سليمان: إذا فرط اللبنانيون بالديمقراطية فهم الخطر الثاني على لبنان بعد إسرائيل

أبدى رضاه عن سير العملية الانتخابية في جبيل

الرئيس اللبناني ميشال سليمان يدلي بصوته أمس في الانتخابات اللبنانية في قضاء جبيل («الشرق الأوسط»)
TT

أبدى أمس، رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رضاه عن «سير العملية الانتخابية، خصوصا أنها تجرى في يوم واحد». ودعا، عقب إدلائه بصوته في قلم الاقتراع في مسقط رأسه عمشيت في قضاء جبيل، «الفرقاء السياسيين بعد إعلان النتائج» إلى «خفض وتيرة الخطاب السياسي المتشنج، والانطلاق معا إلى بناء لبنان، لأنه إذا استطعنا إصلاح الوضع في لبنان، فالجميع يستفيد. وإذا لم نستطع فالجميع يخسر. ولن يكون هنالك رابح إذا أبقينا التوتر الموجود حاليا». ولفت إلى أن «الخطر الأساسي على لبنان هو الخطر الإسرائيلي. أما الخطر الثاني فمن أهل لبنان إذا فرطوا بالديمقراطية التي نتمتع بها». وفيما قال، إن «الديمقراطية نعمة يمتاز بها لبنان في الشرق الأوسط، ويجب أن نحافظ عليها»، أكد ردا على سؤال أن «الرئيس يدعم كل المرشحين والرئيس تهمه الديمقراطية». وتوجه إلى الناخبين بالقول: «ممارسة دورنا الديمقراطي عمل مهم. ويجب أن يتم بهدوء وفرح لننطلق بعد ذلك إلى بناء لبنان» مضيفا: «الحوار يستمر ولا ينقطع، لكن انعقاد طاولة الحوار مرهون بنتائج الانتخابات، حتى يحضر رئيس الحكومة المقبل». وأكد أن تأليف الحكومة «لا يتعطل. والعنوان الأساسي للحكومة هو حكومة الوحدة الوطنية». ورد على بعض المنتقدين والمتهمين إياه بأنه يتدخل لمصلحة بعض المرشحين، سائلا: «كيف علموا أني أؤيد مرشحين ضد آخرين؟ أنا أؤيد اللبنانيين والمصلحة اللبنانية العامة. وهذا ظاهر في أعمالي كافة». وبالعودة إلى الأجواء الانتخابية، شهدت دائرة جبيل إقبالا كثيفا في بلداتها وقراها المختلفة، إذ بلغت نسبة الاقتراع فيها 63 في المائة. وبسبب خفض عدد أقلام الاقتراع وحصرها في مكان واحد، فضلا عن الحماس الذي ساد النفوس، اضطر المواطنون للوقوف في صفوف طويلة قبل أن يحين دورهم للاقتراع.

وكان المرشح ناظم الخوري، رد على أسئلة الصحافيين عقب اقتراعه في مركز ثانوية عمشيت، قائلا: «احتراما لقانون الانتخابات لن أدلي بأي تصريح كمرشح. واعتبر أن عمشيت بلدة ينتمي إليها فخامة رئيس الجمهورية. وهذا فخر لنا. وقد صرح باسم كل اللبنانيين، وكل أبناء عمشيت، وأكد أن العملية الانتخابية ممتازة». وأعرب عن «ارتياحه الكبير إلى سير العملية الانتخابية. ورأى أن «الناخبين يراعون هذه الانتخابات التي اعتبرها أساسية في لبنان. وفي ضوء ما أرى من إقبال كثيف فإن ذلك يدل على الحس الوطني عند جميع اللبنانيين. ونأمل أن يتجسد بانتخاب مجلس نيابي وطني». أما المرشح على لائحة «التغيير والإصلاح» سيمون أبي رميا، فتمنى أن «يكون هذا النهار (أمس) انتصارا للديمقراطية. ولذلك يبدأ لبنان عيش حالة من الرقي والحضارة». وأمل في أن «يكون التنافس ديمقراطيا، لاسيما أن اللبنانيين يشكلون عائلة واحدة مهما كانت الانتماءات السياسية». بدوره، اعتبر المرشح على اللائحة نفسها، النائب عباس هاشم، أن «لبنان يعيش عرسا وطنيا كبيرا». وأعرب عن تفاؤله «على عكس الكلام الذي أشاعه البعض». ويشار إلى أن عدد ناخبي جبيل، الذين يختارون ثلاثة نواب، يبلغ 75584 ناخبا. وقد خصّص 149 قلما للاقتراع وزعت على 86 قرية وبلدة ومدينة. وقد شهدت انتشارا كثيفا لمندوبي المرشحين ومراقبي الانتخابات من بعثة الاتحاد الأوروبي، والمركز الديمقراطي الوطني وجامعة الدول العربية، وسط تدابير أمنية اتخذتها القوى الأمنية في محيط مراكز الاقتراع، تسهيلا لوصول الناخبين وحفاظا على الأمن. وكانت بورصة الترشيحات الرسمية قد أقفلت عن ترشح 13 شيعيا و12 مارونيا. وكانت جبيل تخوض انتخاباتها بثلاث لوائح، لكن انسحاب النائب السابق إميل نوفل، من لائحة القرار الجبيلي المستقل، والنائب السابق محمود عواد، من لائحة «14 آذار» الخميس الفائت، أعادا خلط الأوراق على الساحة الجبيلية. فاستقر المشهد السياسي على تفاهم انتخابي بامتياز بين المرشحين ناظم الخوري، وفارس سعيد، ومصطفى الحسيني، في وجه لائحة تكتل «التغيير والإصلاح» المؤلفة من النائبين وليد الخوري، وعباس هاشم، والمرشح سيمون أبي رميا.