عراقيون: السياسيون ألبسوا مشاكلنا ثوباً طائفيا وبعضهم يتحدث وكأنه خطيب جمعة

TT

يرى العديد من العراقيين أن السياسيين، ومن خلال خطاباتهم وتصريحاتهم، يثيرون النعرات الطائفية من خلال تصريحاتهم في أي قضية سياسية، بينما يرى عدد آخر منهم أن بعض رجال الدين يساهمون في الأمر ذاته، من خلال خطب الجمعة ومن اعلي منبر ديني عند المسلمين على اختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم.

وهذا الأمر بينه استطلاع للرأي في عموم المحافظات العراقية، قام به المركز الوطني للإعلام العراقي، التابع لرئاسة الوزراء.

ويرى علي خليل، وهو من أهالي منطقة النعيرية شرق العاصمة بغداد، انه غالبا ما كان يذهب إلى صلاة الجمعة، ويقول، إن «هناك خطباء سنة يصفون الشيعة بأنهم (إخواننا الشيعة)، وفي الجوامع الشيعية يقول الخطباء (إخواننا من أبناء العامة) في إشارة للسنة»، ويضيف، أن «الخطباء عموما يبدأون الحديث بشكل قد يسيء لهذه الفئة أو تلك، الأمر الذي يجعل بعض المصلين يلتفتون إلى بعضهم بعضا، وكأنهم يرفضون هذا النوع من الخطاب؛ لان على الخطيب القول (نحن المسلمون) أو (إخواننا المسلمون) من دون أن يفرق بين شيعي أو سني».

من جانبه، يؤكد صلاح عبد الرزاق، وهو موظف حكومي أن «السياسيين لبسوا عباءة الدين، واعتبروا أنفسهم يقفون على منابر الجمعة، وبدأوا يحرمون ويحللون ما يجاز للعراقيين وما لا يجاز لهم»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أن «بعض الساسة يحاولون أن يبسطوا سلطتهم من خلال التأثيرات الدينية، خصوصا على الفقراء، باعتبارهم الغالبية في العراق، وهم لا يعلمون أن العراقيين قد أدركوا اللعبة مبكرا وما عادوا ينخدعون بالكلمات».

وكشفت نتائج الاستطلاع الحكومي أن نحو (38%) من العراقيين يعتقدون أن تصريحات بعض رجال الدين وبعض البرامج الدينية تعد سببا في إثارة الفتنة الطائفية، فيما يرى نحو (43%) منهم أن تصريحات بعض السياسيين وبعض البرامج السياسية هي التي تثير الفتنة الطائفية. وقال حسن الشمري، عضو مجلس النواب العراقي ورئيس كتلة حزب الفضيلة في مجلس النواب، إن «المشكلة في العراق سياسية ألبسوها ثوبا طائفيا» مؤكدا، أن «تصريحات السياسيين هي التي تدعو الشعب العراقي إلى التمسك بالطائفية ومحاولة جره إلى نزاعات مجتمعية، هي بعيدة كل البعد عنه».

وقال الشمري لـ«الشرق الأوسط»، إن «السياسيين حاولوا من خلال استخدام الخطاب الديني أن يخندقوا بعض الطوائف حولهم، في محاولة لخلط الأوراق، لكنهم لا يعلمون أن هذا الأسلوب فاشل جدا مع الشعب العراقي».

وبين الاستطلاع أيضا، أن نحو 81% من الذين يفضلون مشاهدة البرامج الدينية عبر القنوات الفضائية، حيث ذهب جل هؤلاء إلى أن القنوات الفضائية هي مصدر مهم لإثراء الثقافة الدينية.