دائرة بعبدا: الضاحية الجنوبية بيضة القبان والنائب باسم السبع يتعرض للسباب والشتم

رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط يغمس اصبعه في الحبر في أحد مراكز الاقتراع في المختارة أمس (رويترز)
TT

للمرة الأولى تخوض دائرة بعبدا (المتن الجنوبي) الانتخابات النيابية بشكل مستقل منذ اتفاق الطائف، بستة مقاعد، ثلاثة منها للموارنة، واثنان للشيعة، ودرزي واحد. وتنافست على هذه المقاعد لائحتان أساسيتان؛ واحدة للمعارضة، وأخرى للموالاة والمستقلين، بالإضافة إلى لائحة ثنائية تضم الدكتور بيار دكاش (ماروني) وسعد سليم (شيعي)، ومنفردين بعدما انسحب عدد كبير منهم لمصلحة اللائحتين الأساسيتين.

وكان من الطبيعي أن تبدأ جولتنا في هذه الدائرة من ضاحية بيروت الجنوبية التي تعتبر «بيضة القبان» في التنافس المسيحي – المسيحي (70 ألف ناخب ماروني و20 ألفا بين الروم الأرثوذكس والكاثوليك والأقليات) مقابل 35 ألف ناخب شيعي و25 ألف ناخب درزي معظمهم في المنطقة الوسطى والعليا من الدائرة.

وتكتسب المعركة الانتخابية في هذا الجزء الساحلي من الدائرة أهمية خاصة في هذه الانتخابات لكونها أول اختبار لـ «ورقة التفاهم» بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» ولخيار المقاومة بعد الانقسام العمودي الحاد خلال السنوات الأربع الماضية حول هذا الموضوع بالذات. وإذا كانت الغبيري وبرج البراجنة والليلكي تشكل مركز الثقل الشيعي، فإن المريجة وحارة حريك (مسقط رأس النائب ميشال عون ومعقل أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله) تضمان غالبية مسيحية يتوزع أفرادها خارج البلدتين.

وفيما بدت طرقات المنطقة خالية من زحمة السير التقليدية، كانت مراكز الاقتراع خلايا حركة للمقترعين والمندوبين ورجال الأمن. حتى إن نسبة الاقتراع تجاوزت 50% حتى ظهر أمس. وقد تخللتها عدة مظاهر سلبية أهمها الاحتشاد أمام مراكز الاقتراع وانطلاق أصحاب الدراجات بمواكب وسط الشوارع، بالإضافة إلى تعرض النائب باسم السبع خلال عملية الإدلاء بصوته للسباب والشتائم.

ولم يغب الاحتشاد والتدافع عن أقلام الاقتراع في بلدات المتن الجنوبي الكبرى الواقعة كالحدت والشياح وفرن الشباك وعين الرمانة وكفرشيما ووادي شحرور، وخصوصا أن ماكينة «التيار الوطني الحر» وجهت رسائل هاتفية باسم النائب عون إلى ناخبي التيار بالتوجه إلى صناديق الاقتراع بين السابعة والحادية عشرة قبل الظهر.

أما في القرى العليا فكان الازدحام في أقلام الاقتراع أقل. وسيطر الهدوء على وسط الدائرة وجردها، نتيجة خطاب التهدئة الذي اعتمده رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وغياب المرشحين في اللائحتين الذين ينتمون إلى هذه المنطقة. ولوحظ الوجود الأمني الكثيف على ما كان يسمى «خطوط التماس» خلال الحرب الأهلية منعا لأي إشكالات.

وسجلت في دائرة بعبدا، إضافة إلى زحمة المقترعين، بعض الأمور السلبية مثل عدم توافق الأرقام على لوائح الشطب مع الأرقام الموجودة على بطاقات الهوية وتوزيع لوائح «ملغومة» على الناخبين وخصوصا لجهة توزيع الموالين لوائح المعارضة وقد استبدل فيها اسم إدمون غاريوس باسم ناجي غاريوس. وكان لافتا موقف لرئيس «نادي المثقفين للديمقراطية والتنمية» في موريتانيا، محمد الأمين كتاب، وهو من فريق المراقبة العربي، إذ قال: «إن الأماكن المخصصة للاقتراع غير مؤهلة بشكل كاف لاستيعاب أعداد المواطنين الراغبين في الاقتراع. ولهذا تتأخر العملية الانتخابية التي أعتقد أنها لن تنتهي في الموعد المحدد لها، أي عند السابعة مساء».