زوجة مرشح رئاسي تنضم لرفسنجاني في التهديد بمقاضاة نجاد

زوجة موسوي أحدثت أمرا جديدا بعقد مؤتمر صحافي ورفضت مقارنتها بميشيل أوباما وتعهدت بإصلاحات للمرأة

زهرة راهنافارد زوجة مير حسين موسوي المرشح الرئاسي المنافس لأحمدي نجاد تتهيأ لعقد مؤتمر صحافي في طهران أمس (رويترز)
TT

يتهيأ الرئيس الإيراني السابق رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني، وزوجة أحد مرشحي الرئاسة البارزين، لمقاضاة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بسبب مزاعم أطلقها خلال مناظرة تلفزيونية، بثت على الهواء مباشرة، الأسبوع الماضي، اتهم فيها أبناء رفسنجاني بالفساد، وقال إن حرم مرشح الرئاسة مير حسين موسوي، حصلت على شهادة دكتوراه مزورة.

وخلال مناظرة تلفزيونية جرت الأربعاء بين أحمدي نجاد ومنافسه حسين موسوي، اتهم الرئيس الإيراني عددا من أنصار موسوي خصوصا أبناء رفسنجاني، بالحصول على مزايا مالية في السابق. وقال أحمدي نجاد، الذي يسعى إلى الحصول على ولاية ثانية مدتها أربع سنوات في الانتخابات التي ستجري الجمعة، إن حكومته تعرضت لهجوم دائم من موسوي ومناصريه ومن بينهم الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي إضافة إلى رفسنجاني.

ولقيت تصريحات أحمدي نجاد ردود فعل قوية خصوصا من مجلس تشخيص مصلحة النظام، أعلى هيئة تشريعية إيرانية يترأسها رفسنجاني. ووجه المجلس رسالة إلى رئيس التلفزيون الحكومي يطالب فيها بتخصيص وقت للرئيس السابق للرد على المزاعم. لكن مدير التلفزيون الإيراني الرسمي رفض الطلب، بحسب ما ذكرت وكالة «ايسنا» الطالبية للأنباء. وطبقا لمكتب رفسنجاني، قال عزة الله زارغمي مدير التلفزيون «في شكل رسمي لا يمكن تلبية هذا الطلب قبل موعد الانتخابات الرئاسية» التي ستجري في 12 يونيو (حزيران).

وجاء في بيان أصدره مكتب رفسنجاني «نظرا إلى أن الدستور قد انتهك، ونكث الرئيس بقسمه، ستتم متابعة هذه المزاعم عبر القنوات القانونية». وصرح محمد هاشمي أحد أفراد عائلة رفسنجاني بأن العائلة سترفع دعوى قضائية بعد الانتخابات. وكان رفسنجاني، الرئيس السابق للبرلمان، قريبا من مؤسس الثورة الإسلامية آية الله الخميني. وخسر رفسنجاني أمام أحمدي نجاد في دورة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2005.

وفي ذات السياق هددت زوجة مير حسين موسوي المرشح الذي يعد أهم منافس للرئيس أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية، برفع دعوى ضد الرئيس لتصريحاته خلال المناظرة المتلفزة. وطعن الرئيس أحمدي نجاد خلال الحوار مع موسوي في الثالث من يونيو (حزيران) في صحة شهادة دكتوراه تحملها زهرة راهنافارد.

وقالت زوجة موسوي في مؤتمر صحافي «على أحمدي نجاد أن يعتذر إلى الأمة الإيرانية ولي شخصيا ولزوجي لأنه انتهك حياتنا الشخصية».

وأكدت أنه إذا لم يفعل فإنها سترفع شكوى ضده خلال 24 ساعة. وأضافت أن أحمدي نجاد «يريد التخلص من خصمه»، عبر هذه الملاحظات. وتابعت «وبعد ذلك اعتقد أنه سيستفز زوجي الآذري وفي النهاية حاول القول إنه لا جدوى من تلقي النساء تعليما عاليا». ويقال عن الآذريين إنهم يولون أهمية قصوى لشرف نسائهم. وخلال الحوار قال أحمدي نجاد دون أن يذكرها إن زوجة موسوي «حصلت على شهادة دكتوراه دون الخضوع لامتحان». وعرض أمام الكاميرا بشكل سريع وثيقة قال إنها نسخة من دكتوراه راهنافارد وعليها صورة امرأة.

ورد موسوي وهو يبدو غاضبا بأن زوجته «مثقفة بارزة اجتهدت خلال عشر سنوات من أجل الحصول على شهادة الدكتوراه». وأعلنت الجامعة الإسلامية الحرة الموازية للجامعات الرسمية والتي تخرجت منها زهرة راهنافارد، أن تلك الشهادة «شرعية وطبق القانون» على ما أفادت وكالة الأنباء «إيلنا».

وأحدثت زهرة راهنافارد أمرا جديدا في السياسة الإيرانية بقيامها بدور نشط في الدعاية لزوجها رئيس الوزراء السابق والمرشح المعتدل للانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي، وقامت بخطوة أوسع أمس عندما دعت الصحافيين إلى مؤتمر صحافي. ورفضت راهنافارد مقارنتها بالسيدة الأولى للولايات المتحدة ميشيل أوباما ولكنها تعهدت بلعب دور مؤثر في تحسين حقوق المرأة في الجمهورية الإسلامية.

وقالت زهرة راهنافارد الأستاذة الجامعية والجدة البالغة من العمر 61 عاما، ويعتقد مؤيدوها أنها من الممكن أن تكون سيدة أولى رائدة لإيران «وجود النساء في حكومة موسوي في منصب الوزيرة هي واحدة من الاستراتيجيات لحملته الانتخابية». وقالت زهرة راهنافارد إن موسوي سوف يعين نساء في مناصب قيادية في الحكومة. وقد استخدمت أكثر من مرة كلمة «نحن» في حديثها عن كيفية تحقيق سياسات زوجها.

وأضافت راهنافارد التي كانت ترتدي شادورا أسود مزينا بغطاء رأس عليه رسوم زهور «لقد رصد ما لا يقل عن موقعين أو ثلاثة مواقع وزارية لسيدات وأيضا العديد من نواب الوزراء والسفراء والمستشارين في حكومته». وهونت من شأن الرأي القائل بأن المحافظين الذين يسيطرون على البرلمان الإيراني قد يحدون من دورها، وقالت إن موسوي سوف يعيد النظر في قضايا المسجونات السياسيات.

ونادرا ما تظهر زوجة الرئيس الإيراني الحالي أحمدي نجاد للعلن. ويعتبر موسوي الذي عمل كرئيس للوزراء خلال الحرب مع العراق التي امتدت بين عامي 1980 و1988 المنافس الرئيسي لأحمدي نجاد. واتهم الرئيس بتبديد الفائض من عائد ارتفاع أسعار النفط، وينادي بعلاقات أفضل مع الغرب لكنه يرفض المطالب بوقف البرنامج النووي الإيراني الحساس. وبينما يعني ابتعاده الطويل عن الساحة السياسية أن الكثير من الناخبين الشباب لا يتذكرونه ساعدت أنشطة زوجته الدعائية الواسعة في إبقائه في دائرة الضوء وحثت أمس الناخبين المترددين على تأييده.