محافظ نابلس: ضبطنا خرائط أنفاق ومليون يورو لدى حماس معدة لشراء أسلحة وتنفيذ هجمات

السلطة متخوفة من تصعيد إسرائيلي بالضفة للتملص من الضغوط الأميركية

TT

كشف جمال محيسن محافظ مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، التي توصف بأنها أحد معاقل حركة حماس، أمس عن إحباط خطط لمهاجمة مقاطعة نابلس ومقار أمنية أخرى. وقال محسين لـ«الشرق الأوسط»، إن الأجهزة ضبطت مبلغ مليون يورو، و21 ألف دينار أردني لدى حماس في نابلس كانت معدة «لتمويل شراء أسلحة وتنفيذ هجمات».

وقال محيسن، «حماس حركة مخترقة من الإسرائيلية واهدافهم تلتقي معهم، وما يحدث يخدم إسرائيل». وتابع القول إنهم يحاولون إحداث قلاقل في الضفة ليقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الفلسطينيين فشلوا في تحقيق الأمن.

وعلم أن الشخص الذي اعتقلته السلطة هو وجيه أبو عيدة، وهو مهندس، ينتمي لحماس، وكان معتقلا لعدة سنين لدى إسرائيل وأكد محيسن ذلك، وقال، «هو اعترف أثناء التحقيق على مكان الأموال». وأضاف، «كان يضع مبالغ مالية كبيرة في «حمام» منزله، مقسمة لمجموعات وملفوفة بورق بلاستيكي وأخرى في مخزن آخر». وأشار محافظ نابلس، إلى أنه تم ضبط خرائط في المخزن لأنفاق تقود إلى مقر المقاطعة، وأوراق تشير إلى صرف مبالغ مالية لشراء أسلحة.

أما حول طريقة إدخال حماس لهذه الأموال، رغم كل هذا التشديد، قال محيسن إن حماس لجأت إلى استغلال النساء، والمرضى المسافرين، لإدخال الأموال. وأوضح «فتحوا حسابات باسم 500 امرأة في نابلس، بحيث يقومون من غزة والخارج بتحويل مبالغ مختلفة لهن، ومن ثم تقوم بعض النساء بتجيمع كل ما تم تحويله». وأوضح أن بعض المسافرين تورطوا أيضا في نقل أموال لحماس، وكذلك عن طريق بعض التجار، عبر إدخال بضائع ومن ثم بيعها. وتشن السلطة حربا لا هوداة فيها على مصادر تمويل حماس، وتعتقل العشرات بتهم غسيل الأموال وحيازة الأسلحة. وأكدت مصادر أمنية فلسطينية اعتقال بعض النساء من حماس في مدينة قلقيلية، بسبب «إيوائهن مطاردين والمساعدة على تحويل أموال لحماس».

وقالت حماس، في بيان، أمس «إن إقدام قوات أجهزة عباس ـ دايتون (المنسق الأمني الأميركي) على اختطاف العلماء وقادة الحركة وزوجات الأسرى وتعذيبهم والتنكيل بهم في الوقت الذي يوجد فيه وفد حركة فتح في القاهرة، مؤشر خطير وتجاوز للخطوط الحمراء وإفشال متعمد للجهود المصرية».

واتهمت حماس، فتح، بأنها «تتخذ من الحوار غطاء واضحا وكسبا للوقت لاستكمال المشروع الاستئصالي لحركة حماس استقواء بالعدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني وقواه الحية والفاعلة».

واعتبرت الحركة «أن استمرار هذا السلوك غير المسؤول من قوات عباس وحركة فتح الذي يستهدف القيادات والعلماء وحرائر الشعب الفلسطيني وتزامنه مع الجهود المصرية لرأب الصدع في الساحة السياسية الفلسطينية، تخريب متعمد لكل ما توصلت إليه الأطراف الفلسطينية، وتحديدا «حماس» و«فتح»، في حوارات القاهرة».

إلى ذلك تبدي مصادر أمنية رفيعة، في السلطة الفلسطينية، قلقا بالغا من إقدام إسرائيل على زعزعة الاستقرار الأمني في الضفة الغربية، وإحداث قلاقل عبر تأجيج حالة المواجهة بين السلطة وحركة حماس. وقالت المصادر، لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك خوفا حقيقيا من أن تقدم إسرائيل على تنفيذ مخططات تعيد الفوضى، إلى الضفة، حتى تستخدمها ذريعة للتهرب من أي التزامات سياسية.

وترى المصادر، أن حكومة بنيامين نتنياهو في وضع حرج الآن، بعد الضغوط التي يمارسها الرئيس الأميركي باراك أوباما عليها، «والمخرج الوحيد أمامه (نتنياهو) أن تعود الفوضى إلى الضفة حتى يقول لأوباما، إن الفلسطينيين غير مؤهلين بعد لحكم أنفسهم».

وبحسب المصادر الأمنية، فإن نشاطا بدا ملحوظا وزاد أخيرا لعناصر من حماس في مدن الضفة، أحبطت منها عدة محاولات لاستهداف أجهزة أمنية ومسؤولين في هذه الأجهزة.

وردا على سؤال عما إذا كان بكلامه هذا يتهم حماس بأنها تتعاون مع الإسرائيليين قال، «لا.. لا أتهمهم بذلك، لكن حماس مستفيدة من حالة الفوضى مثل إسرائيل، ويمكن أن تغض إسرائيل الطرف عن نشاطها الآن».

وكان صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، قد حذر من أن تلجأ إسرائيل إلى ما سماه «حرق» الضفة الغربية للتهرب من أي استحقاق سياسي. وبعد ظهر أمس، أحبط حرس الرئاسة المرافق للطيب عبد الرحيم، أمين عام الرئاسة، محاولة لدهسه في رام الله. وصرح مصدر أمني مسؤول بأنه «أثناء مرور أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، بسيارته في شارع الإرسال برام الله، فوجئ بسيارة تسير بسرعة جنونية مندفعة باتجاه سيارته، وحاول الحرس منعها عبر إشارات بأيديهم وإطلاق صافرات الإنذار عدة مرات». وتقدمت سيارة الحرس باتجاهها إلا أنهم صدموا سيارة الحرس، واستمرت بالتقدم باتجاه الناحية اليمنى لسيارة أمين عام الرئاسة في محاولة لصدمها من الجهة اليمنى، فاضطر الحرس للتعامل معها بإطلاق النار باتجاه إطارات السيارة، مما نتج عنه إصابة سائق السيارة المذكورة، علما بأن الحرس كان يرتدي الزي الرسمي، ويستقل سيارة عسكرية تحمل شارة الحرس الرئاسي. وقد تولت الأجهزة الأمنية التحقيق بالحادث. ونقل السائق واسمه عوض عاطف عيسى، 26 عاما وهو من رام الله، إلى مستشفى الشيخ زايد في المدينة لتلقي العلاج، ووصفت جراحه بالمتوسطة.