الجيش الباكستاني يدعم ميليشيا تحارب طالبان

إنفجار في بيشاور * الباكستانيون ينحازون لحكومتهم

صبي باكستاني هرب من جحيم المعارك في وادي سوات يتذوق طعم الآيس كريم في معسكر الشيخ شهزاد التابع لمنظمة يونسيف (رويترز)
TT

ذكرت الشرطة أن خمسة قتلوا وأصيب 32 أمس في انفجار هائل داخل فندق «بيرل كونتيننتال» الفخم في مدينة بيشاور شمال غربي باكستان. إلى ذلك قدم الجيش الباكستاني الدعم لميليشيا موالية للحكومة تحارب طالبان في منطقة بشمال غربي البلاد أمس، في الوقت الذي قالت فيه الولايات المتحدة إن باكستان تحقق مكاسب في هجومها على المتشددين. وشن الجيش الباكستاني هجوما كبيرا في وادي سوات والمناطق المجاورة إلى الشمال الغربي من العاصمة في أواخر أبريل (نيسان)، بعد أن استغل مقاتلو طالبان اتفاق سلام في محاولة بسط نفوذهم في مناطق أخرى. وردا على ذلك كثفت طالبان من التفجيرات، ويعتقد أنها وراء تفجير انتحاري في مسجد في منطقة دير العليا قرب سوات مما أسفر عن سقوط نحو 40 قتيلا يوم الجمعة. وكرد فعل غاضب من الهجوم، شكل سكان القرى ميليشيا أطلق عليها اسم «العسكر» من نحو 500 رجل وبدأوا قتال المتشددين يوم السبت في محاولة لإجبارهم على الخروج من المنطقة. وقال رحيم جول وهو ضابط شرطة كبير لـ«رويترز» في مكالمة هاتفية، إن طائرتي هليكوبتر هاجمتا المتشددين الذين كان يحاصرهم مقاتلو الميليشيا في المنطقة. ومضى جول يقول: «لا بد أن هناك قتلى وجرحى من المتشددين، ولكننا لا نعلم في الوقت الراهن» مضيفا أن الميليشيا بدأت تزيد حجما مع انضمام المزيد من الأفراد والسيطرة على مناطق أكبر بعد اشتباكات عنيفة. وفي السابق لم يساعد الجيش الميليشيا لأنها كانت تخوض قتالا متداخلا مع طالبان وكان الجيش قلقا من احتمال استهدافها على سبيل الخطأ. وأعلن الجيش أمس أن 14 من المتشددين لقوا حتفهم أثناء القتال. وكان العمل الذي قام به سكان القرى الأحدث في سلسلة من المواقف التي يتحول فيها سكان ضد طالبان في الأسابيع الأخيرة، مما يبرز تحولا في الرأي العام تجاه هذه الحركة المتشددة. والولايات المتحدة راضية عن إصرار الحكومة والجيش في الهجوم على وادي سوات. وتحتاج واشنطن لدعم إسلام آباد المتواصل للمساعدة في القضاء على تنظيم القاعدة وللقضاء على دعم المتشددين لطالبان الأفغانية.

ولقلق الولايات المتحدة من احتمال انزلاق باكستان النووية إلى فوضى، انتقدت معاهدة وقعتها باكستان مع طالبان في فبراير (شباط) بوادي سوات. وقال دينيس بلير المدير الأميركي للمخابرات الوطنية في واشنطن أمس، إن الجيش الباكستاني يحقق مكاسب في هجومه لأن التأييد الشعبي للعملية يتزايد. وقال بلير أمام حشد من مسؤولي المخابرات، للمرة الأولى تلقى عمليات الجيش الباكستاني في ذلك الجزء من العالم دعم الحكومة والشعب. هذا مختلف حقا عن الماضي عندما كان الجيش ينطلق دون تأييد يذكر. ويقول الجيش إن القوات طهرت أغلب وادي سوات من طالبان، ولكن الجنود ما زالوا يواجهون فلولا من المقاومين. كما يقول الجيش إن نحو 1300 متشدد و105 جنود قتلوا. ولم يتسن التحقق من هذه الأرقام من جهة مستقلة. وأجبر القتال 5.2 مليون على النزوح من ديارهم، وربما يتلاشى التأييد الشعبي إذا لم يلق هؤلاء النازحون الرعاية. وقال ريتشارد هولبروك المبعوث الأميركي إلى أفغانستان وباكستان أمس، إن الرأي العام الباكستاني أصبح منحازا لجانب الحكومة بشكل متزايد وجدد مطالب بأن تقدم دول غربية أخرى المزيد من المساعدات للنازحين.

وقال هولبروك في نيويورك لم تكن استجابة المجتمع الدولي كافية لاحتياجاتهم إلى الآن. وأضاف أن الولايات المتحدة تعهدت بدفع أكثر من 300 مليون دولار لأزمة النازحين في باكستان مقابل أقل من 200 مليون دولار من باقي العالم. وتابع ناشدنا دولا أخرى الانضمام إلينا في هذه المساعي. في النهاية سوف نحتاج لعدة مليارات من الدولارات لهذا الجزء الصغير من باكستان. ومن ناحية أخرى فرضت السلطات حظرا للتجول في بلدة بانو بشمال غربي البلاد بعد عدم تسليم قبيلة من البشتون لمشتبه بهم من طالبان خطفوا مئات الطلبة والعاملين في مدرسة تابعة للجيش في الأسبوع الماضي. وقال سكان ومسؤولو مخابرات إن الجيش ربما يتخذ إجراء ضد أفراد القبيلة.