مهرجان القاهرة السينمائي يكرم المخرج الراحل شادي عبد السلام

ترميم فيلم «المومياء» في الخارج أعاد الاهتمام بتجربته المميزة

مشهد من فيلم «المومياء» («الشرق الأوسط»)
TT

دفع قيام مؤسسة سينما العالم التي يرأسها المخرج الأميركي العالمي مارتن سكورسيزي بترميم فيلم «ليلة أن تحصى السنين ـ المومياء» للمخرج المصري الراحل شادي عبد السلام، إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لتكريم المخرج الراحل للمرة الأولى في مهرجان سينمائي مصري.

وجاء في بيان لإدارة المهرجان أنها قررت أمس الجمعة إهداء الدورة 33 للمهرجان التي تبدأ فعالياتها في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) لروح المخرج الراحل، بعد أن تأخرت عن اتخاذ هذه الخطوة أكثر من 23 عاما.

ورغم هذا التكريم المتأخر لواحد من أهم المخرجين المصريين والذي اختير من بين أهم مائة مخرج في تاريخ السينما العالمية، إلى جانب اختيار فيلمه الروائي الوحيد «ليلة أن تحصى السنين ـ المومياء» كأهم فيلم أجنبي اختاره الجمهور الفرنسي عام 1994 وكان الفيلم قد فاز بجائزة النقاد في مهرجان قرطاج عام 1970. وعبر مهندس الديكور وأستاذ المعهد العالي للسينما صلاح مرعي أحد تلامذة شادي عبد السلام وأقرب أصدقائه إليه عن فرحته «بهذا التكريم الذي جاء متأخرا جدا جدا رغم اهتمام الآخرين به وبفيلمه الروائي اليتيم».

وقال مرعي «لولا اختيار مؤسسة السينما العالمية التي أسسها ويرأسها المخرج الأميركي العالمي مارتن سكورسيزي والتي تستهدف اختيار كلاسيكيات السينما العالمية وترميمها والمحافظة عليها لمئات السنين، ما جاء تكريم شادي عبد السلام في مصر».

وأشار مرعي إلى «المتاعب التي وقعت حتى استطاعت المؤسسة الحصول على نسخة الفيلم التي عملت على ترميمها خلال اتصالاتها مع الجهات المسؤولة في مصر».

وتابع «ولولا عرض فيلم المومياء في الدورة الأخيرة لمهرجان كان، حسب الاتفاق الموقع بين المهرجان والمؤسسة العالمية للسينما، بقيام الأول بعرض كل الأفلام التي تختارها المؤسسة لترميمها، وكذلك لولا المقدمة الجميلة التي ألقاها سكورسيزي قبل عرض الفيلم، لما بادر المهرجان بتكريم واحد من أهم مخرجي السينما المصرية».

ومن المنتظر أن يأتي العرض الثاني للنسخة المرممة ضمن إطار فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بحضور سكورسيزي الذي تلقى دعوة خاصة من شقيقة المخرج الراحل شادي عبد السلام السيدة مهيبة للحضور إلى مصر وزيارة متحف شادي عبد السلام في مكتبة الإسكندرية.

ويذكر أن شادي عبد السلام من مواليد الإسكندرية عام 1930 ودرس المسرح في بريطانيا عام 1949 إلا أنه عاد إلى القاهرة فيما وبعد ودرس الهندسة المعمارية وعمل مساعدا للفنان رمسيس ويصا واصف، ثم مساعدا للمخرج صلاح أبو سيف.

وقام «عبد السلام» بإخراج فيلمه الروائي الوحيد «المومياء» الذي يروي من خلاله العثور على «خبيئة القرنة» التي تضمنت عشرات المومياوات لملوك الأسرة 18 والأسرة 19 التي تم اكتشافها في الثمانينات من القرن التاسع عشر، في تجربة تأملية في التاريخ المصري ماضيا وحاضرا ومستقبلا، انطلاقا من الجملة الافتتاحية للفيلم «يا من تذهب سوف تعود.. يا من تنام سوف تصحو.. يا من تمضي سوف تبعث».

وكان شادي عبد السلام قد شارك في كتابة سيناريو الفيلم الروائي علاء الديب، وتم تصويره عامي 1968 ـ 1969 وعرض لأول مرة تجاريا في مصر عام 1975 ولم يلق نجاحا تجاريا في حينه رغم الموقف المساند لنقاد السينما من الفيلم.

وقام عبد السلام بإخراج مجموعة من الأفلام التسجيلية التاريخية مثل «الفلاح الفصيح» المأخوذ عن بردية فرعونية قديمة و«كرسي توت عنخ آمون» و«الأهرامات وما قبلها» و«رعمسيس الثاني» كما أخرج فيلما تسجيليا عن حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 بعنوان «جيوش الشمس».

وتوفي «عبد السلام» في عام 1986 بعد أن أتم كتابة سيناريو «مأساة البيت الكبير» المعروف باسم «إخناتون»، فرعون التوحيد المصري، من الأسرة 18. كما أعد، قبل رحيله، تصميمات الديكورات والإكسسوارات الخاصة بهذا الفيلم، إلا أنه لم يجد تمويلا من الدولة لإنتاجه بعد أن رفض القطاع الخاص تمويله.