معارك جديدة بين قرويين وطالبان في وادي سوات

العاصمة المالية لباكستان تعاني من جرائم العنف السياسي

TT

قالت الشرطة الباكستانية إن أكثر من ألف قروي تمردوا بعد اعتداء دامٍ في مسجد، كانوا أمس لا يزالون يحاربون مقاتلي طالبان في شمال غربي باكستان قرب وادي سوات، حيث يقاتل الجيش الباكستاني متمردين إسلاميين. وقتل ثلاثة عناصر من طالبان أمس على أيدي سكان دير العليا الذين نظموا أنفسهم ضمن ميليشيا، السبت، للرد على العملية الانتحارية التي أوقعت 38 قتيلا في مسجد، حسب ما أعلن قائد الشرطة المحلية محمد إعجاز خان لوكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح أنه بذلك يرتفع عدد قتلى طالبان على أيدي قرويين إلى تسعة منذ أول من أمس. ودخلت الميليشيا المحلية المدججة بالسلاح إلى ثلاث قرى وأحرقت أكثر من 20 منزلا في هذه المنطقة الواقعة قرب وادي سوات، حيث شن الجيش في نهاية أبريل (نيسان) هجوما على طالبان حليفة «القاعدة». وقال خان إن «المواجهات بين الميليشيا والمتمردين مستمرة في مناطق عدة. ويشارك أكثر من 200 من عناصر طالبان في هذه المواجهات». وبحسب مسؤولين محليين استعاد حوالي 1200 قروي مسلحين ببنادق كلاشينكوف مواقع من المتمردين في شاتكاس وغازيغي على بعد حوالي 20 كلم شرق دير العليا. وقال مسؤول أمني محلي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «مقاتلي طالبان خسروا دعم السكان المحليين وهم محاصرون شرقا وغربا ويفرون من المنطقة بلا أسلحة». والمواجهات بين الميليشيا والمتمردين في دير العليا تثبت مقاومة قسم من السكان لطالبان التي تريد فرض الشريعة الإسلامية. وشجعت الحكومة الباكستانية في الماضي تشكيل ميليشيات لدعم قواتها المسلحة في مواجهة المقاتلين الإسلاميين. ويعتبر الاعتداء الدامي، الذي وقع الجمعة، الأخير في سلسلة اعتداءات ضد مدنيين وقوات الأمن، ردا للمتمردين على الهجوم العسكري على وادي سوات لوقف تقدمهم إلى وسط البلاد.

وفي كراتشي قالت الشرطة الباكستانية أمس، إن موجة من أعمال العنف المتبادلة بين الفصائل السياسية تجتاح مدينة كراتشي، أكبر المدن الباكستانية، حيث قتل 26 شخصا على الأقل من الجماعات المتناحرة خلال أسبوع. وميناء كراتشي هو البوابة الرئيسية للإمدادات العسكرية الغربية المتجهة إلى أفغانستان، ويمكن لغياب الأمن أن يعطل عمليات الشحن ويزيد الضغط على حكومة إسلام أباد. وعلى الرغم من أن العنف اقتصر على ضربات ثأرية متبادلة فإن هناك مخاوف من أن تندلع اشتباكات في شوارع العاصمة المالية لباكستان التي يوجد بها أيضا أكبر ميناء وتتركز فيها أسواق المال. وتجاهلت أسواق الأوراق المالية بدرجة كبيرة أعمال العنف، لكن محللين يرون أن أي تصعيد للعنف قد يضر الأسواق الهشة. ويدور العنف في المدينة، التي يعيش فيها 16 مليونا، بين القوة السياسية الرئيسية في كراتشي، وهي الحركة القومية المتحدة، وفصيل منشق يعرف باسم حركة المهاجر القومية أو جماعة الحقيقة. وقال وسيم أحمد، قائد شرطة كراتشي لـ«رويترز» إن 26 قتلوا في هجمات محددة هذا الشهر وحتى أمس، وإن غالبية القتلى أعضاء في الفصيل المنشق. وصرح مسؤولون آخرون بأن خمسة أشخاص قتلوا أمس. وتتصاعد المخاوف من أن تسبب التوترات بين «حركة متحدة قومي»، التي تتحدث اللغة الأردية والشريكة في الحكومة الوطنية، وبين جماعة «حقيقي» الانفصالية، في إثارة اشتباكات دموية في المدينة التي يبلغ تعداد سكانها 16 مليون نسمة. وقال مسؤول الشرطة، رفيق جول، إنه تم استهداف عناصر أغلبهم من أعضاء جماعة حقيقي في جرائم إطلاق نار على جانب الطريق رغم أن عددا قليلا من أنصار حركة متحدة قومي وحزب عوامي الوطني التابع لقومية باشتون وحزب جامعة الإسلام، قد لقوا حتفهم أيضا. ويزخر تاريخ كراتشي بأعمال العنف العرقية والطائفية ولكنها ظلت هادئة نسبيا خلال الأعوام الماضية. وجاء تصاعد الاضطرابات في حين تخوض قوات الأمن الباكستانية معارك عنيفة في وادي سوات شمال غربي البلاد والمناطق المجاورة له «للتخلص» من مقاتلي طالبان بعدما انتهكوا اتفاق سلام مع الحكومة الإقليمية.