360 درجة.. دراسة جديدة تجريها «التربية والتعليم» لتحديد توجهاتها المستقبلية

الأمير فيصل بن عبد الله: المعلم المؤهل وقيم المناهج أدوات فاعلة في التدريب

TT

كشفت وزارة التربية والتعليم، أمس، عن دراسة تجريها حاليا تحت مسمى (360 درجة) اشتملت على 3 أوراق هامة معنية بالعملية التعليمية، وهي الطالب والمدرس والوزارة تغطي استطلاعا لـ500 مشارك، في خطوة للاستفادة من برنامج الملك عبد الله لتطوير التعليم. وأفصح الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود، وزير التربية والتعليم، خلال ملتقى المدربين والمدربات بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، أن الوزارة ستقوم بالاعتماد على نتائج تحليل البيانات لتطوير التعليم وتصحيح مواطن الضعف فيه.

وقال: « الوزارة لها دور في نشر ثقافة الحوار وحاجة المجتمع إلى مربين على مستوى من المهنية والكفاية والقدرة، لتحويل ما يدرسه الطالب نظريا في مدرسته إلى أفعال وسلوك يمارسه مع زملائه ومعلميه ومجتمعه».

وأشار الأمير فيصل إلى وثائق وموجهات عمل في وزارة التربية والتعليم تحت عنوان « القيم فى مناهجنا»، أشارت إلى وجود 187 موضوعا موزعة على كافة المراحل الدراسية تحث على الحوار والتسامح والوسطية. والعمل بهذه الموضوعات سيساهم في وقاية الأبناء من مسالك الإرهاب والتطرف، والأخذ بأيديهم.

وأضاف أن تلك المناهج تضمنت كذلك قيم تعليم أن الخلاف مبدأ إنساني وكوني، ولا يتحول الخلاف إلى فتنة وإلى عنف لأسباب واهية، مشيرا إلى أن الحوادث المؤسفة التي قد تتحول إلى شقاق في المجتمع نتاج لتغييب أدب الخلاف وممارسة ثقافة التصميت، ومنع الصغار والشباب من التعبير عن أرائهم والوصاية المتوارثة المبنية على الإخضاع والفردية واختفاء الإقناع وتعطيل العقل وإخماد التساؤل.

وأوضح وزير التربية والتعليم، أن تراجع دور الأسرة في بعض الحالات ضحية لسلسلة من التناقضات بين ما يتعلمه الأبناء وما يواجهونه في حياتهم العامة، الأمر الذي أدى إلى ذوبان شخصيات بعض الأفراد فكانوا مقلدين وضعفاء في إدارتهم للخلاف الذي قد يقع.

وأكد الأمير فيصل بن عبد الله، أن السبيل الأكثر نضجا وجاهزية اليوم لإعادة دوران عجلة الحوار الهادف والفكر النقدي السليم هو المعلم المؤهل، حيث يمثل قدوة حسنة للتلاميذ، يمكنه الاستماع إليهم ويحاورهم ويستشيرهم ويشجعهم على أن يعبروا عن ذواتهم، وعلى المصارحة والمبادرة بالفكرة والرأى وتقبل مبادئ الخلاف ويترفق معهم.

وتناول الأمير في ورقة عمل بعنوان «دور وزارة التربية والتعليم في نشر ثقافة الحوار» قدمها في الجلسة الثانية لليوم الثاني للقاء المدربين المعتمدين، الذي ينظمه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض، أدارها الدكتور راشد الراجح الشريف تناول دور التدريب العملي على الحوار.

وشدد الأمير فيصل على دور المعلم، حيث قال، إننا «بحاجة إلى مربين على مستوى من المهنية والكفاية والقدرة لتحويل ما يدرسه الطالب نظريا في مدرسته إلى أفعال وسلوك يمارسه مع زملائه ومعلميه ومجتمعه».

وأكد وزير التربية والتعليم في ختام ورقته على أهمية الفكر النقدي في التعليم، بحيث يصبح هذا الفكر ركنا أساسيا من أركان التعليم منذ نعومة أظفار التلاميذ، وأن يتشرب الأطفال ثقافة الحوار السليم في سنوات أعمارهم الأولى؛ حتى لا يكونوا عرضة لدعاة الفرقة والعداوات، والمعيقين للمعرفة والحضارة.

ويرى الأمير أن هناك علاقة تكاملية بين البيت والمعلم والمدرسة، وأن التلقين انتهى وقته في المدرسة، لافتا إلى أن التعليم، والتدريب، والاستقطاب، والاستثمار والبحث، والتطوير التقني أسس مهمة لأي مجتمع يريد الارتقاء والتفاعل مع العالم.