انتخابات بأثر رجعي

TT

> تعقيبا على مقال سمير عطا الله «مجرد انطباعات مراسل قديم»، المنشور بتاريخ 3 يونيو (حزيران) الحالي، أقول: في كل البلاد التي تشهد انتخابات برلمانية ينتقد كل حزب الحزب المنافس له، وكثيرا ما يكون ذلك بسبب ما كان قد أطلقه من وعود لناخبيه أخلفها خلال مدة حكومته. وهكذا تشهد البلاد حملات كلامية تنطوي على كذب منقطع النظير. وعادة ما يكون الأوفر حظا بين المتنافسين، من هو أعرفهم بما لا يمكن تحقيقه من وعود يطلقها الحزبان المرشحان. وهكذا يدور الشعب في حلقة مفرغة داخل متاهة مجوفة من سراديب حياة يومية تكرر نفسها كل أربع أو خمس سنوات. ونادرا ما نرى حزبا أو مرشحا للرئاسة يعد بأنه لا يستطيع تحقيق تقدم أو حل قضية ما، باستثناء باراك أوباما، الذي ربما ساعده ذلك على الفوز. وقد يكون ذلك انقلابا في التقاليد الانتخابية، حيث تصدق أقوال المرشحين قبل الانتخابات، ويكون لديهم متسع من الوقت للكذب خلال فترة حكمهم. أما انتخابات الدول العربية فتتم بأثر رجعي: توضع المساطر والقوالب، ويتم التفاوض حولها سرا خلف الكواليس، وعلانية عبر الفضائيات، ثم يؤتى بما تمخض عنه. كل ذلك لينتخب المنتخبون ما كان قد قُدِر مسبقا، وتتحول الانتخابات بعدها إلى «انتحابات» جماهيرية. عبد الحكيم المرابط ـ إسبانيا [email protected]