أرجعت الهيئة العامة للطيران المدني، أسباب حوادث التقارب الجوي «الاصطدام الوشيك»، بين الطائرات المسجلة في المطارات السعودية خلال الأعوام الماضية، إلى عوامل عدة، تتعلق بازدياد كثافة الحركة الجوية بنسب عالية حسب الإحصاءات الرسمية، وكذلك المؤثرات الصحية والنفسية، التي تسبب ضغطا على عمل المراقب الجوي من جهة، وعلى قائد الطائرة من جهة أخــرى.
وكانت التقارير الرسمية للهيئة سجلت 113 حادثة تقارب جوي بين الطائرات في الأجواء السعودية، خلال الفترة من عام 2004 إلى عام 2007، من بينها 29 حالة في عام 2004، و23 حــالة في عام 2005، و23 حالة أخرى في عام 2006، و38 حالة في عام 2007، فيما تحفظت في الرد على استفسار «الشرق الأوسط» عن عدد حالات التقارب المســجلة في عام 2008 وفي الأشــهر الســتة الأولى من عـام 2009.
وأوضح خـالـد بن عبد الله الخيبري، مدير عام إدارة العلاقات العامة والإعلام في هيئة الطيران المدني لـ«الشرق الأوسط»، أن الهيئة أنشأت إدارة متخصصة للتحقيق في الحوادث كافة، سواء أكانت حالات تقارب جوي أو غيرها، وتحليل الأسباب المؤدية لها ومعرفتها وتفادي حدوثها مستقبلا.
وأكد الخيبري، أن هيئة الطيران المدني تحرص على التحقيق في جميع وقائع الطيران الجوية منها والأرضية، إضــافة إلى الحوادث كافة ذات العلاقة بالسلوك الشخصي للعاملين في مجال الطيران، كقائدي الطائرات، والمراقبين الجويين، وغيرهم من الأفراد والإدارات، مشيرا إلى أن عدد الوقائع الخاصة بالتقارب الجوي لا تمثل إلا جزءا يسيرا من الوقائع الخاصة بالمراقبة الجوية المذكورة في التقارير الرسمية للهيئة.
وعن أكثر المطارات السعودية عرضة لحوادث التقارب الجوي، قال مدير عام العلاقات العامة والإعلام، إن «المطارات الدولية في كافة أنحاء العالم تصنف على أنها الأكثر تعرضا للوقائع الجوية، بحكم تعاملها مع كثافة مضاعفة من الحركة الجوية عن المطارات الإقليمية والداخلية».
وأشار إلى أن هيئة الطيران المدني أنشأت أيضا مركزا إقليميا جديدا للمراقبة الجوية في الرياض من أجل التحكم في الأجواء العلوية، بهدف تخفيف كثافة الحركة الجوية، وليكون مركزا احتياطيا لمركز المراقبة الإقليمي في مطار الملك عبد العزيز الدولي، كما أعدت خطة لإعادة هيكلة الأجواء بما يتناسب مع نسبة الزيادة العالمية في كثافة الحركة الجوية، والتقليل من التقاطعات الجوية بمشاركة شركة عالمية متخصصة في هذا المجال.
وعن أعطال أجهزة الرادارات والاتصالات، التي تقع بين الحين والآخر في بعض المطارات السعودية، أكد الخيبري أن الجهات المزودة لخدمة الاتصالات والرادارات هي أطراف أخرى غير الهيئة، وإصلاح تلك الأعطــال قد يأخذ بعض الوقــت، مشيرا إلى أن أعطال الأجهزة تعتبر أمرا طبيعيا في جميع مطــارات العالم، ولا يقتصــر ذلك على مطارات المملكة فقط.
وأضاف مدير إدارة العلاقات العامة والإعــلام، أنه «نظرا لحســاسية العمل في إدارة الحركة الجويـة، تم تأمين وســائل عمل بديـلة في حالة حدوث أي عطل، كما يجري العمل على تنفيذ مشروع رادارات متطـورة تغطي جميع أجواء المملكة»، مشــددا على أن المراقبين الجوييـن مؤهلون عمليا ونظريا للتعامل مع إدارة الحركة الجوية في حال حدوث الأعطــال. وشدد الخيبري على أن الهيئة العامة للطيران المدني تولي جانب السلامة أولوية قصوى، وتعمل على تطوير وتثقيف منســوبيها بوســائل السلامة، عن طريق عقد دورات تدريبية وندوات تعريفية، وكذلك إرسال رسائل توعية بنشرات مقروءة ومــرئية.