الأحزاب اليمينية تسيطر على البرلمان الأوروبي.. وحزب العمال البريطاني أكثر المتضررين

أنصار ميركل وساركوزي وبرلسكوني تقدموا على المعارضة في بلادهم.. وبراون يستعد للمواجهة

زعيم حزب الاستقلال البريطاني «يوكيب» المعادي للاتحاد الأوروبي، والذي حقق نتائج أفضل من حزب العمال في الانتخابات الأوروبية يقف أمام لوحة خلال مؤتمر صحافي في مجلس اللوردات أمس (رويترز)
TT

برزت الأحزاب اليمينية على أنها الفائز الأكبر في انتخابات البرلمان الأوروبي التي أعلنت نتائجها ليل أول أمس، بعد انتهاء التصويت في بلدان الاتحاد الأوروبي الـ27، وسط نسبة إقبال متدنية جدا.

وفي وقت تمكنت فيه الأحزاب اليمينية الحاكمة في كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا من الفوز بفارق كبير عن الأحزاب المعارضة في بلادهم، مني الحزب الاشتراكي الحاكم في اسبانيا وحزب العمال البريطاني الحاكم بخسائر في وجه الأحزاب اليمينية في البلدين. واعتبر حزب العمال البريطاني من أكثر المتضررين بنتائج الانتخابات بسبب الأزمة التي تواجه زعيمه رئيس الوزراء غوردن براون، والأصوات التي تنادي باستقالته منذ أيام. وضيقت النتائج التي وصفت بأنها كارثية على حزب العمال، الخناق على براون الذي واجه أمس استقالة جديدة من حكومته رغم التعديلات التي أجراها نهاية الأسبوع الماضي بعد أكثر من ست استقالات من حكومته. واستقالت أمس وزيرة البيئة جاين كينيدي من منصبها، وقالت للـ«بي بي سي» بعد استقالتها: «علي أن أفعل ما أعتقد أنه الصواب. أنا خائفة على غوردن، ولا يمكنني أن استمر بدعمي له كزعيم». وتراجع حزب العمال إلى مرتبة ثالثة مذلة له مع نيله 15% فقط، أي بتراجع ثماني نقاط قياسا إلى الانتخابات الأوروبية الأخيرة في 2004 (23%). وكان المحافظون الفائز الأكبر في الاقتراع، بحصولهم على 29% أمام حزب الاستقلال (يو كيه اندبندنس بارتي) (17%) الذي ينادي باستقلال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، بحسب نتائج 63 من الـ72 مقعدا بريطانيا أوروبيا. إلا أن حزب المحافظين لم يتمكن من زيادة مقاعده بشكل كبير، بسبب توزيع الأصوات على أحزاب أخرى صغيرة فازت بمقاعد في البرلمان، كان أبرزها الحزب الوطني البريطاني اليميني المتطرف الذي يدخل البرلمان الأوروبي للمرة الأولى بنائبين. وهي المرة الأولى التي تنتخب فيها بريطانيا نائبا أوروبيا منبثقا عن حزب يميني متطرف. والحزب الوطني البريطاني معاد للمهاجرين والمسلمين وينادي بإعادة بريطانيا للبريطانيين البيض. وواجه براون أمس ضغوطا متزايدة للاستقالة في وقت كان يحضر النواب «المشاغبون» من حزبه، لخطوتهم التالية لمطالبة زعيمهم بالتنحي.

وعلى صعيد النتائج العامة، حافظ تكتل الأحزاب الشعبية على تفوقه من حيث أكثرية المقاعد داخل البرلمان الأوروبي، وأظهرت النتائج أن أكبر كتل المحافظين «حزب الشعب الأوروبي» حافظ على مركزه كأكبر قوة في البرلمان الأوروبي للدورة الثالثة، حيث حصل على 267 مقعدا. واحتفل الخضر أيضا بتعزيز موقفهم في البرلمان حيث حصلوا على 6.9 % من الأصوات و51 مقعدا، مقابل 5.5 % من الأصوات و43 مقعدا في البرلمان السابق. ويعد الخضر هم الكتلة الوحيدة التي زادت من نصيبها في الأصوات والمقاعد منذ عام 2004. وسجلت الانتخابات مكاسب مهمة للحركات اليمينية المتطرفة والمعارضة لتوسع الاتحاد الأوروبي في عدد من الدول الأعضاء، ومن بينها النمسا والدنمارك والمجر ورومانيا وهولندا، فيما فاز الحزب الوطني البريطاني العنصري بأول مقاعده على الإطلاق في البرلمان الأوروبي. وقال انتونيو ميسيرولي من مركز السياسة الأوروبي، إن الأحزاب المتطرفة غير متجانسة جدا بحيث يصعب عليها تشكيل كتلة متماسكة. ومن بين 375 مليون ناخب في بلدان الاتحاد، لم يشارك في التصويت أكثر من 43 في المائة.

وفي ألمانيا التي تشغل أكبر عدد من المقاعد في البرلمان الأوروبي (99 نائبا)، حصل محافظو المستشارة الألمانية انجيلا ميركل وحلفاؤهم على 37.9 في المائة من الأصوات متقدمين بفارق كبير على الاشتراكيين الديمقراطيين الذين منوا بهزيمة تاريخية (20.8 بالمائة).

وفي فرنسا، فاز حزب الرئيس نيكولا ساركوزي «الاتحاد من أجل حركة شعبية» بـ 28 في المائة من أصوات الناخبين الفرنسيين وحل بالمرتبة الأولى. ولا شك أن ما حصل في فرنسا يجاري التوجه الأوروبي العام حيث فازت الأحزاب اليمينية ويمين الوسط في عشرين بلدا. والنتيجة أن ساركوزي خرج «مرتاح» من هذا الامتحان الانتخابي وباستطاعته على ضوء استمرار ضعف وتمزق الأحزاب اليسارية في ما بينها، أن يخطط للاستحقاق الرئاسي القادم في عام 2012 بكل هدوء وأمل بالفوز بولاية ثانية.

وفي إيطاليا أيضا فاز حزب سيلفيو برلسكوني لكن من دون أن يحقق هدفه الحصول على أربعين في المائة من الأصوات (35.6 بالمائة). وفي اسبانيا فاز اليمين على الاشتراكيين في حزب رئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو. كما سجل اليمين في البرتغال، بلد رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، فوزا لم يكن متوقعا على اشتراكيي رئيس الوزراء جوزيه سوكراتيس.

وتقدم المشككين في أوروبا سجل أيضا في النمسا، حيث حصلوا على 18 في المائة على غرار لائحتي اليمين المتطرف. وفاز حزب غيرت فيلدرز المشكك في الإسلام فاز في هولندا بـ17 في المائة من الأصوات ليشغل أربعة مقاعد.