كشفت مصادر امنية في مدينة كركوك، شمال العراق، ان عناصر مسلحة تسللت الى المدينة مؤخرا بهدف تنفيذ هجمات انتحارية بواسطة احزمة ناسفة تم اعدادها داخل الدروع الواقية من الرصاص والتي تستخدمها قوات الأمن العراقية، فيما قالت الشرطة العراقية ان انفجار قنبلة مزروعة في حافلة صغيرة أسفر عن مقتل سبعة أشخاص واصابة 24 شخصا في محطة حافلات بجنوب بغداد أمس.
وقالت المصادر الامنية في تصريح حصري لـ«الشرق الاوسط» ان «عناصر ارهابية تسللت الى المدينة مؤخرا من جهة الغرب بهدف تنفيذ هجمات انتحارية في المدينة بواسطة احزمة ناسفة تم اعدادها داخل الدروع الواقية من الرصاص والتي يستخدمها افراد الشرطة والجيش العراقي لإبعاد الشبهات عنها وتسهيل عملية التنفيذ».
واضافت المصادر ذاتها، التي فضلت عدم ذكر اسمائها لأسباب امنية، ان «الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة طورت شكل الاحزمة الناسفة عبر ادخال مادتي الفسفور والسي فور اليها وخلطها مع مسامير فولاذية بغية اصابة اكبر عدد ممكن من الاشخاص».
وفي ضوء معلومات استخباراتية دقيقة، نفذت قوة مشتركة من الجيش الاميركي وافراد شرطة الاقضية والنواحي في محافظة كركوك في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية حملة مداهمات في بلدة الشرقاط التابعة لمحافظة صلاح الدين بحثا عن تلك العناصر.
وقال العميد سرحد قادر قائد قوات شرطة الاقضية والنواحي والذي يتولى بنفسه دائما قيادة حملات المداهمة «انه تلقى مسبقا معلومات مؤكدة من مصادر استخبارية بخصوص وجود (12) حزاما ناسفا في منطقة جرداء قرب الشرقاط اعدت من قبل عناصر ارهابية لاستخدامها في الهجمات الانتحارية داخل كركوك، وقد تمكنت قوات الشرطة من الاستيلاء على اثنين من الاحزمة وكانا جاهزين للاستخدام».
وتابع العميد قادر في تصريح لـ«الشرق الاوسط» التي رافق فريقها قوات الشرطة في حملة المداهمة قرب الشرقاط التي تقع الى الغرب من كركوك مسافة 70 كلم «تمكنت قواتنا من القبض على مطلوبين ومشتبه واحد خلال المداهمة وسنواصل حملاتنا في المنطقة لحين العثور على بقية الاحزمة والقبض على العناصر الارهابية الاخرى سواء تلك التي ادخلت الاحزمة الى كركوك وتلك التي من المقرر ان تنفذ الهجمات الانتحارية، وذلك في ضوء المعلومات الاضافية التي حصلنا عليها بعد العملية الاخيرة».
الى ذلك، قتل سبعة اشخاص واصيب 24 شخصا بانفجار ببغداد، واكدت مصادر أمنية «انفجار عبوة ناسفة داخل حافلة صغيرة لنقل الركاب من طراز كيا كانت متوقفة في مرآب ضاحية ابو دشير قرب حي الدورة في جنوب بغداد ما ادى الى مقتل سبعة اشخاص واصابة 24 اخرين بجروح». وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فقد وقع الانفجار عند الساعة السابعة والربع (15،4 تغ). يشار الى ان ابو دشير شهدت عدة تفجيرات في الآونة الاخيرة استهدفت عددا من المقاهي. وتراجع العنف بشكل كبير في العراق خلال العام المنصرم وشهد شهر مايو(ايار) أقل عدد من القتلى المدنيين منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق عام 2003. ولكن القوات العراقية والاميركية لم تقض تماما بعد على أعمال العنف. وتلقي مثل هذه التفجيرات بظلالها على قدرة قوات الامن العراقية على الصمود بمفردها في الوقت الذي تستعد فيه القوات القتالية الاميركية للانسحاب من المدن العراقية بنهاية الشهر الحالي.