لائحة «14 آذار» الفولاذية في طرابلس معرضة للخرق واستمرار الأحدب في المعركة فتح باب «التشطيب»

عمر كرامي: معرفة النتيجة تحتاج إلى منجمين

TT

«لا نعرف ما الذي يحدث خلف العازل. نعتقد أن الناس لا يصدقوننا القول. هم يقولون إنهم ينتخبون اللائحة كاملة، لكننا غير متأكدين من ذلك». هذا ما قالته مندوبة لـ«تيار المستقبل»، حين سألناها عن توجهات المقترعين، في طرابلس، صباح أمس.

الشك والارتباك، كان حال كل الماكينات الانتخابية في المدينة، طوال يوم الاقتراع، بسبب الإحساس بأن غالبية المواطنين لا يتقيدون، بلائحة الموالاة «زي ما هيي» كما كان متوقعا. وإذ انعكس هذا الانطباع وجوما عند مندوبي 14 آذار، لم تبد الماكينات الانتخابية التابعة للمعارضة والمرشحين المنفردين البالغ عددهم 26 تفاؤلا شديدا. وفضل الجميع انتظار النتائج التي يبدو التكهن فيها أكثر من صعب. والمفارقة الكبرى هذه المرة أن الشوكة التي نغصت صفاء الأجواء الموالية في طرابلس، جاءت من حليف لها هو النائب الحالي مصباح الأحدب وليس من المعارضة، التي يمكنها أن تستفيد من خلاف بيني للموالاة لتخرق لائحة قوية لا بل وفولاذية التركيب لـ14 آذار، رجحت كل الاستطلاعات التي أجريت مؤخرا، أنها ستفوز بالمقاعد الثمانية في المدينة. وطرابلس مدينة سنية بامتياز، تعلن ميلا حريريا كبيرا، اقترعت عام 2005 للموالاة بشكل كاسح. ولجأ زعيم تيار المستقبل هذه المرة إلى تشكيل لائحة قوية، ممن سموا «الديناصورات» الكبار في المدينة تحمل اسم «التضامن الطرابلسي». وهي تضم «نجيب ميقاتي، ومحمد الصفدي، ومحمد كبارة، وأحمد كرامي، وسمير الجسر (سنة)، وسامر سعادة (ماروني)، وروبير فاضل (أرثوذوكسي)، وبدر ونوس (علوي). واضطر «تيار المستقبل» للتخلي عن حليفه النائب مصباح الأحدب الذي أصر على ترشحه منفردا. وفي مقابل لائحة الموالاة شكل عمر كرامي لائحة معارضة تضمه وحده إلى جانب خلدون الشريف. وإذ بدت حظوظ كرامي ضعيفة جدا، في وجه الموجة الحريرية، فإن بقاء مصباح الأحدب على خط الانتخابات قد يغير المعادلة، فالمندوبون كانوا يتحدثون أمس عن تشطيب لاسم أحمد كرامي لصالح مصباح الأحدب، وهو ما يمكن أن يفقد المرشحين معا أصواتا كافية للفوز، وهو ما سيكون لصالح عمر كرامي.

وإذ تكاثف حضور الناخبين في بعض المراكز وخفت في مراكز أخرى، شهدت منطقة باب التبانة الأكثر حساسية من الناحية الأمنية، حضورا كبيرا للجيش وهدوءا شديدا للناخبين الذين كانوا يحذرون بعضهم بعضا، من لوائح «ملغومة» للموالاة ليس فيها اسم نجيب ميقاتي، وغيرها استبدل فيها اسم أحمد كرامي بمصباح الأحدب. وقال بعضهم إن «عمر كرامي باتت له لائحة أكبر من التي أعلنها وهي توزع على الناس». وحوالي الساعة الواحدة ظهرا بدأت تصل على الهواتف رسائل تعلن انسحاب مصباح الأحدب من الانتخابات. خبر علق عليه مندوب من تيار المستقبل: «هذا رجل كله أذى، لا بد أن من خلفه دفعوا له ما كان يريد». واستشاطت مندوبة للأحدب قائلة: «كلها شائعات لو أراد الانسحاب لفعل من قبل». وأصدر الأحدب على الفور بيانا اعتبر فيه أن الشائعات لا تزال تطارده لتنال منه، وأنه ماض في ترشحه. وبعد الظهر كان المرشح المعارض الأبرز عمر كرامي يجلس في قصره «كرم القلة»، محاطا بمحازبيه، وهو يؤكد أنه كان يعرف سلفا، «أن الأجواء تشطيب بتشطيب، والناس لا تريد أن تلتزم بلوائح جاهزة. كل واحد يريد أن يعمل لائحته.