مناصرو 14 آذار: فرحون بالانتصار ومتخوفون من تكرار أحداث 7 أيار

النتائج أسقطت مقولة الأكثرية الوهمية وكشفت الحجم الحقيقي للمعارضة

TT

لم ينتظر جمهور «14 آذار» إعلان النتائج الرسمية ليل أول من أمس، ليعيش نشوة الانتصار ويطلق العنان لطقوسه الاحتفالية. وبدأت ترددات «الصدمة الإيجابية» تتجلى في عدد كبير من المناطق اللبنانية منذ الدقائق الأولى لبدء إعلان الماكينات الانتخابية أول ملامح الفوز، فيما بقيت المناطق المحسوبة على فريق «8 آذار» تعيش لحظات الخسارة غير المتوقعة.

لكن تعبير مناصري 14 آذار عن فرحتهم من خلال الزغاريد والرقص وتوزيع الحلوى والمواكب السيارة التي جابت الشوارع طوال ساعات الليل، لم تمنعهم من التفكير بما ستؤول إليه الأوضاع في لبنان بعد الخسارة التي مني بها الفريق الخصم. منهم من تنفس الصعداء بعدما أمضى فترة طويلة من حبس الأنفاس، لا سيما أن المعارضة كانت لأسابيع عدة تعمد إلى نشر أخبار واستطلاعات للرأي ترجح فوزها بالأكثرية، مع ما رافقها من خطابات متشنجة أدخلت المجتمع اللبناني في أجواء تبدل صورة المجلس النيابي. لم تصدق ملاك عثمان ما تعلنه استطلاعات الرأي عن فوز المعارضة بالأكثرية النيابية. وتقول: «من حسبها بدقة كان سيعرف أن الأكثرية ستبقى محافظة على موقعها، لا سيما أن جمهور التيار الوطني الحر كان قد تغير مزاجه منذ وقع عون ورقة التفاهم مع حزب الله. وفي المقابل ترك اعتبار حزب الله اجتياح بيروت في 7 مايو (أيار) 2008 يوما مجيدا، وقعه السلبي في أوساط مناصري تيار المستقبل بشكل خاص». وتضيف «صحيح أنني كنت متوقعة هذا الفوز، لكن أهم إيجابياته بالنسبة إلي هو أنه وضع نهاية لنغمة الأكثرية الوهمية وأنه لولا التحالف الرباعي لم يكن فريق 14 آذار شكل الغالبية في المجلس النيابي. أما الآن فهذه النتائج أظهرت حجم المعارضة الشعبية الحقيقية على الأرض من خلال قانون الانتخاب الذي وافقوا عليه بعدما اجتاحوا بيروت».

ويقول سامي ح. الذي يقيم في منطقة الطريق الجديدة التي تعتبر معقل «تيار المستقبل»: «كان ليل الطريق الجديدة عرسا. لم ينم أبناؤها قبل ساعات الصباح الأولى. ومنذ الصباح الباكر توافدوا لشراء الحلوى والاحتفال بالانتصار. أما عائلتنا فاستفادت من يوم العطلة واجتمعت أمس في غداء احتفالي». كذلك لا يختلف شعور ميريام جبيلي التي كانت تتوقع أن يحصل فريق «8 آذار» على الأكثرية بفارق نائب واحد أو نائبين، وعبرت عن فرحتها بالقول: « كان ينتابني شعور بالكبت منذ أحداث 7 أيار 2008. ولكن الآن أستطيع القول إنني تنفست الصعداء وفشيت خلقي بهذا الانتصار الذي أتى بموازاة تثبيت الثقة بلبنان الذي استطاع أن ينجز الانتخابات بطريقة ديمقراطية، وبرئيس الجمهورية والجيش ووزير الداخلية». وتعتبر أن «صورة الانتصار المزيف التي حاول فريق المعارضة بشكل عام والتيار الوطني الحر بشكل خاص بثها إلى مناصريه عبر الحملة الإعلامية والإعلانية المكثفة، لم تكن إلا محاولة منهم لإيهام الرأي العام، إضافة إلى توقيت إطلاق الضباط الأربعة الذي استغلوه لتشويه صورة الأكثرية. وهذا ممكن أن يكون قد نجح في مرحلة معينة، لكن الواقع أظهر عكس ذلك».

هذه الفرحة لم تمنع سامي من التفكير بما قد تؤول إليه الأيام السياسية اللبنانية المقبلة. وعبر عن هواجسه قائلا: «بالطبع، نشعر بالخوف مما قد يفتعله قادة المعارضة وجمهورهم على الأرض. لكن بالتأكيد هذا لن يظهر قبل مرور بضعة أشهر ليستفيقوا من صدمتهم، لا سيما أنهم كانوا يعيشون وهم الانتصار وجعلوا مناصريهم يصدقون ذلك. لذا، لا بد من أن نقتنع بمقولة أن هذه الانتخابات هي مصيرية بالنسبة إلى لبنان، والتنبه إلى أن خسارة المعارضة قد تكون سببا في تكرار أحداث 7 أيار 2008، خصوصا أن هناك مشكلات تحصل بين مناصري الفريقين ولا يتم الإعلان عنها».