الصومال: أويس حي يرزق.. ويتهم القوات الحكومية باستهداف المدنيين العزل

مجموعة الاتصال الدولية تجتمع غدا في روما ومبعوث الأمم المتحدة يوجه رسالة إلى المشاركين

صوماليون يعاينون سيارة تعرضت لعملية تفجير في أحد شوارع مقديشو أمس (رويترز)
TT

علمت «الشرق الأوسط» أن الشيخ حسن طاهر أويس زعيم الحزب الإسلامي الذي يسعى للإطاحة بالرئيس الانتقالي الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد سيعقد مؤتمرا صحافيا اليوم في العاصمة الصومالية مقديشو يرد فيه على الشائعات التي زعمت نقلا عن مصادر صومالية مناوئة له، أنه قُتل أو أصيب إصابة بالغة خلال الاشتباكات العنيفة التي وقعت مؤخرا بين قوات المتمردين الإسلاميين وميلشيات حركة أهل السنة والجماعة المدعومة من القوات الحكومية للسيطرة على قرية واهبو في إقليم جلجدود بوسط الصومال وعلى مقربة من الحدود الصومالية الإثيوبية.

وقال مقربون من الشيخ أويس وأفراد في عائلته إن المؤتمر الذي كان مقررا عقده أمس قد تأجل إلى اليوم لمخاطبة جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية لنفي خبر أن يكون أويس قد قُتل أو أصيب خلال تلك المعارك التي خفّت حدتها أمس. وفي أول تصريحات له عقب صدور تلك الشائعات، حمل أويس بشدة على القوات الحكومية الموالية للرئيس الصومالي الشيخ شريف واتهمها بتعمد استهداف المدنيين العزل خلال المعارك التي تشهدها مناطق مختلفة في الصومال.

لكن أويس تجاهل تماما الأخبار الخاصة بصحته أو وفاته، واكتفى بردود مقتضبة على ممثلي وسائل الإعلام الدولية الذين سعوا لمهاتفته أمس، فيما انتقد مقربون منه حركة أهل السنة والجماعة واتهموها بمحاولة التشويش على مواقف المعارضة عبر الترويج لمعلومات كاذبة ومغلوطة عن وضع الشيخ أويس.

من جهته، لفت عمر طلحة نائب رئيس البرلمان الصومالي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إلى أن الشائعات الخاصة بوضع الشيخ أويس تتردد بقوة داخل البلاد، لكن أحدا لم يقدم أي دليل مادي بعد على مدى صحتها. وقال مسؤول دولي على صلة بملف الصومال لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يعتقد أن ما أشيع عن إصابة أو مصرع الشيخ أويس صحيح، معتبرا أن الخبر يندرج في إطار التسريبات الإعلامية التي يقوم بها أويس نفسه لوسائل الإعلام الغربية للتشويش على الاجتماع الـ14 الذي ستعقده مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بالصومال في العاصمة الإيطالية روما غدا. ومن المقرر أن يشارك في هذا الاجتماع ممثلون من دول عربية وغربية بالإضافة إلى الولايات المتحدة وعمر عبد الرشيد شارمارك رئيس الحكومة الصومالية وأحمد ولد عبد الله مبعوث الأمم المتحدة لدى الصومال.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الحكومة الإيطالية كانت تخطط لتوجيه دعوات إلى كل أطراف الأزمة الصومالية في الداخل لحضور الاجتماع، قبل أن يعترض المبعوث الأممي على اعتبار أن أروقة الاجتماع ليست المكان المناسب لعقد مفاوضات جديدة بين مختلف الفرقاء الصوماليين. وقال ولد عبد الله لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من العاصمة البريطانية لندن حيث يحضر اجتماعا تنظمه وزارة الخارجية البريطانية مع الجالية الصومالية في المهجر، إن شرعية الرئيس الصومالي الشيخ شريف ليست محل شك وإن الأساس الوحيد للمفاوضات هو استكمال مفاوضات جيبوتي للسلام العام الماضي.

واستبق ولد عبد الله الاجتماعات المقررة في روما بتوجيه رسالة إلى الأطراف المشاركة في الاجتماع عبر «الشرق الأوسط» قال فيها: «نحتاج ونطلب من المشاركين خصوصا الدول المانحة للمساعدات تعجيل المساعدات والدعم المالي وتطبيق توصيات مؤتمر بروكسيل الشهر الماضي». وأوضح المبعوث الخاص للأمم المتحدة أن دولا عربية هي السعودية واليمن والجزائر قد دفعت بالفعل مساهمات مالية في هذا الإطار لدعم الحكومة الصومالية ومنحها الظروف الملائمة لقيامها بالمهام المنوطة بها. وأشار إلى أن اجتماع العسكريين الصوماليين السابقين من عهد الرئيس المخلوع سياد بري الذي انتهى أول من أمس في العاصمة الأميركية واشنطن، قد أصدر توصيات تتعلق باستخلاص العبر حول فشل الدولة الصومالية وكيفية بناء قوات وطنية جديدة.

في المقابل حذر الرئيس الصومالي الشيخ شريف من وجود «خطر حقيقي» من أن يجعل تنظيم القاعدة من بلاده «منطقة استراتيجية» أو أن «يقيم شبكته» فيها على غرار أفغانستان. وأوضح شريف في مقابلة مع صحيفة «ال سول 24 أوري» الإيطالية المتخصصة في الاقتصاد أن «القاعدة ترى في الصومال منطقة استراتيجية أخرى لإقامة شبكتها إضافة إلى أفغانستان. أصبحنا نشكل أولوية لديها ونحن نملك ساحلا طويلا جدا. إنه خطر حقيقي». من جهة أخرى كشف أندرو موانجورا مسؤول برنامج مساعدة البحارة الذي يهتم بمراقبة أخبار القراصنة قبالة السواحل الصومالية لـ«الشرق الأوسط» أن القراصنة يستعدون لإطلاق سراح سفينتَي شحن على متنهما نحو 35 بحّارا بعد مرور بضعة أشهر على اختطافهم. وقال أندرو في اتصال هاتفي من العاصمة الكينية نيروبي إن الخاطفين قرروا ـ على ما يبدو ـ الإفراج عن السفينتين بعدما أدركوا أنهم لن يحصلون على الفدية المالية التي كانوا يطلبونها، لافتا إلى أن عملية إخلاء سبيل السفينتين وطاقميهما البحريين لن تتم بمقابل مادي كبير.