براون يخمد ثورة المتمردين وينجو من خطر إقالته.. مؤقتا

جونسون وميليباند أبرز منافسين له على الزعامة يرفضان مواجهته ويشددان على دعمهما له

TT

نجا رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون من خطر إقالته، على الأقل في الوقت الراهن ولغاية انعقاد مؤتمر حزب العمال السنوي في سبتمبر (أيلول) المقبل، بعد أن تمكن من إخماد ثورة النواب المتمردين داخل حزبه ليل أول من أمس، وأقنعهم بإعطائه فرصة ثانية لتحسين وضع حزب العمال قبل الانتخابات العامة في السنة المقبلة. واجتاز براون أسبوعا عصيبا من أصعب الأسابيع التي مرت على حكمه، ترأس أمس أول اجتماع لحكومته المعدلة، بعد أن تمكن من تأمين دعم الوزراء الكبار في حكومته، أبرزهم وزير الداخلية الجديد آلن جونسون المرشح الأبرز لخلافته على زعامة الحزب، ووزير الخارجية دايفيد ميليباند الذي كان طرح اسمه أيضا في فترة سابقة لمنافسة براون على الزعامة. وقال جونسون إنه لا ينوي مواجهة براون، في وقت أكد ميليباند أن حزب العمال لا يحتاج لرئيس جديد.

وفي اجتماع كان ينتظره براون بقلق مع نواب حزبه، أقنع رئيس الوزراء الحزب بإعادة الالتفاف حوله، رغم الهزيمة الكبيرة التي مني بها حزب العمال في الانتخابات المحلية والأوروبية التي جرت الأسبوع الماضي. واعترف براون خلال الاجتماع بنواب حزبه، بنقاط ضعفه ولكنه وعد باعتماد مقاربة جديدة لسياساته. كما أنه وجه إنذارا مهما حذر من أن التفتت داخل الحزب وإجباره على الاستقالة سيؤدي إلى تراجع الحزب أكثر. واقتنع عدد كبير من النواب المتمردين بإعطاء براون فرصة جديدة عندما سمعوه يعترف بأن الوضع سيئ، ولكنه أصر على أنه الرجل المناسب لقلب الأمور. وقال: «لدي نقاط قوتي، ولدي نقاط ضعفي. أنا أعرف أن هناك أمورا أؤديها بشكل جيد، وأمورا أخرى بشكل أقل. لقد تعلمت أن المرء عليه أن يستمر بالتعلم طوال الوقت. تحل المشاكل ليس عبر الابتعاد عنها، بل عبر مواجهتها وفعل شيء بخصوصها». ووعد براون بالتصرف بطريقة أكثر جماعية. وأكد ميليباند لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس، أن حزب العمال توصل إلى قناعة بأن براون هو الزعيم الأفضل له، وقال: «حزب العمال لا يريد زعيما جديدا، ليس هناك من منصب شاغر، وليس هناك من متحد. المنافس الأبرز، آلن جونسون، قال إنه سيدعم رئيس الوزراء». وقال عدد من النواب شاركوا في الاجتماع إن براون الذي خلف توني بلير قبل نحو العامين، قدم أداء قويا، حيث أكد ضرورة الوحدة كجزء من استراتيجية لتمكين الحزب من الوقوف على قدميه مرة أخرى. كما وعد بتغيير أسلوبه في القيادة والعمل بطريقة «جماعية أكبر» بعد استقالة وزيرة الدولة لشؤون البيئة التي اتهمته بإدارة حملة «تشويه سمعة» ضد زملائه. إلا أنه لم ترد الكثير من التفاصيل بشأن التنازلات التي يفكر براون في تقديمها بشأن خطة للخصخصة الجزئية لخدمة البريد البريطاني والتي عارضها العديد من النواب. وبدأ براون يواجه أزمة زعامة خلال الأسبوع الماضي عندما بدأت تتوالى استقالات الوزراء في حكومته، بعضهم بسبب تورطه بفضيحة النفقات. ووصل عدد الوزراء المستقيلين إلى نحو سبعة وزراء، وانتقد بعضهم براون ودعوه للاستقالة، بحجة أن حزب العمال سيلاقي صعوبة بالغة بالفوز بالانتخابات تحت قيادته. وخسر حزب العمال الكثير من شعبيته مؤخرا بسبب الأزمة الاقتصادية وبسبب فضيحة النفقات التي طالت العديد من نواب حزب العمال، وحزب المحافظين المعارض. ويرى الكثير من نواب حزب العمال أن براون لا يتمتع بشخصية القائد وأنه زعيم ضعيف ولا يجذب بعض فئات الناخبين، ويطالبون باستبداله بزعيم.