استطلاع غالوب: 65% من الشباب العربي يفضلون العمل بالقطاع الخاص

32% من الشباب السعوديين يخططون لعمل خاص و37% رفضوا وظيفة عرضت عليهم

37 في المائة من الشباب السعودي قالوا إنهم رفضوا وظيفة عرضت عليهم في وقت سابق (أ.ف.ب)
TT

في أول استطلاع من نوعه على مستوى 20 دولة عربية، كشف مسح أجراه مركز غالوب الأميركي للاستطلاعات أن 37 في المائة من الشباب السعودي قالوا إنهم رفضوا وظيفة عرضت عليهم في وقت سابق، فيما قال 60 في المائة منهم إنهم لم يرفضوا أي وظيفة مسبقا. وتعد هذه النسبة، وفقا للمسح الذي أعلنت نتائجه أمس في قمة الدوحة للشباب، التي تنظمها مبادرة «صلتك». وقال المسؤولون عنه إنه أول استطلاع رأي شامل للشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و29 عاما، وإن الشباب السعودي يتصدر الشباب العربي في رفض الوظائف التي عرضت عليه، في حين أن المتوسط على مستوى الدول العربية هو 19 في المائة، والمتوسط خليجيا 31 في المائة. وكان لافتا أن 95 في المائة من الشباب السعوديين قالوا إنهم سيساعدون بلادهم لتحقيق تقدم كبير خلال العشر سنوات المقبلة. وبحسب الاستطلاع فإن 58 في المائة من الشباب العربي على استعداد للانتقال للعيش في بلد آخر إذا ما عرض عليهم عمل جذاب هناك. ولفت الاستطلاع أن نسبة عالية إلى حد ما من الشباب العربي من الذين لا يمتلكون في الوقت الحالي نشاطا تجاريا يخططون لبدء عمل خاص بهم في العام المقبل.

فعلى سبيل المثال، يقول 38 في المائة من الشباب في تونس والعراق، و46 في المائة في السودان، و32 في المائة في السعودية، إنهم يخططون لبدء عمل خاص بهم في غضون الأشهر الاثني عشر القادمة. وإذا ما قورن ذلك بالشباب الأميركي، نجد أن 4 في المائة فقط منهم، ممن لا يمتلكون نشاطا تجاريا في الوقت الحالي، يقولون مثل ذلك.

وبدد المسح ثقافة توجه الشباب العربي نحو العمل في القطاعات الحكومية، عندما كشف أن 65 في المائة من الشباب العربي يفضلون العمل في القطاع الخاص، في حين كانت النسبة التي قالت إنها تخطط للهجرة من بلدانهم للعمل في الخارج تتراوح ما بين 20 إلى 25 في المائة، وهي نسبة توازي النسبة العالمية التي تصل في معدلاتها إلى 25 في المائة. وقال المسح إن 8 من كل 10 شباب سعوديين (من الجنسين) يثقون في المؤسسات المالية والمصارف في بلادهم، في حين كان لافتا أنه في الوقت الذي قال 66 في المائة من الشباب من الرجال إن الحصول على قرض مصرفي سيكون سهلا، قال 48 في المائة فقط من الشابات السعوديات إن هذه العملية ستكون سهلة عليهن أيضا. وتقول ندى الناشف، المديرة الإقليمية لمنظمة العمل الدولية، إن البطالة في المنطقة العربية ستزداد بنسبة 30 في المائة خلال الثماني سنوات المقبلة.

وبحسب إحصائيات البنك الدولي، فإن العالم العربي بحاجة إلى 6 ملايين فرصة عمل سنويا حتى عام 2020، في حين تصل نسبة الشباب نحو ثلث السكان العرب.

