معلمون يشتكون من تدني مستوى القراءة والكتابة لطلاب ما بعد المرحلة الابتدائية

مسؤول في وزارة التعليم: بحاجة لمزيد من الدراسة والتقييم

شكوى تعليمية من انخفاض مستوى القراءة والكتابة لطلاب ما بعد المرحلة الابتدائية («الشرق الأوسط»)
TT

يشتكي معلمون سعوديون يدرسون بالصفوف المتوسطة، من تدني مستوى الطلاب لمهارتي القراءة والكتابة ـالإملاءـ، ويضعون اللوم على بعض الطرق والأساليب التعليمية، إضافة إلى بعض المعلمين الذين لا يملكون مهارة التقويم المستمر لطلاب المرحلة الابتدائية، الأمر الذي جعل الطلاب ينتقلون من صف لآخر من دون أن يجيدوا أو يتقنوا فن مهارتي القراءة والكتابة.

المعلمون الذين طرحوا مشكلة ضعف القراءة والكتابة لدى الطلاب، بادروا بأهمية وجود دراسة حول الأسباب والمشاكل التي تخلق ضعفا تعليميا ومهاريا لفني القراءة والكتابة لدى الطلاب، في حين أكدت وزارة التربية والتعليم أن هذه الآراء ليست دقيقة وإنما يجب أن تكون هناك دراسة علمية تخضع لمعايير وشروط دقيقة.

يقول علي السالم، وكيل مدرسة ومعلم لغة عربية بالمرحلة المتوسطة، إن التقويم المستمر المعمول به للمرحلة الابتدائية أجهض كثيرا من انطلاق أداء القراءة والكتابة لدى الطلاب، مستدركا في الوقت نفسه أنه من المؤيدين لهذا التقويم، لكن باعتباره نظاما جديدا لتقويم الطلاب فهو يحمل سلبيات، سواء من ناحية بنوده أو تطبيق المعلمين له، لذلك يواجه نقدا، مضيفا أن المعلمين يحتاجون لفترة زمنية لاستيعابه من خلال التدريب وكسب الخبرة. وأضاف السالم، أن وزارة التعليم في السابق كانت تعتمد في تدريس مادة القراءة للمرحلة الابتدائية، على النظرية الجزئية للكلمة، أما الآن فتتبع النظرية الكلية، وهي تعني أن الكلمة تجزأ ثم تقرأ، في حين أن النظرية الكلية تكتب الكلمة كاملة ثم تجزأ إلى حروف، حيث النظرية الأولى ساعدت الطالب سابقا على أن يجيد القراءة. وذكر جعفر الخلف، معلم لغة عربية في المرحلة المتوسطة، أنه يوجد تفاوت بين طلاب سنة أولى متوسط في مهارتي القراءة والكتابة من ناحية الضعف والقوة، مرجعا الضعف لوجود تجاوز كبير من قبل المعلمين في تقويم الطلاب بهدف عدم تأخير الطالب من الناحية الدراسية، الأمر الذي أدى إلى تساهل كبير من قبل المعلمين تجاه الطلاب حتى لو كانوا غير مستحقين لدرجات النجاح. وأضاف الخلف، أنه أثناء تدريسه لمواد اللغة العربية هناك بعض الطلاب لا يجيدون قراءة الأسئلة أثناء الامتحانات، وكذلك يوجد بعض الطلاب لديهم أخطاء إملائية كثيرة أثناء حل أو كتابة الواجبات المدرسية، مشيرا إلى أن التقويم المستمر لطلاب المرحلة الابتدائية ليس كله سيئا، مبينا أن بعض المعلمين استفاد منه لتكثيف عملية القراءة والكتابة لدى الطلاب، مشيرا إلى أن بعض المعلمين يعتمدون على الطلاب الجاهزين الذين يتقنون مهارة القراءة والكتابة من دون الآخرين. وذكر محمد الدالوي، معلم لغة عربية، أن تدني مهارة القراءة والكتابة لدى الطلاب هو نتيجة عدم تمكن وقدرة المعلمين من أداء مهارات التقويم التي تخضع لشروط وفن، لتمييز الطلاب من ناحية المستوى، وما إذا كان الطالب متقنا لمهارة القراءة أو الكتابة أو عكس ذلك. مشيرا إلى أن مجموعة كبيرة من الطلاب بعد انتقالهم إلى المرحلة المتوسطة تفتقد لمهارة الكتابة والقراءة.

وبين الدالوي، هناك بعض المعلمين لا يصححون للطلاب أثناء القراءة وهو الذي جعل الطالب يكرر أخطاءه حتى انتقاله لمرحلة دراسية أخرى، مشيرا إلى أن التعليم في الوقت الحالي يعتمد على القراءة من دون الكتابة الإملائية على عكس السابق، منوها إلى أن هناك أخطاء إملائية شائعة لدى الطلاب أثناء الواجبات أو الكتابة على السبورة أو حتى أثناء الامتحانات.

وأشار الدالوي، إلى أن بعض المواد لا تعتمد على مهارة القراءة أو الكتابة أثناء الدرس، حيث يعتمد المعلمون على الشرح والحفظ فقط، من دون أن يهتموا بقراءة الطلاب للمواد وتصحيح أخطائهم. مؤكدا أنه يجب أن يكون هناك ربط لعملية المواد بالقراءة والكتابة وتصحيحها، مبينا أن كثيراً من الطلاب أثناء شرحه لمواده يهربون من القراءة أو الكتابة خوفا وخجلا لتصيد الأخطاء عليهم، مؤكدا على ضرورة وجود دراسة علمية لمعرفة أسباب ضعف القراءة والكتابة لدى بعض الطلاب. من جانبه قال مسؤول في وزارة التربية والتعليم، إن وزارته بحاجة لمزيد من الدراسات التي تبين حقيقة تدني مستوى الطلاب. وقال فهد المهيزع، مدير عام الاختبارات والقبول «بنين» بوزارة التربية والتعليم، إن وجود تدن في مستوى القراءة والكتابة لدى طلاب ما بعد الابتدائي، يجب أن يخضع لدراسة علمية دقيقة، مشيرا أن المعلم ركن أساسي في عملية ممارسة التقويم المستمر وفق المنهجية التي تتبعها الوزارة وكيفية أدائها.