فرضت الفيضانات، التي تسببت بها الأمطار الغزيرة التي لم تشهد لها النمسا مثيلا في عدد من مناطقها منذ أكثر من 50 سنة، عملية إخلاء طارئة سريعة ودقيقة في متحف الألبرتينا الشهير في العاصمة فيينا. كانت كميات ضخمة من المياه قد غمرت مستودع الأرشيف الخاص بالمتحف، الواقع في قلب فيينا، مما أجبر المسؤولين على نقل أكثر من 950 ألف عمل فني بينها أعمال لفنانين كبار مثل مايكل أنجلو، خوفا من التلف. وللعلم، كان هذا الجزء المخصص للأرشيف والمغمور الآن بالمياه، قد شيد عام 2006، في حين لم تتسرب نقطة من مياه الأمطار أو تنفجر مواسير لأي سبب من الأسباب في أي من حجرات القصر المشيد عام 1754! صحيفة نمساوية شبهت حالة الهلع والأسى الذي أحدثته مياه الالبرتينا بالحالة التي اعترت فيينا عام 1809 عندما هزمتها جيوش نابليون، وأثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية، وعام 1992 عندما التهمت نيران حريق ضخم جزءا من قصر الهوغبورغ الإمبراطوري.
ومن جهة أخرى، ذكر كلاوس ألبرخت شرودر، مدير الألبرتينا، أن كمية المياه التي غمرت المكان قدرت بـ2100 لتر «مما اضطر الجهات المسؤولة للإسراع بنقل آلاف الصناديق والعلب المرقمة والمصنفة بأسلوب علمي حديث التي وجدت عائمة فوق سطح المياه.
التي لم يعرف حتى الآن مصدرها (!!)، وهل هي نتيجة لتسرب مياه الأمطار أم لأسباب أخرى؟ وإن كانت مياه أمطار فكيف دخلت ولماذا؟؟». وأكد أنه متى عرف مصدرها وأمكن التحكم في تجفيفها قد توقف عمليات الإخلاء لخفض مصاريفها الباهظة.