نائب رئيس الوزراء العراقي: اجتثاث البعث كان سياسيا.. والانتخابات ستعالج المصالحة

العيساوي في واشنطن للترويج لاتفاقية الإطار الاستراتيجي.. والمالكي الشهر المقبل

TT

صرح نائب رئيس الوزراء العراقي رافع العيساوي بأن «قضية المصالحة تم الحديث عنها ولكن لم يتم تطبيق هده النظرية». وأضاف أن «اجتثاث البعث كان سياسياً بدلا منه قضائيا»، معبراً عن تفاؤله بـ«معالجة الانتخابات المقبلة هذه القضايا من خلال الانفتاح على هؤلاء»، في إشارة إلى أبناء الصحوة والبعثيين السابقين الذين لم يجرموا. وجاءت تصريحات العيساوي في مركز «كارنجي للسلام الدولي» في واشنطن أول من أمس في مستهل زيارة إلى العاصمة الأميركية حيث التقى عددا من المسؤولين الأميركيين بما فيهم مستشار الأمن القومي الأميركي جيمز جونس ووكيل وزارة الخارجية الأميركية جون ستاينبريغ. وشدد العيساوي على أن زيارته تهدف إلى تنشيط اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي وقعت بين العراق والولايات المتحدة نهاية العام الماضي، موضحاً أنه من الضروري النظر إلى العلاقات بين البلدين خارج العلاقة الأمنية البحتة. وقال العيساوي الذي يرأس إحدى اللجان الخمس المختصة بتنفيذ الاتفاقية: «نريد بناء علاقات طويلة مع الولايات المتحدة، والتركيز على هذه الاتفاقية المهمة». وكانت تقارير قد أشارت إلى أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بصدد زيارة واشنطن الشهر المقبل للغرض ذاته.

وعدد العيساوي التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية أمام العراق، معتبراً أن تعديل الدستور ومعالجة قضية اجتثاث البعث والتعامل مع الصحوات، بالإضافة إلى تحديد مستقبل المناطق المتنازع عليها أهم التحديات السياسية. وقال: «نخشى من أن تنعكس طريقة معالجة ملف أبناء العراق (الصحوات) سلباً على البلاد». وفي ما يخص الاستعداد للانتخابات المقبلة، قال العيساوي إن هذه الانتخابات ستؤثر على مستقبل العراق وشكل الدولة، موضحاً: «على الرغم من أن الدستور يعتبر العراق دولة فيدرالية، لم توضح حتى الآن شكل هده الدولة وما زالت هناك مطالب لتعديل الدستور». وأضاف: «على الرغم من الحديث عن الفيدرالية هناك كثيرون ملتزمون بالنظام المركزي، مطالبة الناس بالقانون تدفعهم باتجاه المركزية ولكن آراء الناس تتغير كثيراً». وتوقع العيساوي أن «تغير الانتخابات المقبلة الكثير في العراق»، مشيراً إلى إمكانية أن «يجد الليبراليون أنفسهم في الانتخابات المقبلة». وتحدث العيساوي، وهو من مواليد الفلوجة في محافظة الأنبار، عن أهمية «التقريب بين وجهات النظر في العراق» والابتعاد عن النعرات الطائفية والإثنية. وشرح أن هذا كان سبباً وراء قراره ترك الحزب الإسلامي العراقي، موضحا: «عند قراءة الوضع العراقي اعتبرت أنه من الخطأ أن تمثل برنامجاً صغيرا أو محدوداً لفئة واحدة من الشعب». وأضاف: «أنا لا أتحدث باسم السنة أو الشيعة، أريد أن أتحدث باسم كل العراقيين ومن الأفضل أن نقدم نموذجا واسعا». وأكد العيساوي أن «المشاريع الوطنية والشخصيات الوطنية والبعيدة عن الطائفية هي التي ستتقدم في الانتخابات المقبلة». ولكنه أشار إلى أن العقبة الرئيسية أمام هذه الشخصيات الوطنية «اللوائح المغلقة التي لا تسمح للمواطنين باختيار مرشحين معينين»، مطالبا بتعديل قانون الانتخابات. وفي ما يخص تصريحات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حول حكم الأغلبية والتغلب على الحكم من خلال التوافق، قال العيساوي: «نحن في مرحلة انتقالية، وليس هناك حزب رابح وحزب خاسر». وأضاف: «لا يمكن عزل طرف ما، على سبيل المثال إذا ا شكلنا حزبا واحدا سنعزل الأكراد ومن الصعب أن نتخلى عن التوافق في العمل السياسي». واعتبر العيساوي أن تصريحات المالكي «مقترحا فقط وليس مشروعاً». وأكد العيساوي على الالتزام بتطبيق الاتفاق بين العراق والولايات المتحدة لسحب القوات الأميركية من العراق، مشدداً على أن العمل مستمر على «سحب القوات من المدن الأساسية وبناء قدرات القوات العراقية لتغطية أي فراغ أمني مع الانسحاب». واعتبر أن قدرة القوات العراقية على حماية إجراء الانتخابات المحلية الأخيرة دليلا على قدرات القوات العراقية، ولكنه أشار إلى «التهديدات المتزامنة مع انتقال القوات الأميركية إلى التدريب والدعم اللوجستي». وعبر العيساوي عن «الخوف من انهيار الاقتصاد العراقي وخاصة بسبب تراجع النفط والمشاكل في وزارة النفط». وأضاف أن انهيار الاقتصاد العراقي مهدد بسبب الفساد الذي هو «نوع آخر من الإرهاب». ورداً على سؤال حول ترك نائب رئيس الوزراء العراقي الآخر برهم صالح منصبه من أجل تولي حكومة إقليم كردستان، قال العيساوي: «الدكتور برهم أحد أقرب أصدقائي ونعمل كفريق واحد في الحكومة وهذا القرار بسبب الاتفاق في إقليم كردستان، فهو أمر عائد للأكراد ليس لنا». وأضاف: «إنها خسارة كبيرة لنا في بغداد ولا أعلم من سيعين بدله لكن آمل أن يكون البديل بجودة الدكتور برهم».