الحوار لتحقيق ذلك». وأثيرت قضية الصحراء في المؤتمر الصحافي بين الوزيرين، فقال الفاسي الفهري: «قرارات مجلس الأمن واضحة جدا، نحن بحاجة إلى حل سياسي، وقد اعتبر مجلس الأمن جهود المغرب أنها مهمة وجدية» لحل النزاع. ولفت إلى أن مجلس الأمن طالب في قراراته بالاعتماد على التفاوض المبني على «التنازلات»، وأكد الفاسي الفهري التزام المغرب بالدخول في «مفاوضات عميقة» لحل النزاع.

من جهته، عبر راميل عن تأييد لندن لجهود الأمم المتحدة لحل نزاع الصحراء، وقال: «نحن ندعم بشدة مهمة (المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى الصحراء) كريستوفر روس في سعيه للتوصل إلى حل بين الطرفين». وشدد راميل على «أهمية الانتباه إلى الجانب الإنساني في هذه القضية التي تتطلب تنازلات من أجل حلها».