ويعد هذا الاستطلاع، بحسب القائمين عليه، أكبر استطلاع من نوعه ينفذ في العالم العربي، وشمل نحو 10 آلاف شخص في 20 بلدا عربيا وأجري خلال الفترة من فبراير (شباط) وحتى أبريل (نيسان) من العام الجاري، ولم يشمل المسح كل من: عمان وليبيا. ومن المقرر أن ينفذ هذا المسح مرتين في العام، بينما يعد هذا المسح الحالي، وهو الأول، قاعدة بيانات ستخدم مخرجات العمل ومشروعات الأعمال خلال الأعوام المقبلة. وبحسب الإحصائيات، فإن 30 في المائة من المواطنين العرب تتراوح أعمارهم ما بين 15 و29 عاما. وهذه الفئة الديموغرافية، التي يبلغ قوامها 100 مليون شخص وقادرة على العمل، نتجت عن معدلات الإنجاب العالية التي شهدتها الفترة ما بين 1970 و2000، وهي أكبر فئة من نوعها على الإطلاق في المنطقة تسعى لدخول سوق العمل في وقت واحد. ووجه مركز غالوب سؤالا مفتوحا للشباب العربي بغية التعرف على العقبات والمعوقات الأساسية التي تعترض سبل الشباب في الحصول على فرص العمل أو وظائف أفضل تمكنهم من تكوين أسرة وتأسيس منزل الزوجية. وكانت النتيجة أن العقبات والمعوقات الرئيسية التي حددها معظم الشباب تندرج تحت الفئات الرئيسية الثلاث التالية: القصور في الاستعداد من الناحية الاقتصادية، وجاهزية نظام الاختيار، وجاهزية القوة العاملة.

ويعتبر النقص في الوظائف الجيدة، أو ما يسمى بالقصور في الاستعداد من الناحية الاقتصادية، إحدى أكثر العقبات شيوعا على مستوى الشباب الذين تم استطلاع آرائهم. بينما تعتبر الحاجة إلي وجود معارف (واسطة) للفوز بفرصة عمل، أو ما يسمى بجاهزية نظام الاختيار، عائقا آخر كثر الحديث عنه بين أوساط الشباب في كل البلدان التي شملها استطلاع الرأي. حيث اتفق معظم الشباب في كافة البلدان التي شملها استطلاع الرأي، عند سؤالهم بشكل منفصل، على أن وجود واسطة في منصب رفيع هي السبيل الأول للحصول على وظيفة بالنسبة للشاب. أما عدم كفاية التدريب السليم، أو ما يسمى بجاهزية القوة العاملة، فهو من بين التحديات التي تكرر ذكرها على لسان عدد لا بأس به من الشباب في معظم الدول العربية.

وفي خضم التنوع الثقافي والاجتماعي والاقتصادي الكبير الذي يكتنف المنطقة، تظهر الدراسة أن هناك محاور فكر متعددة يتوحد الشباب العربي حولها. ويرى التقرير أن الشباب العربي (رجال ونساء) يرون في أنفسهم عناصر جوهرية في تنمية بلدانهم وتحقيق النمو بها. كما يظهر من وجهات نظر الشباب العربي وجود المقومات والدوافع وروح العمل الحر والقيم التي تؤهلهم كي يكونوا عناصر فاعلة في منظومة التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم.

إلا أن نتائج التقرير تظهر أيضا أن الحكومات وواضعي السياسات تتوفر أمامهم فرصة للانكباب على العمل على عدة بنود مثل التدريب المهني، والتدريب والتوجيه في مجال مهارات إقامة المشاريع، للمساعدة في تحقيق مزيد من التآزر بين المعروض من فرص العمل النوعية وبين طلب المؤهلين من الباحثين عن العمل في العالم العربي. وعند سؤال الشباب العربي عن أهم شيء بالنسبة له (المستقبل المهني، أم الأسرة، أم الدين، أم أشياء أخرى) في السنوات العشر المقبلة، أجابت نسبة كبيرة منهم بأهمية العناصر الثلاثة. ويمثل نقص فرص العمل اللائقة العقبة التي يتكرر ذكرها كثيرا على لسان الشباب العربي بوصفه العقبة الأساسية أمام الحصول على عمل أو وظيفة أفضل ليتسنى لهم البدء في تكوين أسرة. كما يكرر الشباب العربي كذلك ذكر ضرورة وجود معارف (واسطة) للحصول على وظيفة كعائق آخر أمام الحصول على عمل. ويقول ما متوسطه 36 في المائة من المستجيبين من الشباب العربي، إنه من السهولة بمكان الحصول على قرض لبدء مشروع أو نشاط تجاري خاص في بلدانهم.