البيت الأبيض يعتمد على التكنولوجيا لتوصيل خطاب أوباما إلى كافة أرجاء العالم

رسائل جوال قصيرة بثت الخطاب بأربع لغات أثناء إلقائه

TT

اعتمد الرئيس الأميركي باراك أوباما، على التكنولوجيا في محطات مهمة في مسيرته السياسية، من الترويج لحملته الانتخابية إلى التواصل مع الشعب الأميركي، من خلال بث خطابه الأسبوعي عبر موقع «يوتيوب» الإلكتروني، بعد أن كان خطابا إذاعيا بالنسبة للرؤساء السابقين. فلم يكن من المفاجئ أن تعتمد إدارة أوباما على التكنولوجيا الحديثة، للتأكد من وصول خطابه إلى أكبر عدد ممكن من المسلمين، إلا أن البيت الأبيض اعتمد على وسائل جديدة للمرة الأولى من ترجمة خطابه إلى 13 لغة خلال ساعات من إلقائه، وإرسال رسائل جوال قصيرة باللغات العربية والإنجليزية والأوردو والفارسية في خدمة مجانية. وأطلقت صفحة جديدة خاصة بخطاب أوباما، على موقع الحكومة الأميركية للتواصل أمس، وحملت الصفحة عنوان «بداية جديدة: التواصل مع العالم الإسلامي». وضمت الصفحة الجديدة تسجيلا للخطاب ومحتواه، بالإضافة إلى وثائق حول سياسات أوباما، التي تهم المسلمين، من المقابلات الصحافية إلى تصريحاته بعد لقاء قادة مسلمين وعرب. وتحت عنوان «الوفاء بوعد التغيير»، سرد الموقع التزامات الرئيس الأميركي تجاه الشرق الأوسط والسلام. وقال الناطق باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، من الرياض قبل ساعات من إلقاء أوباما خطابه في القاهرة: «نقوم بجهود للتأكد من أن يسمع أكبر عدد ممكن من الناس خطاب الرئيس»، مضيفا: «يمكن للمتصلين بأرقام خاصة لوزارة الخارجية الأميركية الحصول على رسائل خلال بث الخطاب، وأيضا الإجابة على هذا الخطاب، وسنجمع هذه التعليقات ونضعها على الموقع الخاص بالتواصل». وأرسل البيت الأبيض رسائل عبر البريد الإلكتروني للإعلاميين تزودهم بتفاصيل الخطاب والتسجيل الكامل للخطاب، بينما أرسلت ترجمة الخطاب باللغات العدة خلال ساعات من إلقائه. وبالإضافة إلى وضع خطاب أوباما بالكامل على موقع «يوتيوب»، جهز البيت الأبيض تسجيلا لـ«مسلمين فخورين بخدمة بلادهم في الحكومة»، يشرح فيه مسلمون العيش في الولايات المتحدة والعمل مع حكومتها. وقالت عفيفة سعيد، في التسجيل الذي طوله 3 دقائق ونصف: «أن أكون مسلمة أميركية يعني العبادة من خلال منظور أميركي». وأضافت سعيد، التي تعمل كمستشارة ثقافية في «يو أس ايد»، المختصة بتقديم المساعدات المادية للمناطق المحتاجة: «عائلتي من كشمير، حيث ولدت، ثم أهلي جاءوا هنا للدراسة، وقد عشت غالبية حياتي هنا.. أشعر بالراحة هنا». وحرصت المواقع الخاصة بالإدارة الأميركية ألا تهتم فقط بنص الخطاب، بل توسيع التواصل مع المسلمين حول العالم، واستماع أرائهم. وبينما أعطى البيت الأبيض فرصة التعليق على خطاب أوباما في مواقعه الرسمية، كانت ردود الفعل الأكثر على مواقع الاتصال الاجتماعية الإلكترونية. وبث البيت الأبيض الخطاب حيا على موقع «فيسبوك» وطلبت من مستخدمي الموقع التعليق على الخطاب. وقال غيبس: «هناك 20 مليون مستخدم في الدول المسلمة للـ«فيسبوك»، فهناك 10 ملايين في تركيا و4 ملايين في إندونيسيا، و1.2 مليون في مصر». وخلال بث الخطاب وبعده، وضع مستخدمون لـ«فيسبوك» تعليقاتهم على الخطاب مباشرة، وقالت حبيبة علي: «أوباما يضع خطابه حسب الموقع الذي هو فيه، لست متأكدة من نواياه»، بينما اعتبرت نانسي الياس من مصر: «كان خطابا رائعا، آمل أن يحميه الله». ويذكر أن البيت الأبيض اعتمد على الآلية نفسها خلال إلقاء أوباما بخطاب التنصيب في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي. وشهد موقع «تويتر» أكثر حركة في ردود الأفعال حول خطاب أوباما خلال إلقائه الخطاب، حيث علق كل من نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح، والملكة رانيا العبد الله، على الخطاب في رسائل قصيرة، إلى مراسلة قناة «سي ان ان» اوكتافيا نصر، التي اعتمدت على تعليقات المشاركين في «تويتر» في تغطية الحدث. وقالت الشابة بري ستانفليد، من سكان نورث كالورينا الأميركية: «أشعر بشعور غريب وارتجاف في جسدي بعد الاستماع لخطاب أوباما»، بينما تساءل أميركي في منتصف الخمسينيات من عمره يدعى ديفيد سموثرز، من ولاية تكساس: «لماذا يستشهد رئيس مسيحي بالقرآن؟»، معتبرا أن الخطاب «يتعامل مع مخاوف المسلمين فقط».