بدء التعرف على جثث ضحايا الطائرة الفرنسية

هيئة سلامة الطيران تحذر الطيارين

TT

وصلت أمس المجموعة الأولى من الجثث التي تم انتشالها من المحيط الأطلسي، حيث تحطمت الطائرة الفرنسية التابعة لشركة «إير فرانس» الأسبوع الماضي، إلى قاعدة جوية في البرازيل لبدء التعرف عليها، في ما وافقت شركة الطيران الفرنسية على تغيير قياسات السرعة في طائرات الإيرباص خلال اليومين المقبلين، بعد الاشتباه بأنها كانت السبب وراء وقوع الطائرة، بحسب ما أعلن طيار في نقابة الطيارين الفرنسيين. وقال مسؤولون برازيليون، إن محققين من الطب الشرعي يستعدون لتحديد هوية الجثث في مشرحة مؤقتة أقيمت بمستشفى على جزيرة فرناندو دي نورونها الواقعة على بعد نحو 230 ميلا قبالة سواحل. ونقلت طائرتا هليكوبتر الجثث من سفينة برازيلية حملت الجثث بعد انتشالها من منطقة نائية بالمحيط الأطلسي.

وكانت «إير فرانس» قد أعلنت أنها بدأت استبدال قياسات السرعة في طائرات الإيرباص 330، في نهاية أبريل (نيسان) الماضي، ولكنها لم تحدد مهلة زمنية لذلك. ولم تكن أجهزة قياس السرعة قد استبدلت في الطائرة التي وقعت. وجاء ذلك وسط مخاوف من احتمال أن يكون حادث تحطم طائرة الإيرباص ناجما عن عيب في أجهزة قياس سرعة الهواء.

وفي وقت تواصل فيه الفرق المنتشرة في وسط المحيط الأطلسي البحث عن جثث ضحايا الطائرة، بعد انتشال 24 منها وذيل الطائرة، حذرت هيئة سلامة الطيران الأوروبية أمس الطيارين، ودعتهم إلى الاعتماد على بيانات أخرى أثناء قيادة الطائرة في حالة تعطل أجهزة الملاحة الجوية. ووجهت الهيئة التي تتخذ من مدينة كولونيا الألمانية مقرا لها، تحذيرها إلى جميع الشركات التي تسير رحلات عابرة للقارات. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر في الهيئة، أن التحذير ناجم عن تحليلات بشأن تحطم الطائرة في المحيط الأطلسي والذي راح ضحيته 228 شخصا.

وقالت الهيئة إنه حتى في حالة تعطل أجهزة قياس سرعة الهواء، هناك إجراءات راسخة لاستمرار تحليق الطائرة بسلام والتزام الأطقم بالتعليمات حول تشغيل الطائرة. وتتولى الهيئة مسؤولية الموافقة على سلامة الطائرات القادمة من أوروبا منذ عام 2003. وذكر المتحدث باسم الهيئة دانيال هويلتغن، أن سبب تحطم الطائرة لم يعرف بعد ولكنه أضاف: «يجب أن ندرس جميع الأسباب المحتملة».

ويقول مسؤولو نقل فرنسيون إن التحقيق يركز على ما إذا كانت هناك عيوب بأجهزة الملاحة بالطائرة والتي ربما تكون قد دفعت الطيار للتحليق بسرعة كبيرة أو بطيئة للغاية. ونصح أيضا اتحاد صغير في شركة الخطوط الجوية الفرنسية (إير فرانس)، الطيارين بالتوقف عن قيادة طائرات إيرباص من طرازي إيه330 وإيه 340، إلى أن تغير الشركة أجهزة قياس السرعة التي أصبحت محل تركيز في التحقيق بحادث تحطم الطائرة. ولم يعرف على الفور ما إذا كان طيارو إير فرانس سيستمعون لنصيحة الشركة، وما إذا كان ذلك سيكون له أي تأثير على عمليات الشركة. وقال محققون إنه كانت هناك «تناقضات» في قراءات السرعة قبل تحطم الطائرة، مما أثار تكهنات بأن أجهزة قياس السرعة في الطائرة ربما تراكمت عليها ثلوج معطية بيانات خاطئة إلى قمرة القيادة، مما أربك الطيارين أثناء مواجهة الطائرة لعاصفة.

ومن جهة أخرى، أعلنت منظمة الشرطة الدولية (الإنتربول) أمس أنها ستشارك في تنسيق الجهود الدولية في التعرف على هويات الأشخاص الـ228 شخصا الذين كانوا على متن الطائرة. وتم إيفاد ضابط من مركز القيادة والتنسيق التابع للمنظمة في ليون، إلى مركز إدارة الأزمات الموجود في باريس، حيث ستجري جهود الطب الشرعي للتعرف على الضحايا.

وأوضحت المنظمة في بيان لها أن الجهود «ستعتمد على أساليب التعرف على هوية ضحايا الكوارث المعمول بها دوليا». وتتضمن هذه الأساليب جمع بيانات من الجثث التي يعثر عليها مثل الوشم وبصمات الأصابع والآثار الجراحية وأشعة إكس على الأسنان. وقال السكرتير العام للإنتربول رونالد نوبل: «بما أن ضحايا هذه المأساة من كافة مناطق العالم، فإن التعاون الدولي سيكون مهما في سرعة انتشال الجثث والتعرف على أصحابها بصورة دقيقة ومحترمة وسريعة».

وتواصلت عملية البحث في المحيط الأطلسي أمس عن جثث إضافية وقطع الطائرة، وأعلن الناطق باسم سلاح الجو اللفتنانت كولونيل هنري مونوز في لقاء مع الصحافيين في ريسيف، أن البحريتين الفرنسية والبرازيلية تمكنتا من انتشال 24 جثة من السبت إلى مساء الاثنين. وانتشلت القوات الفرنسية والبرازيلية مئات من الأشياء وقطع من «مكونات الطائرة». وبدأت جمع قطع مهمة في هذه المنطقة التي تبعد 1150 كلم عن الساحل البرازيلي. وقال أحد أعضاء فريق الفرقاطة كونستيتيوثاو لصحيفة «أو غلوبو» أن فرق البحث «تبحر في محيط من الركام».

وتم انتشال مقاعد وأقنعة للأكسجين وأشياء شخصية من حقائب وغيرها. وعرض مونوز أمام الصحافيين صورا لفريق من البحرية البرازيلية يستعد لقطر إحدى قطع ذيل الطائرة. وينتشر 255 عسكريا من القوات الجوية البرازيلية في فرناندو دي نورونها وناتال وريسيف (شمال شرق) و570 عسكريا من سلاح البحرية في خمس سفن برازيلية تجوب المنطقة. وتشارك في هذه العمليات 12 طائرة برازيلية وطائرتان فرنسيتان وست سفن فرنسية بينها فرقاطة. وستلتحق بهذه القوة الغواصة النووية الهجومية ايميرود المزودة بلواقط حساسة لمحاولة تحديد مكان الصندوقين الأسودين.