35 ألف إيراني يصوتون في العراق وسط إجراءات أمنية مشددة

12 مركزا انتخابيا في 6 مدن.. وإيرانية لـ«الشرق الأوسط» : صوت لنجاد لأنه قرأ دعاء الفرج بأميركا

إيراني يدلي بصوته في النجف أمس («الشرق الأوسط»)
TT

توجه الناخبون الإيرانيون المتواجدون في العراق منذ صباح أمس إلى 12 مركز اقتراع موزعة على ست مدن عراقية بينها بغداد وتلك التي تضم المراقد المقدسة لدى الشيعة كالنجف وكربلاء وسامراء، لاختيار الرئيس الإيراني المقبل، وصاحبت عملية التصويت إجراءات أمنية مشددة خشية تعرض الناخبين إلى هجمات مسلحة. وتتوزع خمسة من المراكز الانتخابية في بغداد فيما وزعت السبعة الباقية في محافظات البصرة والنجف وكربلاء وسامراء والسليمانية وأربيل، كما يوجد ثلاثة مراكز اقتراع متنقلة في عموم البلاد. وقال عبد الرضا ارجمند، عضو هيئة الحج والزيارة الإيرانية في النجف إن «هنالك جالية إيرانية كبيرة في العراق ولابد من افتتاح مراكز اقتراع لهذه الجالية حتى يتسنى لهم اختيار ما يريدون من شخصية عبر صناديق الاقتراع التي سوف تحظي بشفافية وحيادية كبيرة».

وأضاف ارجمند لـ«الشرق الأوسط» أن «الجالية الإيرانية في النجف وكربلاء تضم أكثر من 20 ألف شخص، والقانون يسمح بفتح مراكز اقتراع في أي مدينة إذا كان عدد الجالية أكثر من 10 آلاف شخص»، مؤكد أن هنالك مركزي اقتراع في مدينة النجف في فندقي النبأ وعمرة، وكذلك في مدينة كربلاء في فندقي الميزان ودلت ال البيت، إضافة إلى مركزي اقتراع في مدينتي الكاظمية (ببغداد) وسامراء في الحرمين الشريفين»، يقصد مرقد الإمامين العسكريين.

ومن المتوقع مشاركة آلاف من الإيرانيين المقيمين وزوار العتبات المقدسة في الانتخابات، ويبلغ عدد الزوار اللذين يدخلون العراق يوميا نحو عشرين ألف زائر. وحول توفير الأمن للناخبين، قال ارجمند «يوجد تنسيق مع الجهات الأمنية العراقية لحماية مراكز الاقتراع بالتنسيق مع القنصلية الإيرانية، وأعتقد أن الوضع الأمني في مدينتي النجف وكربلاء مستقر»، مضيفا أن «صناديق الاقتراع تشرف عليه القنصلية الإيرانية وشركة شمسه وهيئة الحج والزيارة الإيرانية، إضافة إلى أن صناديق اقتراع الناخبين ستأتي عن طريق القنصلية الإيرانية».

وأضاف ارجمند «بدأ الاقتراع الساعة الثامنة صباحا (أمس) وسيستمر حتى الساعة السادسة مساء، وسيتم التعرف على الناخبين الإيرانيين عن طريق الجوازات وبعد إدلاء الناخب بصوته يختم جوازه»، مضيفا أن «أكثر من 24 ألف ناخب توجهوا إلى صناديق الاقتراع في النجف وكربلاء وسط عملية ديمقراطية خالية من كل الضغوطات».

ومن جانبه، قال مدير الأمن السياحي في النجف، الرائد محمد رسول، أن «دور رجال الأمن العراقية اقتصر على حماية المراكز الانتخابية فقط ولم تتدخل بالعملية الانتخابية»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «رجال الأمن السياحي قاموا بحماية الفنادق التي تحتضن مراكز الاقتراع». وتولى رجال الشرطة تفتيش الناخبين عند المداخل الرئيسية لمراكز الاقتراع. وقال الزائر الإيراني اكبر محمد «إنني راض على إجراء الانتخابات في إيران لكن إلى الآن لم أقرر أي شخصية سأنتخبها والسبب انه ليست لدي معلومات عن الأشخاص المرشحين»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» انه يفضل انتخاب «المرشح الذي تتوفر به صفات دينية وسياسية وقدرة على حكم البلاد». وأضاف محمد قائلا إن «هذه الانتخابات تعتبر أكثر حساسية من الانتخابات السابقة كون اغلب الشعب لم يقرر من ينتخب وأظنهم في النهاية لن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع».

وإن كان يفضل انتخاب مرشح يريد استئناف علاقات بلاده مع الولايات المتحدة، قال «إذا كانت هنالك روابط طيبة بين البلدين وعلاقة خالية من الغدر فلا توجد مشكلة في بناء علاقة مع الأميركيين»، وأضاف «أنا راض جدا على المفاعل النووي الإيراني وأتمنى أن يتطور أكثر ونطلب من الرئيس الجديد الإيراني أن يتقدم بكل طاقاته من اجل النهوض بهذا المفاعل الذي يعتبر سلاح الدولة الأول».

