كولورادو ترحب بمعتقلي غوانتانامو

على أراضيها يحتجز موساوي الخاطف رقم 20 وريد صاحب الحذاء المفخخ ورمزي يوسف المتهم بمحاولة تفجير مركز التجارة عام 1993

لقطة لأبراج المراقبة في سجن فلورانس شديد الحراسة بكولورادو «لوس أنجليس تايمز»
TT

مثل الكثير من الأفراد في هذه المدينة الهادئة، لا تشعر باتي لايبرتي، بأي مشكلة من السكنى في شارع يقع بنهايته بعض من أعتى الإرهابيين سيئي السمعة في العالم. ويقيم زكريا موساوي، والمعروف بـ«مختطف الطائرات الذي يحمل رقم 20»، لمحاولاته للانضمام إلى فريق تنفيذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، في سجن شديد الحراسة الأمنية خارج حدود المدينة. وكذا يقبع ريتشارد ريد، الإرهابي المزعوم بتخبئته لمتفجرات في حذائه، ورمزي يوسف، اللذان حاولا تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993، بالإضافة إلى ثيودور كازنسكي (الشهير باسم أونابومبر).

وتقول ليبرتي، البالغة من العمر 37 عاما، وهي أم لاثنين يعملان في محطة محلية للوقود: «كان لدينا أناس بشعون إلى أبعد الحدود، وأنت لا تحتاج حتى إلى التفكير في الأمر». فكيف ستشعر هذه السيدة إذا ما قررت إدارة أوباما نقل المعتقلين من غوانتانامو إلى سجن شديد الحراسة الأمنية، وهي الخطوة التي يقول عنها أعضاء مجلس الشيوخ، ورجال الكونغرس الذين يمثلون ولاية كولورادو، إنها ستكون شديدة الخطورة؟

وهزت ليبرتي كتفيها دون مبالاة، مشيرة إلى أنه لا مانع من ذلك «طالما أنهم سيبقونهم في المكان الذي من المفترض أن يبقوا فيه».

ويتمثل السؤال الأكثر سخونة خلال النقاشات الدائرة في واشنطن هذه الأيام، في أين سيتم وضع الإرهابيين الخطرين، بمجرد أن يوصد أوباما، معتقل غوانتانامو. ويشار إلى أن مجلس الشيوخ رفض بأغلبية ساحقة توفير تمويل لإغلاق المعتقل الأميركي القابع في كوبا، منوهين إلى أنه ليس هناك أي مجتمع في أميركا يقبل الإبقاء على المشتبه بهم في قضايا الإرهاب في منطقتهم. وربما لا يكونون قد ذهبوا إلى فلورانس من قبل، إذ ابتاعت المدينة، التي تعاني من نقص العمالة منذ 17 عاما، والقاطن بها 3600 نسمة، مساحة كبيرة من الأرض خارج حدودها، وسلمتها إلى الحكومة الفيدرالية لتشييد سجن شديد الرقابة الأمنية عليها، لإيواء أسوأ السيئين من المعتقلين. ولا يغمض لأغلب السكان المحليين جفن من مجرد فكرة الحديث عن معتقلي غوانتانامو، وحتى بالنسبة للأفراد ممن يعارضون القرار بهذه القضية، يتعين عليهم تغيير الحديث عن هذا الموضوع بأي شيء آخر محلي للحديث عنه مثل الأبقار، والجياد، وفريق كرة القدم التابع للمدرسة الثانوية. ويقول بوب وود، رئيس تحرير وناشر الصحيفة المجتمعية «فلورنس سيتيزن»: «الناس هنا لا يأبهون بهذه القضية، ويخالجنا شعور قوي بأنه إذا ما أرسلوهم إلى هنا (أي المعتقلين)، فإن هؤلاء الرجال (في إشارة إلى حراس السجن الفيدرالي) سيهتمون بهم». ولا يعني هذا أن الجميع لا يعتريهم القلق من السجناء القادمين من معتقل غوانتانامو، وتقول ريالتور مارلين سنلستروم: «إنهم أكثر مهارة في المراوغة والالتفاف حول نظام مثل المعتقل شديد المراقبة الأمنية». إلا أن هذا هو رأي الأقلية، إذ يقول مدير المدينة توم بلتنغسرود: «ليس هناك أي مخرج للفرار من هناك، كما أن هؤلاء الرجال لن يذهبوا إلى أي مكان. لقد طرحت هذه القضية للنقاش في اجتماع نادي الروتاري المحلي يوم الخميس، ولم يعبر أي شخص عن قلقه». يذكر أن أوباما لم يكن واضحا بشأن أين سينتهي المآل بمعتقلي غوانتانامو، البالغ عددهم 240. وقال في الأسبوع الماضي، إنه سيتم إطلاق سراح البعض، وآخرين سيستمر اعتقالهم بدون محاكمة. ومن المعروف أن المعتقل شديد الرقابة الأمنية مكتظ بالنزلاء تقريبا، إذ لا يمكن إلا توفير سرير واحد فقط في كل زنزانة. وسيتطلب نقل أي محتجز إلى هناك توسيع منشأة السجن، التي تستوعب 490 سريرا، أو نقل المعتقلين الحاليين إلى مكان آخر. ومع ذلك تردد مرارا أن هذا السجن قد يكون بمثابة مكان محتمل لنقل معتقلي غوانتانامو إليه. واقترح السيناتور ديان فينستين، (الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا)، هذه الفكرة الشهر الماضي، كما طرحها بيل ريتر، حاكم ولاية كلورادو، وهو ديمقراطي أيضا، في شهر يناير (كانون الثاني).

*خدمة «لوس أنجليس تايمز» خاص بالـ«الشرق الأوسط»