«القسام» تصنف السلطة كقوات احتلال.. وحماس تحمل عباس وفتح مسؤولية انهيار الحوار

بعد مقتل عنصرين آخرين على أيدي الأجهزة الأمنية في قلقيلية

خبير متفجرات فلسطيني يتفحص جسما مشبوها بعد اشتباكات بين رجال الامن الفلسطينيين ومقاتلين من حركة حماس تمترسوا في منزل في مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية امس (ا. ب)
TT

دخلت المواجهة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، مرحلة جديدة، بعد دعوة صريحة من كتائب القسام، الذراع المسلحة لحماس، لعناصرها في الضفة الغربية بمعاملة أفراد الأجهزة الأمنية، معاملة الاحتلال، وهو ما يعني مواجهة هذه الأجهزة.

وجاء ذلك في ثاني مواجهة من نوعها في المدينة في أقل من أسبوع في مدينة قلقيلية، قالت حماس إنها أسفرت عن مقتل 3 من عناصر وقادة القسام، هم محمد عطية وإياد الابتلي وعلاء ذياب، لكن اتضح لاحقا، حسب مصادر أمنية في السلطة أن اثنين فقط من عناصر القسام قتلا، بينما اعتقل ذياب بعد إصابته. في المقابل قتل آحد جنود الأمن الوقائي، وجرح آخرون في المواجهات نفسها. وتحللت كتائب القسام من أي اتفاقات لاحقة مع السلطة، عبر إعلانها أن كل المتورطين بقتل عناصرها سيدفعون الثمن. وقال أبو عبيدة، الناطق باسم القسام في مؤتمر صحافي، «كل حوارات الدنيا والاتفاقات لن تمنحهم أمنا».

وحمل أبو عبيدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس وزرائه سلام فياض ووزير الداخلية سعيد أبو علي مسؤولية ذلك، وقال «لا مكان للمساومة»، بعد أن تحولت المعركة مع السلطة، «لمعركة بين المقاومة والاحتلال». كما تطرق أبو عبيدة إلى عدة أسماء لضباط في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وقال «إنهم مطلوبون للقسام، وسنطولهم إن عاجلا أم آجلا». واعتبرت حماس، في بيان، أن استمرار ملاحقة عناصرها قضى على كل فرصة للحوار مع فتح.

وأكدت حماس والسلطة، أن المجموعة التي استهدفت أمس، تتبع المجموعة الأولى التي استهدفت سابقا، وتتهمها السلطة بتخزين وتكديس السلاح والعمل على إعادة «الفوضى». وقال العميد عدنان الضميري، الناطق باسم أجهزة أمن السلطة في مؤتمر صحافي في قلقيلية، إنه عثر على جثث عناصر القسام في سرداب في البناية، وأنهم كانوا يتحزمون بأحزمة ناسفة.

واتهمت حماس الأجهزة الأمنية بقتل عناصرها بإغراقهم بالماء في سردابهم. لكن الضميري امتنع عن إعلان أسباب الوفاة، وقال إن السرداب الذي تواجدوا بداخله تعرض لتسرب مياه عادمة من خط مجاور تحت البناية.

وأكد الضميري أن إعلان أسباب الوفاة سيتم بعد عرض الجثث على الطبيب الشرعي ليحدد أسباب الوفاة والتحقق من هوياتهم. وقال الضميري إن الأجهزة الأمنية أجرت وساطات مع المحاصرين في وقت سابق من خلال بعض الجهات التنظيمية والعائلية، وبحسبه فإنه تم الطلب من وزير المالية في حكومة حماس السابقة عمر عبد الرازق ورئيس بلدية قلقيلية، المحسوب على حماس، بالتدخل، إلا أنه، «على ما يبدو، أن قيادة حماس في غزة رفضت أن يسلموا أنفسهم».

وكانت كتائب القسام قد دعت عناصرها في الضفة قبل يوم من هذه المواجهات، إلى إطلاق الرصاص على كل من يحاول اعتقالهم، «متهمة الأجهزة الأمنية بالعمل بالوكالة عن الاحتلال الإسرائيلي». وتقول السلطة، من جهتها، إن المواجهات بدأت عندما تعرضت قوة من الأجهزة الأمنية، لإطلاق الرصاص من قبل «مجموعة خارجة عن القانون» بينما كانت تقوم بعملها الاعتيادي في شارع كفار سابا في مدينة قلقيلية.

ودعت السلطة وسائل الإعلام وهيئات حقوق الإنسان إلى التواجد في المكان للوقوف عن كثب على حقيقة ما يجري على الأرض، لكنها عادت وأبعدتهم لاحقا.

وبينما أكد اللواء أبو علي، أن السلطة الوطنية لن تسمح لمجموعات خارجة عن القانون بالعبث بأمن الوطن والمواطن، أو المساس بسيادة القانون والنظام، قالت حماس «إن ما يجري ليس بأحداث عابرة، إنما هو مخطط مبرمج وممنهج أحكم إعداده جيدا في ظل لقاءات أمنية إسرائيلية أميركية مع قيادات أمنية في الضفة وبإطلاع وبإشراف عباس وفياض للقضاء على المقاومة، وحماس تحديدا، لتهيئة الأجواء لفرض مشاريع صهيوأميركية على حساب الدم الفلسطيني وعلى أنقاض حقوقنا وثوابتنا».

وتابع فوزي برهوم، الناطق باسم حماس «إننا نحمل فتح وعباس تحديدا جر الساحة في الضفة إلى شلال دماء، وبهذا الهجوم والعدوان من قبل قوات عباس وفتح على حماس وباستمراره يكون أبو مازن وفتح قد قضيا على كل فرص استمرار الحوار أو إنجاحه ونحملهم مسؤولية تدمير كل ما أنجز في حوارات القاهرة، ويكونان قد قطعا كل حبال التواصل وأدخلا الحوار والعلاقة معهما إلى طريق مسدود».