فيما قالت زهرة علم دار «سأنتخب الرئيس احمدي نجاد كونه صاحب دين وحفظ ديننا ونهض بالاقتصاد الإيراني إضافة إلى أن نجاد كسب قلوب الإيرانيين وأحبوه عندما قرأ دعاء الفرج في أميركا»، وأضافت زهرة لـ«الشرق الأوسط»: «نريد من الرئيس الجديد أن يحفظ الدين والتزام الحجاب بالنسبة للنساء ولا يكثر من الفساد الإداري والمالي والنهوض بالاقتصاد والأهم عندنا هو عدم تسليط الأميركيين على الشعب الإيراني». وحول حقوق المرأة الإيرانية قالت زهرة إن «المرأة الإيرانية لديها حقوق تتمتع بها ضمن الدستور ولا توجد أي ضغوطات عليها من قبل كل الجهات الإيرانية». أما الناخب مهدي شهبارزي من مدينة قم الإيرانية، قال إن «الإجراءات الأمنية جيدة فضلا عن أن إجراء عملية الانتخاب تمتعت بشفافية وديمقراطية».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «هنالك الكثير من الإيرانيين وعلى مدى 30 سنة لم يشاركوا في الانتخابات لكن اليوم توجهوا إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم لتكون شوكة بعيون أميركا وإسرائيل وكل حاقد على الإسلام». وطالب شهبارزي من الرئيس الجديد بأن «يحارب كل أعداء الإسلام وأن يحيا القرآن الكريم وان لا يستسلم للدول الكبيرة إذ أن إيران أصبحت واحدة من هذه الدول الكبيرة ولا فرق بيننا»، مؤكدا أن «إيران سترفع شعار الإصلاح والصلح مع العالم وهذا هو الفرق بين الشعب الإسلامي عن الشعوب المنافقة».

زهراء جعفري من مدينة مشهد الإيرانية قالت إنها «فرحة جدا بهذه الانتخابات التي هي نصر للإيرانيين وسترفع من شأنهم»، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «أتمنى لو كنت في إيران حتى أشارك في فرحة الفوز لكن رغم كل هذا نحن عزمنا هنا في النجف أن نحتفل بالفوز بطريقتنا الخاصة وأدعو من الله أن الفائز يكون أحمدي نجاد».

وفي مدينة الكاظمية، توجه الناخبون الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع بالقرب من مرقد الإمام الكاظم، فيما أدلى العشرات من الإيرانيين المقيمين في البصرة والمحافظات المجاورة بأصواتهم عبر صناديق الاقتراع التي أقامتها القنصلية الإيرانية. وقال محمد رضا القنصل الإيراني للصحافيين إن «الإيرانيين بدأوا بالإدلاء بأصواتهم منذ صباح اليوم (أمس) عبر ثلاثة صناديق هيأتها القنصلية احدها في مقر القنصلية والآخر في منطقة الشلامجه الحدودية والثالث جوال»، مؤكدا أن «أكثر من ألف مواطن إيراني يقيمون في محافظات البصرة والناصرية والعمارة وجهت لهم الدعوات للحضور إلى القنصلية والمشاركة بالانتخابات فيما يتولى المشرفون على الصندوق الجوال بزيارة السجناء والموقوفين في السجون ومراكز الشرطة العراقية في المحافظات الثلاث لإتاحة الفرصة أمام الإيرانيين فيها للمشاركة بالانتخابات».

وحول أعداد الإيرانيين المقيمين بالمحافظات الجنوبية قال القنصل الإيراني هناك أكثر من ألف مواطن عراقي مقيم، وما يقرب من 90 سجينا من المقرر مشاركتهم في عملية الاقتراع، مضيفا أن «عملية التصويت تجري بانسيابية عالية بعد توفر الأمن الذي تحقق بالتنسيق مع محافظ البصرة وقيادة العمليات».

إلى ذلك، أكد مسؤول في السفارة الإيرانية ببغداد أمس لاستقبال ما يقرب من الـ35 ألف ناخب إيراني. وبين المسؤول لـ«الشرق الأوسط» رافضا الكشف عن هويته، أن بعض الصناديق التي وصفها بالمتنقلة «ستخصص للسجناء الإيرانيين في سجن المطار التابع للقوات الأميركية، وسجون أخرى في مناطق أخرى تديرها جهات عراقية» وقدر عددهم بنحو 200 سجين. وعن أعداد الإيرانيين في العراق، قال المسؤول «إنهم يقسمون إلى زائرين للعتبات المقدسة حيث يصل عدد الداخلين عبر الحدود البرية والجوية إلى ثلاثة آلاف زائر يوميا، وكل زائر مسموح له بالبقاء لمدة عشرة أيام لإتمام زيارته في بعض مناطق العراق، وهنا نتوقع أن يكون عددهم حاليا 30 ألف إيراني، أما الفئة الأخرى فهم المقيمون في العراق فيبلغ عددهم 2000 شخص بينهم موظفو شركات إيرانية وأعضاء السفارة». وأكد أن «السفارة تسمح للإيراني الذي يملك جنسية ثانية بالاقتراع عبر استخدام جنسيتة الإيرانية، ولا يمكن حصول تزوير لأننا نتبع بصمة الإصبع والجواز والاقتراع سيكون ليوم واحد».