نصر الله يقبل نتائج الانتخابات بـ«روح رياضية» ويدعو الأكثرية إلى مكاشفة اللبنانيين حول المرحلة المقبلة

شدد على أن لا أحد يستطيع أن يفعل شيئا مع المقاومة المحتضنة شعبيا

أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله
TT

أعلن «حزب الله» أمس قبوله نتائج الانتخابات النيابية «بكل روح رياضية»، معتبرا التصويت الكثيف في دوائر الجنوب والبقاع والضاحية ذات الغالبية الشيعية هو «استفتاء على تمسكهم بخط المقاومة»، معتبرا أنه رسالة مفادها «أن المقاومة ليست قطعة سلاح نناقشها»، وقال «لا داعي للقلق، فموضوع المقاومة طالما هو محتضن شعبيا لا أحد يستطيع أن يفعل شيئا مع المقاومة الشعبية».

ودعا نصر الله الأكثرية البرلمانية إلى «تحديد كيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة، وتحديد أولوياتهم بأي عقلية سيتصرفون وبأي روحية سيتعاطون مع الشأن العام»، متسائلا عما إذا كانوا «استفادوا من التجارب الماضية» في إشارة إلى السنوات الأربع الماضية التي شهدت صراعات سياسية وغير سياسية بين فريقي الأكثرية والمعارضة.

وأشاد نصر الله في كلمة متلفزة ألقاها ليل أمس، تزامنت مع عودة ظاهرة إطلاق الرصاص في الهواء ابتهاجا بظهوره المتلفز، بـ«جميع الوزارات والإدارات ولا سيما الجيش والقوى الأمنية، على إدارتهم لهذه العملية وعلى محافظتهم على الأمن والسلم وإتاحة الفرصة للبنانيين أن يقترعوا ويعبروا عن آرائهم»، وهنأ الفائزين، معلنا «قبول النتائج المعلنة من قبل وزير الداخلية بكل روح رياضية»، وإذ أشار إلى أن «الطعن أمام المجلس الدستوري شأن آخر»، قال «نحن نقبل النتائج، نقبل أن الفريق المنافس نال الأغلبية من مقاعد المجلس النيابي، مع أن المعارضة حافظت على مجموع أعضائها السابقين، ونحن نسلم بغالبية النواب، وقد تكون الغالبية النيابية غالبية شعبية أو قد لا تكون، وهذا مراكز الدراسات والإحصاء يمكن أن يراجع الأعداد لتحديد من يحوز شعبية أكبر»، مشيرا إلى قبول النتائج «بمعزل عن الوسائل التي استخدمت من إنفاق مالي هائل ستتضح معالمه مع الأيام، ومع تحريض مذهبي وعنصري، واتهامات وأكاذيب هدفها تخويف الرأي العام وخصوصا في بعض الدوائر، ومن تدخلات خارجية ومكشوفة»، مشددا على أن «هذا لن يؤثر على قبولنا للنتائج». ورأى نصر الله أن أكاذيب كبيرة قد سقطت، منها القول إن المعارضة لن تسمح بإجراء انتخابات، وإنه إذا أجريت الانتخابات بحال وجدت أن الأمر غير ذاهب لصالحها فسوف تخرب الوضع، أو إذا خرجت النتائج فالمعارضة لن تقبل بها وتعتبر الانتخابات غير مشروعة وتؤزم الوضع الأمني»، ووضع في إطار «الأكاذيب» أيضا ما قيل عن «عدم إمكانية إجراء الانتخابات في ظل وجود سلاح المقاومة، وقد جرت الانتخابات في ظل وجود ترسانة سلاح للمقاومة، ومع ذلك لم يحصل أي إشكال، وكذلك انتهينا من كذبة تقصير ولاية الرئيس».

وأشاد بقيادات المعارضة «التي سعت للحصول على الغالبية من أجل خدمة هذا المشروع الإصلاحي وليس من أجل الهيمنة على السلطة»، وقال «بذلنا كل الجهود الشرعية للحصول على الأكثرية وواجهنا الحرب الكونية علينا وخضنا هذه المعركة الكبرى، لم نستطع خدمة مشروعنا الإصلاحي من موقع الأكثرية، وهذا لا يعفينا من خدمته من أي موقع آخر، سواء كنا معارضة نيابية خارج الحكومة أو داخل الحكومة، وهذا خيار مفتوح على كل التوجهات». وقال «نحن معنيون في المعارضة للتشاور قريبا بشأن الاستحقاقات المقبلة من انتخاب رئيس مجلس ورئيس حكومة وتشكيل حكومة، وهذا بحاجة لدراسة وتفاهم وتشاور بين قوى المعارضة» وتحدث نصر الله عن الكثافة التي شهدتها الدوائر ذات الغالبية الشيعية، والتي قال إنها «كانت عالية جدا وفاقت بعض الدوائر التي كانت فيها منافسة حادة أو عالية»، معتبرا أنها «استفتاء على تمسكهم بخط المقاومة». وقال «لم يكن أحد يلزم هذه الناس بالانتخاب، خصوصا أنه لم يكن هناك منافسة، الرسالة هي أنه خيار المقاومة، وبالتالي هذا الخيار هو تعبير عن إرادة هؤلاء الناس وخيارهم، والرسالة الثانية هي أن المقاومة ليست قطعة سلاح نناقشها، هذه النقطة نناقشها على طاولة الحوار، لا داعي للقلق، فموضوع المقاومة طالما هو محتضن شعبيا لا أحد يستطيع أن يفعل شيئا مع المقاومة الشعبية، وهذا الكلام قلناه قبل الانتخابات بمعزل عن من يفوز». وبعدما وصف الانتخابات بـ«الإنجاز الوطني الكبير»، قال نصر الله «إن فرصة قيام دولة قوية قادرة ما زالت ممكنة، ونحن متفقون أن هناك تحديات كبيرة تواجهنا على مستويات متعددة جدا، وأعتقد أننا يجب أن نصل إلى قناعة أن إنقاذ البلد وحل مشاكله والحفاظ على سيادته واستقلاله هو بحاجة إلى تعاون الجميع وتكاتفهم بمعزل عن شكل هذا التعاون وهذا التكاتف (...) ولكن هذا يرتبط بالدرجة الأولى بالغالبية النيابية الجديدة، ما هي أولوياتهم، وبأي عقلية سيتصرفون، وبأي روحية سيتعاطون مع الشأن العام، وهل سيستفيدون من التجارب الماضية، وهل سيُخطئون في تحديد الأولويات؟ الفريق الذي أصبح غالبية يحتفظ بحق تقرير كيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة، والمعارضة التي حافظت على موقفها، لها دورها ولا تستطيع أن تخلي الساحة، ولكن بالدرجة الأولى هو (فريق الأغلبية) الذي يجب في المرحلة المقبلة أن يُكاشف اللبنانيين، لأننا بلد الشفافية والصدق فيه عنصر مهم جدا، ولنحاول أن نبني جمهورية على الصدق ونكف عن بناء سلطة على أكاذيب ومخاوف وتهديدات».